وداعا جمال
وداعا جمال،...!!
خضر محمد أبو جحجوح
مخيم النصيرات/ غزة
عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين
عضو رابطة أدباء الشام
أحد أبناء الثورة الفلسطينية العائدين إلى أرض الوطن، عرفته منذ حوالي خمس سنوات فلمست فيه معاني التواضع والنباهة، ونجدة الملهوف، وحب الخير للآخرين، ومع ذلك تجسدت في حياته معالم مأساة، حيث قلب له أقرب الناس الأهل ورفاق الدرب ظهر المجنّ، وتنصلوا منه، رغم ما له من أيد بيضاء عليهم .. قضى نحبه مساء الجمعة30/5/2008.. عن عمر يناهز الثالثة والستين.
وحيدا مضيت كما جئت يوما وحيدا
وباض على كتفيك السنونو
ونامت على راحتيك سنونَ العذابِ!!
وجبت البلاد على صهوة الحلم دهرا
تفتش عنها وتنقش بين ثنايا فؤادك سفر الإيابْ
فهل أنصفتك وخنجرها بين ضلوعك؟
وهل هدهدتك الليالي؟؟
ودمعك سرب يمامٍ مهاجرْ
مضيت!!
وسربُ الوعول تسنُّ قرونا
وداعا جمالُ!!
كأنك سطر من الذكريات على صفحة الرّمل تهتَ وتهنا..
وما هادنتك عيون الذئاب
ويا لهف قلبي عليك
وأنت تحلق طيفا
وحولك طيفك وحدك يكتب سفر الوداعْ
وداعا جمالُ،...!!
أتلك الوجوه تماثيل شمعٍ وصخرِ؟!
تحنِّي يديها دماؤك!!
لك الله، وهي تسنُّ نصالا...
لتذبح فيك الغزالا
مساء البنفسج هذا المساءْ
وأنت مسجى غزالا
وحولك نهرُ الدموعْ
يناجيك ألا تفارقْ
تلاشيت منَّا
تفطَّر قلبي الأسيف
وتاهت على شفتيَّ الحروفُ
وداعا جمالُ