نِداءٌ أَمِين

نِداءٌ أَمِين

إلى الص: أَوْس. ر.

رشيد سوسان/ المغرب

[email protected]

دَخَلْتُ الرِّياضَ... فَتَحْتُ الْكِتَابْ

عَجِبْتُ لِأَمْرِي، أُطَالِعُ صَفْحَاتِهِ

فَيَضِيقُ عَنِ الْفَهْمِ

قَصْدُ الْكَلامْ.

وَأَقْطِفُ زَهْراً... فَيَرْتَدُّ فِي نَاظِرِي

مِثْلَ فَيْضٍ لِرَجْعِ السَّرَابْ.

طَويْتُ الْكَلامَ وَأَرْجأْتُ

ذَاكَ الْكِتَابْ.

وَتِهْتُ وَحِيداً أُسَائِلُ

عَنْ كُنْهِ هَذَا

الضَّبابْ!

* * * * *

وَذاتَ مَسَاءْ:

دَعَانِي حُدَاءٌ رَخِيمٌ،

وَأَطْرَبَنِي صَوْتُهُ كَالرَّبَابْ.

وَمَلَّكَنِي وَهْوَ يَنْسَابُ

مُؤتلِقاً كالنُّضَارْ.

وَحَاوَرَنِي فِي وِدَادْ.

وَمِنْهُ تَعَلَّمْتُ عِشْقَ النَّشِيدْ.

عَلِمْتُ سَبِيلَ انْكِشَاف الضَّبَابْ.

* * * * *

وَأَوْقَفَنِي الطَّيْفُ وَسْطَ السَّرَابْ!

وَلَبَّبَنِي... ثُمَّ ضَمَّ كِيَانِي

إِلَيْهِ، وَقَالْ:

سَأَهْدِيكَ حُسْنَ الْمَآبْ.

وَأُعْطِيكَ حَظَّكَ مِنْ سِرِّ عِلْمِ الْكِتَابْ.

فَمِنْ نَفْسِكَ الْحَائِرَهْ!

خُذْ لِرُوحِكَ عَزْماً،

 وَفَصْلَ الزَّكَاهْ.

ومِنْ جُرْحِ هَمِّكَ خُذْ مَعْبَراً لِلْخُلُودْ.

وَمِنْ سَيْرِكَ الدَّافِقِ اصْنَعْ

مَجَاذِيفَ تَحْمِي

انْقِيَادَكْ.

وَمِلْ نَحْوَ شَاطِئكَ الْأَيْمَنِ الْمُسْتَنِيرْ.

وَنحْوَ الْأَمَانِ الْبَعِيدِ الْقَرِيبْ،

تَقَدَّمْ وَسِرْ فِي يَقِينْ.