جولة السكين على أعناق المسلمين
31أيار2008
فيصل الحجي
جولة السكين على أعناق المسلمين
فيصل بن محمد الحجي
بـيـنـي
وبينكَ
أيها بـيـنـي وبـيـنـكَ جثة مطروحة أسـرفـتَ فـي دمنا البريء وما لنا يـا عـصـرنا(1) العاتي كأنك غابة أضـحـى قـضاتك كالذئاب شراهة حـتـام تـكـرع مـن دماء شعوبنا لـو فـاض بـحـر دمـائنا لشربته أتـصـون لـلإنـسـان كل حقوقه كـل الـشـعـوب حـميتَها ومنحتَها أنـظـرتَ لـلـطفل الذبيح مُضَرَّجاً أنـظـرتَ لـلـشـيخ القتيل وعينه أرأيـتَ أكـوام الـرؤوس.. كـأنها أرأيـت أشـلاء الـضـحايا بُعثِرَتْ أرأيـتَ أسـرابَ الـنـساء تشرَّدت أنـظـرت لـلـمسجون مختنقَ اللها لـو كـان قـلـبك صخرة لتفطرت ألـمـجـلس الأمن (المسيّر) فوّضوا تـتراقـص الـسـكينُ فوق رقابنا هـذي حـضـارتـكم وذاك حصادها سـقـط الـطلاء.. فكشرت عوراتُها فـإذا الـجـمـال هو البشاعة نفسها يـا عـصرنا يا من تمارس عصرنا يـا عـصـرنـا يا لؤمُ يا بغضاءُ يا آتـون نـحـن.. ولـن يجيئك غيرُنا نـحـن اشـتـرينا الحسنيين وعقدنا أحـفـاد (عـقـبةَ) لم تزل بصماتهم بـيـنـي وبـيـنـك موعد للقائنا ويـكـون قـاضينا صلاحَ الدين في سـنـعـيد (خيبر) جَذْعَةٌ حتى ترى سـنـقـول لـلسكين: حُزّي واقطعي لا تـعـذلـوني.. واعذلوا من أطبقت أو مـن جـفـانـي مـطـمئناً للعدا مـن شـدّنـي بـيـد الجَسور أطعتُه السكينُ | بـحـر الـدمـاء وذكـريـاتٌ جُونُ بـل ألـف مـذبـوح.. بـل المليون ذنـب تـلام عـلـيـه.. إلا الـدين قـد مـات فـيـهـا العدل والقانون وكـأنـنـا صـيـد لـهـن ثـمين كـرعـاً شـغـفت به كأنك نون(2) ولـعـقـت شـاطـئه.. وأنت قمين دومـاً.. وحـقّ الـمـسلمين تخون؟ فـرحـاً.. وشـعـبي خائف وحزين ودَمٌ عـلـى (غـمّـازتَـيهِ) وطين؟ شـخصت.. ولم تذرف عليه عيون؟ هـرم.. بـنـاه الـكـافر الملعون؟ فـهـنـا يـد.. وهـناك لاح جبين؟ هـلـعـاً.. يـطاردها خناً ومُجون؟ لـمّـا تَـضيقُ على الحشود سجون؟ لـكـنَّ قـلـبـك مـا اعتراه اللين أمـنَ الـشـعوب.. وليس فيه أمين؟ رَقْـصَ الـتـشفّي.. والجنون فنونُ والإدز والإجـرام والأفـيـون لـمـا تـعـرّى وجـهها المدهون.. حتى تساوى الصرب و(الصربون)(1) بـالـنـائـبـات.. كـأنـنا ليمون حـقـدَ الـصـلـيـبيين.. يا مأفون آتـون.. مـهـمـا أُضـرمَ الأتـُّون مـاض.. وسـيـل دمـائـنا عربون تَـسـم الـزمان.. فينتشي المحزون ويـكـون ثـالـثَ جـمعنا (حطين) حـزم بـه (أرنـاطـكم)(4) مرهون ويـرى سـواك الـثـأرَ كيف يكون فـتـجـيـبـ: لـبـيكم أنا السكين يـده عـلـيّ.. وحـقـده مـجنون ويـظـن أن الأفـعـوان حـنـون ومـن ارتـخـت يده.. فذا المسكينُ |
(1) أي النظام العالمي الجديد.
(2) النون: الحوت.
(3(3) الصربون أو السربون: من أشهر جامعات فرنسا.
(4) أرناط: قائد صليبي.. كان يقطع طريق الحجاج المسلمين ويقتلهم ويشتم الإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم.. لذا أقسم صلاح الدين الأيوبي أن يقتله بيده.. وبرّ بقسمه حين وقع أرناط في أسر المسلمين في معركة حطين.