العراقُ الثاني
31أيار2008
وحيد خيون
العراقُ الثاني
وحيد خيون
نـادَيْتُ مِنْ طَرَفِ العِراقِ الثاني أنـا فـاقِـدٌ وَطَناً وعِشْتُ كآبَة ً أحـبَـبْـتُ وجهَكِ والنّخيلُ يلفهُ أحـبَـبْـتُ طولَكِ والفراتُ يَزُفهُ أحْـبَـبْتُ تَلاّ ً في الشّمالِ وقلعةً أحـبَبْتُ موقعةَ الطفوفِ بأرضِها أحْـبَـبْتُ فيكِ سَنابِلَ الأرْزِ التي أحْـبَـبْتُ عُمْري فيكِ بعْدَ أُفولِهِ أفـديـكِ بالدّنيا وما يجري بها أفـديـكِ بـالعُمْرِ الذي لا ينتهي أفـديكِ بي و بساعتي و بلحظَتي أفـديـكِ بـالسّفنِ التي أعدَدْتُها هُـزّي مـكامِنَ كلَِ شئٍ في دَمِي وخذي القصائدَ من غصونٍ أيْنَعَتْ لا لـلـجِّـنانِ بفقدِ وجْهِكِ كربلا يـا كربلا خَفَتَتْ شموعُ مَراحِلي ولـقـد خَشيتُ أموتُ بعدَكِ واقِفاً فـمـتـى سَيَنْهارُ الجّدارُ ونلتقي يـا قِـصّـة ً لم تَكْتمِلْ وجِراحُنا أجْـسادُنا صارتْ تعيشُ لِوَحْدِها زرتُ الـعِراقَ فلم أجدْ لي موطِِناً يـحْـتـلـني وجَعُ العِراقِ وإنّهُ ناديتُ مِنْ طرفِ العراقِ ولم أجِدْ بـاتـتْ تطارِدُني الدّموعُ لقلْعَتي سَـلني لِمَنْ سَلمْتُ كلّ َ قواعِدي لـم أنـكَـسِـرْ يوماً بمَوْقِعةٍ ولا يـا كـربـلا ولقد وقعْتُ وها أنا مُرّي على جَسَدي الصّريعَ فإنني | يـا كـربَلا هل تعرِفينَ مَكاني والآنَ أفـقِـدُكُـمْ مـعَ الأوطانِ والـبُـرتـقالُ و روضة ُ الرُمّانِ بـالـسّـنْـبُلِ الشّرْقِيِّ والريْحانِ عـنـدَ الجنوبِ مَنِيعَة َ الغدْرانِ والـعـلـقَمِيَّ و كثرة َ الأشْجانِ مـثْـلَ الرّموشِ تحيطُ بالأجْفانِ والـعُـمْـرُ قرْبَ حبيبةٍ عُمْرانِ مـن أشـهُـرٍ ودقـائقٍ و ثواني الا عـلـى وهَـجٍ من الحِرْمانِ وبـمـنطقي و بصحّتي و لساني لـو أنـذرَ الـتـنـورُ بالطوفانِ هَـزّ الـنـسـيمِ حدائقَ الرُمّانِ وعـلـيـكِ تـحتارينَ بالعُنوانِ ونـعـمْ بـقـربي منكِ للنيرانِ و تـبَدّدَتْ أضواءُ عمري القاني أو يـنـتـهي في داخِلي إنساني إنّـي مَـلـلـتُ حِكايةَ الجدرانِ لـم تـنْـدَمِـلْ بتقادُم ِ الأزمانِ بـمَـكـانِـهـا و قلوبُنا بمَكانِ فـخَـرَجْتُ أبكي غربَة َالأوطانِ يـحْـتـلـهُ جـيشٌ مِن الغِربانِ صَـدَأً ً و مَلّ مِن الصياحِ لساني واحْـتـلّ َ دَمْعُ مَعارِكي وِجْداني قصْري المَنيفَ و عُدّتي وحِصاني لَـبِسَتْ رؤوسُ الدّهْرِ مِن تيجاني نَـدَمـاً أعَـضّ ُ يَدَيّ َ بالأسْنانِ أصْبَحْتُ فيكِ أرى العِراقَ الثاني | ؟