العراقُ الثاني

العراقُ الثاني

وحيد خيون

[email protected]

نـادَيْتُ  مِنْ طَرَفِ العِراقِ الثاني
أنـا  فـاقِـدٌ وَطَناً وعِشْتُ كآبَة iiً
أحـبَـبْـتُ وجهَكِ والنّخيلُ iiيلفهُ
أحـبَـبْـتُ طولَكِ والفراتُ يَزُفهُ
أحْـبَـبْتُ  تَلاّ ً في الشّمالِ وقلعةً
أحـبَبْتُ  موقعةَ الطفوفِ بأرضِها
أحْـبَـبْتُ فيكِ سَنابِلَ الأرْزِ iiالتي
أحْـبَـبْتُ  عُمْري فيكِ بعْدَ iiأُفولِهِ
أفـديـكِ  بالدّنيا وما يجري iiبها
أفـديـكِ بـالعُمْرِ الذي لا iiينتهي
أفـديكِ بي و بساعتي و iiبلحظَتي
أفـديـكِ  بـالسّفنِ التي iiأعدَدْتُها
هُـزّي مـكامِنَ كلَِ شئٍ في iiدَمِي
وخذي القصائدَ من غصونٍ أيْنَعَتْ
لا لـلـجِّـنانِ بفقدِ وجْهِكِ iiكربلا
يـا  كربلا خَفَتَتْ شموعُ iiمَراحِلي
ولـقـد خَشيتُ أموتُ بعدَكِ iiواقِفاً
فـمـتـى سَيَنْهارُ الجّدارُ iiونلتقي
يـا قِـصّـة ً لم تَكْتمِلْ iiوجِراحُنا
أجْـسادُنا  صارتْ تعيشُ iiلِوَحْدِها
زرتُ الـعِراقَ فلم أجدْ لي iiموطِِناً
يـحْـتـلـني وجَعُ العِراقِ iiوإنّهُ
ناديتُ  مِنْ طرفِ العراقِ ولم iiأجِدْ
بـاتـتْ تطارِدُني الدّموعُ iiلقلْعَتي
سَـلني  لِمَنْ سَلمْتُ كلّ َ iiقواعِدي
لـم أنـكَـسِـرْ يوماً بمَوْقِعةٍ iiولا
يـا كـربـلا ولقد وقعْتُ وها iiأنا
مُرّي  على جَسَدي الصّريعَ iiفإنني




























يـا كـربَلا هل تعرِفينَ مَكاني ii؟
والآنَ  أفـقِـدُكُـمْ مـعَ الأوطانِ
والـبُـرتـقالُ و روضة ُ الرُمّانِ
بـالـسّـنْـبُلِ الشّرْقِيِّ والريْحانِ
عـنـدَ  الجنوبِ مَنِيعَة َ iiالغدْرانِ
والـعـلـقَمِيَّ  و كثرة َ iiالأشْجانِ
مـثْـلَ  الرّموشِ تحيطُ iiبالأجْفانِ
والـعُـمْـرُ  قرْبَ حبيبةٍ iiعُمْرانِ
مـن أشـهُـرٍ ودقـائقٍ و iiثواني
الا  عـلـى وهَـجٍ من iiالحِرْمانِ
وبـمـنطقي و بصحّتي iiو لساني
لـو أنـذرَ الـتـنـورُ بالطوفانِ
هَـزّ  الـنـسـيمِ حدائقَ iiالرُمّانِ
وعـلـيـكِ  تـحتارينَ iiبالعُنوانِ
ونـعـمْ  بـقـربي منكِ iiللنيرانِ
و  تـبَدّدَتْ أضواءُ عمري iiالقاني
أو يـنـتـهي في داخِلي iiإنساني
إنّـي مَـلـلـتُ حِكايةَ iiالجدرانِ
لـم  تـنْـدَمِـلْ بتقادُم ِ iiالأزمانِ
بـمَـكـانِـهـا  و قلوبُنا iiبمَكانِ
فـخَـرَجْتُ أبكي غربَة iiَالأوطانِ
يـحْـتـلـهُ جـيشٌ مِن الغِربانِ
صَـدَأً  ً و مَلّ مِن الصياحِ لساني
واحْـتـلّ َ دَمْعُ مَعارِكي iiوِجْداني
قصْري المَنيفَ و عُدّتي وحِصاني
لَـبِسَتْ رؤوسُ الدّهْرِ مِن iiتيجاني
نَـدَمـاً  أعَـضّ ُ يَدَيّ َ بالأسْنانِ
أصْبَحْتُ فيكِ أرى العِراقَ iiالثاني