بغداد... دار السلام

بغداد... دار السلام

م. وحيد شلال

بـغـدادُ هـلاّ تـسمعين ندائيا؟
جارتْ عليكِ يدُ الزمانِ واوحشتْ
دارُ  الـسـلامِ تـهدّمتْ iiاركانها
شـلتْ يدُ الجبناءِ كيف iiتجَرّأت؟
وتـجـمعتْ  وتدافعتْ iiوتنوّعتْ
مـاذا دهى تلك الربوعُ مشى iiبها
ويـمـزّقُ  الأشلاءَ يقصدُ iiغافلاً
سحبُ  الدخانِ بكلِّ مدخلِ iiشارعٍ
وصـراخُ أُمٍّ رُوِّعـتْ بـوليدها
أِنّي لأَعجبُ كيف يرضى iiمسلمٌ!
أِنّـي  لأعجبُ كيف يقتلُ iiطفلةً؟
مـاذا جنى الأسلامُ من أفعالكم ii؟
وبـنـو  قريظةَ ينعمون iiبحالهمْ
أمّـا ديـارُ الـمـسـلمينَ iiفإنها
لا تـنـكـروا تلكمْ أصابعَ iiبارعٍٍ
أيـدٍ  لـصـهيونٍ تحرّكُ iiخلسةً
بـغـداد وا أسـفي فأِنّي لم iiأجدْ
ولـقـد  تدبرتُ الأمورَ فلم أرى
وصـنـائـعُ  المحتلِّ هذا دأبُهُمْ
جـاؤا لأجـل المالِ ليس iiلخدمةٍ
من  كلِّ مزدوجِ الولاءِ iiقصورهمْ
سـرقوا من الأموالِ ما نبني iiبها
اولاءِ مـنْ قـادوا العراقَ iiوأهله
اولاءِ  مـن قتلوا العراقَ iiوشعبه
سـيـغـادرُ المحتلُ عتبةَ iiدارنا
وتـعـودُ أيـامُ الرصافةِ مقصداً
ويـعـودُ للكرخِ القديمةِ iiسحرها
وأعـودُ أفـرُشُ بالحنينِ دروبَها
سـتـعـودُ بـغدادُ الحبيبةُ iiقبلةً




























وتـوجّـعـي  وتـفجعي iiوبكائيا
مـنـكِ  المصائبُ مجلساً ومغانيا
وغـدا الـنواسي في ثراها iiجاثيا
لـتـطـال  حشداً من بنيها غاليا
زمـرٌ تـمـجُّ الـحقدَ نزفاً iiداميا
مـوتٌ يدكُّ عُرى الحضارةِ iiعاتيا
بـل لـم يـكنْ ولأيِّ ذنبٍ iiجانيا
وفـمُ الـمـنـيةِ يستزيدُ أضاحيا
وأنـيـنُ جـرحـانا يهدُّ iiرواسيا
أَن يـسـتـبيحَ محارماً iiونواصيا
ويـعـافُ جـيـشاً أجنبياً iiغازيا
تـشـويـهَ  أفـكارٍ وحقداً iiقاسيا
يـتـوسّعون  ويقضمون iiأراضيا
مـوتٌ  يـطـاردُ ناعلاً أو حافيا
يـتـقـمص  الأسلامَ ثوباً iiواهيا
تـلك  البهائمَ والوحوشَ iiضواريا
شـهماً  يذودُ عن الحمى iiومحاميا
مـثـل الـسـياسة ذلةً iiومخازيا
يـتـوحـدون مـآربـاً iiومراميا
يـتـنـاهـبون  مواقعاً iiوكراسيا
خـلـف الـحدود ويبتنوها iiعاليا
بـلـداً بـمنظورِ الحضارةِ iiراقيا
نـحـو  الدمارِ ويصنعون دواهيا
لانـرتـجـي مـنهم دواءً iiشافيا
وتـلـمـلـمُ  الغربانُ سُحتاً باليا
لـلـزائـريـن  بضائعاً iiونواديا
لـلـسـاهـرينَ  شواطئاً iiولياليا
وألـمُّ  عـطـراً من شذاها iiباقيا
لـلـعـالـمـينَ  أقاصياً iiوأدانيا