صدى صهيل الضحكة الأولى
صدى صهيل الضحكة الأولى
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]سـكـنـتْ بأنفاسي رؤى أنفاسِها
وتـلملمت جذلى الحروف وعانقت
وتـأرجـحت شفة النوار بواحتي
وتـسابقت زمر الفَراش بسحرها
فـزرعت أحلامي بشاطئ صمتها
وحـمـلـت في كفي شظايا لهفتي
وغـرقـت فـي كـلماتها ولطالما
سـكـرت حكاياها بشاطئ خمرتي
فـنـمـا بـأحداقي نهار شموسها
فـشربت من صهبائها ما راق لي
شـفـة وأسـمـعها تناغي ليلتي
أصـغـيـت كان محدثي في تيهه
يـسـتـلني صوت فيغرق عالمي
فـيـمـرّ أشـذاء بواحات الندى
وتـسمّعت روحي لهمس قد جرى
فـغـفـت عروقي نشوة وتطيّبت
صـوت يـلـمـلمني بأيّةِ ومضةٍ
عـذرا فـتـلـك حـبيبتي بنقائها
فـصـهيل ضحكتها يجيء منغّما
يـا ضـحكتي الأولى تفتّح سورها
يـا جـنّـتـي ودمي معازف لهفة
مـا نـحن إلا صوت نايٍ يرتوي
لا تـسـألـي قـلمي كَواهُ توهّجٌ
أنـا طفلك المحمول في كف الهَنا
هـيـهـات يحملنا الشتات لجرفه
أنـا ضـحكة نسيت مواجع يتمها
وأنـا الـخضمّ يفرّّ نحو شطوطِه
أرأيـت أي عـوالـم سـحـرية
هـي موج ليلي في الخلود وقاربي
هـي شاطئي ضفة الأمان أرودها
أوقـدت أضـلاعـي شموع معابد
أنـا وجـهُ أحزانِ العراقِ وصوتُه
وأنـا الذي غضب الرياح سجيتي
وأنـا نـذرت الطين شهقة مهجتي
مـا ذقـت لـلأفـراح يوما واحدا
وعـلـيَّ ألـبـستِ الدنا أحكامها
أنـا مَـن بـصقْت بوجه كل مذمّمٍ
أنـا صوت كل الثائرين بهم حَدت
أنا من يزور الموت مهيوب الخطى
قـلـمي برتْه الحادثاتُ وما التوى
أوفـى اعذريني إن زللت بأحرفي
يا ضحكتي الأولى رسمتك ضحكة
إنـي لأعـتصر القوافي من دمي
فـإذا بـهـا تـسمو على أقرانها
وتضيق ذرعا بي حروف قصائدي
وأصـبّـهـا حُـمما تطال قلاعهم
كـوني مداري في متاهة خطوتي
وتـظـلّ (فـوزُ) حكاية لن تنتهي
عـهـد الرجال تذكري عهدي أناوتـحـامـلتْ عطشا إلى إيناسِها
سـطـري. وغنّاها شذى كرّاسِها
عـطـرا يـغازل للندى في آسِها
لـتـزورهـا وتـحجَّ حان نواسِها
مـوجـا وتـسبح في سما قدّاسِها
نـزفا .وأمسي من صدى أقواسِها
عـبّـت لأنـخـابي شفاه يباسِها
وتـنـادمـت روحي إلى جلاسِها
طـيـفـا .وودّعها دجى أغلاسِها
وعـبـبت نخبي من رؤى مقياسِها
وطـبـاقـها يشكو الهوى لجناسِها
وأنـا حـدَتْ روحي إلى وسواسِها
بـوحـا . ويعزفني إلى أعراسها
عـبـق الـبنفسج غامرا بغراسِها
طـيـبـا . فعبّت للطلا من كاسِها
وهـي الـتي عاشت أذى أوجاسِها
لـلـحـسن يولد في خطى أقباسِها
عـادت لـتـعـقدني إلى ألماسها
فـتـتيه روحي في ربى أوراسِها
لـلـريـح .فاعترفت بذاك لناسِها
أوتـارهـا غـنّت صدى إحساسِها
مـن لـمحةِ الذكرى ومن أجراسِها
وفمي روى أحلى المنى من راسِها
فـمـتـى سأُرمى في وثير كناسها
وأنـا عصرت لمهجتي في طاسِها
فـقـرأت في عينيك سرَّ مساسِها
وإلـيـك روحي غادرت من ياسِها
تـخـتـال أبـراداً على قرطاسِها
هـي لـحظة الإيناس في إسلاسها
وحـدي وأحـيـا بالخيال لِمَاسِها
ومـصـاحـفـا تتلى على قدّاسها
وأنـا الـذي غـنّـى إلى فرّاسها
وطـبـيـعتي أحدو لظى حرّاسها
وقـذفـت نـيراني على أجناسها
إلا وعـاودنـي شـجى إنكاسها
جـورا وشـدتـني عُرى إلباسها
وكـرهـت أن أنمى إلى جسّاسها
روحـي .وقدْتُ لثورتي من ساسِها
وأنـا الـردى يُهدي الردى سُيّاسها
سـيـظـل بـركانَ الفدا لحماسِها
فـمـحـاجري حنّت إلى أكداسِها
فـي ثـغر حرفي فابسمي لِلِباسِها
فـتـجـيـش نيرانا على أنجاسها
وتـجـيء إعـجازا حوى لقياسِها
وتـشـدّ أمـراسـا على أمراسِها
لا عـاصـمـا منها على نسناسِها
لـيـظـلَّ مـؤتلقا ضِيا نبراسِها
ونـظـلّ نـنـسبُها إلى (عبّاسها)
لـن تـركـع الـدنيا إلى نخّاسها