نحن الوحيدين
14حزيران2008
رزاق الحسيني
نحن الوحيدين
رزاق عزيز مسلم الحسيني - السويد
من ديوان شظايا النفثات الجزء الثاني
شـوقـا ألـمّ بـنـا وهـنا طـيـفٌ ألـمّ فـأذكى في جوانحنا طـيـفٌ ألـمّ فـشـبّتْ من تذكِّرنا وافـى على عجلٍ خوفا وفي خجلٍ أبـقـى الفؤادَ بحرّ الشوق مصطليا ومـسـتـثـيـرا بنا ذكرى تؤرقنا أنّـى اهـتدى ساريا والافقُ معتكرٌ لـلـهِ طـيـفٌ فـما أحلاه في سِنَةٍ كـأنّـمـا الـطـيفُ باللُّقيا يبشّرني يـاطـيفُ لو تعلمُ الايامَ ما اقترفتْ طـافـتْ بـنا مدنا أودتْ مطامحَنا عـبّـتْ بـلا ظـمـإٍ ريّـا منابعنا يـا طـيـفُ كنّا ولم نشدُ سوى نغمٍ كـنّـا طيورا بروضِ الحبِّ صادحةً كـنّـا سكارى وخمرُ الحبِّ نشربُها والـيـوم أنسى الهوى جرحٌ نكابدُهُ لا تـنـكـرِ الـيـوم آهاتٍ نردّدها يا طيفُ كنا نقولُ الشعرَ من طربٍ كـنّـا نـحـلّـقُ أطـيـارا مغردةً كـالـغـيـثِ كنّا صفاءا من تآلفنا يا طيفُ هل تعلمُ الاوغادُ ما اجترحوا رامـوا مـذلـتـنا او كسرَ شوكتِنا أردى الـعـقـاربِ قدعاثتْ بمنزلنا يـا طـيـفُ وافـيتنا والقلبُ منذبحٌ يـاطـيـفُ وافـيتنا أنسا لوحشتنا هـل راعَكَ الليلُ قد فاضتْ جوانبُه أم هـالـكَ الـجوُّ والاطيافُ مرعبةٌ أم غـمّـك النأيُ والاشجانُ تطحننا أم جـئـتـنـا بلسما فالجرحُ منتغرٌ أم لُـحْـتَ بـارقـةً تحدو لنا أملا أم سـاءكَ الـدهـرُ لم يرقأْ مدامعَنا لـلـه قـلـبـي فأيَّ الكأسِ يجرعُهُ خـوفٌ عـلى قلقٍ والشوقُ في أرقٍ بـيـن الـمهامهِ والبيداءِ قد هُدِرَتْ لـم يـشتكِ البحرُ وهنا في مراكبنا ومـا اسـتـكـنّـا لدهرٍ في تعنّتِهِ ولا اشـتـكـيـنا خطوبا لا تُسالمنا جـمّ ٌمـطـامـحُـنا شتّى مصاعبُنا ومـلّـنا الصبرُ حتى ضجّ من سئمٍ يـاخـنجرَ النأي في الاضلاعِ منغمد أكـادُ أسـمـعُ رغـم البُعدِ يفصلنا نـحـنُ الوحيدينَ في حلٍّ ومُرتحلٍ نـحـنُ الوحيدينَ نسمو في محبّتنا نـحـنُ الوحيدينَ نرقى في مواجعِنا إنـا وجـدنا شفاءَ الروح في وطنٍ هـو الـعـراقُ ولن نرضى له بدلا | يُحيّيناطـيفٌ لِمَنْ أصبحتْ ذكرى وقـدَ الـتـحـسّرِ والاشواقُ تكوينا وسـطَ الـهواجسِ نيرانَ الهوى فينا لـم يـشـف ِغـلّتنا بل عاد يُظمينا فـانـهـلّ يجري دموعا من مآقينا طـالـتْ بـهـا لوعة ًأقسى ليالينا والـنـهـج ٌمختلفٌ عن نهج ِوادينا لـو كـان فـي يـقظةٍ حقا يوافينا فـمـهّـدَ الـيوم في المنفى تلاقينا لـمـا افـتـرقنا جلتْنا عن مغانينا والـيـوم عادتْ أسىً ثكلى مساعينا لـفـرط ِمـا انتُزِحَتْ جفّتْ سواقينا تـاهـتْ بـه جـذلا أحـلى أغانينا أحـلـى الـمواويل انشاءا وتلحينا صـرفـا مـعـتـقةًً والدهرُ ساقينا فـالـخـطـبُ أذهلنا والحزنُ يثنينا مـن هـولِ صـدمتنا حزنى قوافينا والـيـومَ مـن ألـمٍ نـبكي دواوينا نـشـوى من الحب والاحلامُ تغرينا فـرنّـقَ الـدهـرُ نبعا من تصافينا هـدّوا مـآذنـنـا فـوقَ المصلّينا واللهُ يـأبـى لـنـا الاذلالَ والهونا لـولا الـطـغـاةُ لما دبّتْ بوادينا بـمـرهفِ الوجدِ حينا والنوى حينا لـمّـا رأيـت الأسى يُزجى أفانينا مـن الـكـآبـةِ صـابا باتْ يُسقينا مـن هولِ وحشتها شابَ ابنُ عشرينا طـحنَ الرحى فيه والاحبابُ ناسينا قـد ظـلَّ مـحـتـقنا مذ عزَّ آسينا وتـسـلـخُ الـلـيلَ من دنيا أمانينا فـجـئْـتَـنـا شاهدا يروي مآسينا ذلَّ الـتـغـرّب أمْ نـأيَ الـمحبّينا عـشـرون عاما تقضّتْ في منافينا جـراحـهـا لم تزلْ تدمى وتُشجينا لـكـنّـما الريحُ لم تُسعِفْ صوارينا ولـم يـمـسّ لـنـا بالسوء ِعرنينا لـكـنـهـا نـفـثةٌ جاشتْ براكينا كـثـرٌ مـواجـعُـنـا سهدٌ ليالينا لـطـولِ صُـحـبتنا أمسى يُجافينا مـدى الـسنين متى تلقى مراسينا؟ هـمسَ الحبيبِ بحرِّ الشوقِ يدعونا نـبـنـي مـن الوهمِ أحلاما تسلّينا عـن كـل شـائـنـةٍ طهرا ميامينا حـيـثُ الـنجومُ نسورا او شواهينا ولـيـس غـيـرَه في الدنيا يداوينا لـو كـانت الخلدُ والفردوسُ تُؤوينا | بماضينا