يا سيد العرب
يا سيد العرب
د. محمد عبد المطلب جاد
أستاذ سيكولوجيا الإبداع
جامعة طنطا-جمهورية مصر العربية
وأما أنت سيدي يا صاحب المقام
يا من ولدت معلما بظلة الغمام
ومن شربت لبنا من أطهر الأغنام
وكنت من سلالة هي التي
قد شرعت ملابس الإحرام
لك البلاد والبشر
لك السماء والقمر
لك التراب والحجر
وما في باطن الثرى
قد انبرى أو اندثر
ومنة منك لنا هذا الهواء والمطر
وإن نقل بجهلنا
أن الهواء حولنا
ملوث بفعل ما
تبديه من شتى الصور
وإن نقل بجهلنا
أن المياه أصبحت
مريرة كريهة
تأتى بضر وضرر
فاصفح وتب عن جهلنا
طوبى لمن كان غفر
نحن المطايا في ضياع جلالتك
سلالة خلقت لأجل سلالتك
كي تركبونا لنهاية السفر
والحق أننا خلقنا من بطون خادميك
وليس من حقوقنا أن نستشيط فيك
وليس من حقوقنا إلا الحياة في الحفر
وإن تكن أعطيتنا الحضر
وحق أن نطوف بالبيت الشريف والحجر
وحق أن( نبعر) في تلك المراحيض الأخر
وحق أن منحتنا يوما جوازات سفر
فكيف للرعاع من أمثالنا أن تعترض
عفوا وصفحا سيدي فإنه المرض
**
حاشاك أنت المجتبى الوكيل لله الأحد
أنت الغنى مثله إن شاء أعطى أو يرد
أنت العزيز مثله تعطى ومن أكرم يد
أنت المعز مثله ترفع من شئت( لحد )
أنت المذل مثله تكسر أنف من حقد
**
عندك جيش المخبرين والجنود والمدد
عندك خير الأرض من مال كثير لا يعد
عندك تقديم البلايا كي نعيش في نكد
وإن تشأ تبث ألوان المسرة في البلد
فإن تكن تورمت في أرضنا إحدى الغدد
تجيء بالجراح يستأصل ما كان فسد
**
يا سيدي يا منعما رحماك من كرب أشد
إن العيون لا ترى من شدة الرمد
والسمع لا يدرى بما أسديت من رغد
رحماك من جهل الشعوب فدعاواهم زبد
هم يجهلون ما يقيم أمرهم وما يهد
**
أنت الذي قال لنا أن الذي جد وجد
ودائما قلت لنا أن الحياة في الجلد
نصحتنا أن لا نرى إلا الشقوق والوتد
وأننا بشحمنا ولحمنا فيها نرد
وأن أنباء السماء في ثناياها النكد
إلا الذي جاء من الغرب الحبيب واحتشد
أما إذا جاء من الشرق الحسود المستبد
فإنه يحوى سموما للعقول والجسد
**
جعلتنا نعكف نقرأ الكتاب نجتهد
منبها لقوله و" حاسد إذا حسد "
وطاعة مفروضة تعطى أولى الأمر المدد
وفى جزاء سارق وفى جزاء قاتل
وفى جزاء فاحش، ومن يقيم كل حد
وقوله يرزق من يشاء دون حد
وكل ما عليها يفنى والجنان خير بعد
فنترك الحياة لك ونرتجى دنيا الأبد
**
تسربت لعقلنا آيات إبداع الصمد
عن الجهاد والفساد
والولي والعباد
والحصون والعتاد
والماخور والولد
تسربت لعقلنا آيات قول الحق في
وجه الظلوم المستبد
أو إرث سلطان سيبقى للأبد
يفرخ أطهارا هداة العرق من أب وجد
طافت بنا الآيات في آفاق ما لم نستعد
إن كنت تؤمن بالكتاب فهذه إحدى العقد
كيف اصطفيت بعضها وأقمت للآخر سد
ورميت بالإرهاب من قد خالفوك المعتقد
لله يا ذكرى أحد
حزب الغنائم استبد
تبت يدا أبى لهب
ما أغنى عنه ما كسب
كنتم كراما عندما
كنتم تبيعون الحطب
ودار ذل عندما
صرتم تبيعون الذهب
