التائِه
د. مصطفى المسعودي
(الى كل عربي أبي يستشعر الغربة في الزمان أو المكان)
مُرٌّ طعْمُ الدّنيَا بفمِي..
وَالأشيَاءُ تدُورْ..
لا أدْري مِنْ أيْنَ أتى سَقمِي ؛
أحْسَاسٌ مَجْرُوحٌ
وَصُراخٌ مَقهُورْ..
أمَريضٌ.. وَأنا لا أدْري ..؟
أمْ مَجْنونٌ ..أمْ مَسْجُونٌ..
أمْ مَسْحُورْ؟
بالأمْس فقط..
كنتُ رَبيعاً
وَاليَوْمَ فؤادِي مَحْض يَبَابٍ..
..عُشّ المَهْجُورْ
سُبْحانَ اللهْ ..
كيْفَ تغيّرَ حَالِي..؟
هَذا طبْعُ الدّنيَا
الأحْوالُ تدُورْ..
أجْثو كالظلّ البَاكِي مِنْ ألمِي
لا..بَلْ أجْثو..
كالقدَح المَكسُورْ..
مَسْجُونٌ فِي حُزنِي.. فِي حُلمِي
مَسْجُونٌ كالعُصْفورْ..
حَتى الحِبْرُ غدَا جَافـّا فِي قلمِي
آهٍ ..قلمِي المَكسُورْ..
الناسُ عَلى أرْصِفةِ الشارع يَمْشونْ..
وَأنا فِي هَذا الرّكن المَغمُورْ..
صَوْتُ غِناءٍ يَتناهَى كالسّحْر إلى أذنِي
لكِنّ صَداهُ بُكاءٌ مَسْجُورْ..
عَفواً ..أثقلتُ عَليْكمْ بقسَاوَةِ حُزنِي
عُذراً..رُبّ حَزين مَعذورْ..
لا.. لا.. أرْجُوكمْ..
لاتلقوا الأحْكامَ جزافاً فِي حَقي..
حَقي المَهْدُورْ،
فأنا لسْتُ الإنسانَ العَدَمِي
لسْتُ الإنسَانَ المَغرُورْ
أوَ تدْرُونَ أنا مَنْ..؟؟
إنـّي أنتمْ ..أنتمْ..
الإنسَانُ العَربيُّ التائِهْ..
الإنسَانُ العَربيُّ المَقهُورْ
إنـّي أنتمْ ..
لا أدْري رَأسِي مِنْ قدَمِي
إنسَانٌ مَشطورْ
بَيْن ضَيَاع أحْيَاهُ
وَجَلال أحْمِلهُ بدَمِي،
بدَمِي المَفطورْ ..
اسْوَدّ فضاءُ الدّنيَا فِي عَيْنِي..
وَترامَى مِنْ حَوْلِي مَوْجُ الدّيْجُورْ ..
فلِذلِكَ جئتُ حَزيناً..
أجْترّ مَسَافاتٍ مِن الظلـَمِ..
فتـُرَى هَلْ ألقـَى فِي سَاحَتِكمْ لحْظة صُبْح..؟
هَلْ ألقى شيءً مِنْ نورْ ؟.