تكتك وجلاكسي
م. محمود الرنتيسي
ركب بديع التكتك يوما واستمتع في نقل الناس
بعد الفجر تعهد نفقا يسترزق في عهد حماس
ينقل من كراتين الشيبسي ويحمّل فوق الأكداس
يتذوق بالدرب جلاكسي ويجمّع بين الأكياس
يحمل عنبا يحمل تينا ويوزع في سوق "فراس"
ينقل للحسبة أسماكا للمشتل يمضي بغراس
قبل الظهر يوّصل جمعا للمدرسة بقرص نحاس
بعد الظهر يجهز زادا للرحلات بكل مراس
يحمل فتيانا ويغني يترنم كأبي النواس
ويحدث في الجولة نفسا ويفكر بين الأنفاس
لو فتحت أسوار حديد سأسافر حتى تكساس
بالتكتك سأطوف الدنيا وأقابل كل الأجناس
بالين وبالدرهم أجني وأودع زمن الإفلاس
نسي بديع التكتك حينا والتفكير طغى بالراسِ
فمضى يتجاوز شاحنة لم يتعوذ من خناس
لم ينظر في الشارع أبدا للمرآة ولا للناس
لا تسأل عن حال بديع فبديع تحت الأتراس
بنشر في الحلبة تكتكه وتناثر كل الجلاس
وتكسر عرقوب بديع وتنحت كل الأضراس
نظر بديع بساح المشفى من سيزور ومن سيواسي
الكل يناظر مزدريا ويلوّح بكلام قاسي
فالقائل مجنون يهذي يتطاير كابن الفرناس
والشامت بمصير بديع يشمت عن قرب وتماسِ
وطبيب يشتم تكتكه وحكيم يحكم كسياسي
يربط طرف التكتك حبلا و"يجرجر" كل الأنجاس
جلس بديع بجانب شيخ حفت جلسته بكراسي
فاستمع بديع لكلمات يبكي منها ذو الإحساس
ذكر الشيخ حديث البنا عن "حوّى" حدث بأساس
ذكر الفهم وشرح العملا لم يطعن فيها بأناس
اصلاح الدنيا واجبه للثروة خير الحراس
في العسر وفي اليسر مطيع في الشدة يثبت كرواسي
عجب بديع لحال مريض حظي من التقوى بلباس
اشتد المرض بصحته قد حرك كل الأجراس
ما زال يجالس طلابا ويحث على حفظ حواس
أسف بديع لحال الماضي وتحطم قيد الوسواس
ذكر بديع مصاب الأقصى واشتاق لقدس الأقداس
ومضى يتلمس إخوانا يظفر معهم بالإيناس