ماذا تريد من الدِّمَن

أ. د: عبد السلام حامد

أ. د: عبد السلام حامد

أستاذ مشارك بجامعتي القاهرة وقطر

ماذا تريدُ من الدِّمَنْ ([1])
إلا وقــوفَـك iiسـاعـةً
تـرنـو إلـيـهـا iiسائلاً
تـرنـو إلى وجه iiالحبيبِ
وتـرى  الـسـكونَ يَلُفّها
إلا الـريـاحَ iiالـزاحفاتِ
يـا  بـاكـياً عند الطُّلولِ
أنـت الـمُـفجَّعُ بالطلول
ضـاقـت  عـليه iiخنادقٌ
ألِـفَ  التطفلَ في iiالموائدِ
مـاذا  تـقـولُ لو iiالدمنْ
كـانـت  بيوتاً من زجاجٍ
*           *          *
يـاصاحبي  هذي iiالطلولْ
هـل تـسـتـبيك بساعةٍ
لـن  تـجـتـدى iiلبكائها
فَـجَـرَ  الـدموعَ iiبخدها
رقـصـوا عـلى أطلالها
كـانـت  هـناك iiملاعبٌ
جـعـلوا  الملاعب iiقبرَنا
عَـجِـلَ الـمشيبُ بطفلنا
وتـرى أناساً في الشوارع
هـذا يـئـنُّ iiبـفـأسـهِ
هـذا  يـدورُ iiكـتُـرسه
لا تـخـدَعَـنْـك iiحياتُهم
























إلا  بُـكـاءً أو شـجنْ ii؟
مُـتـذكـراً حـلوَ iiالزمنْ
تـرنـو  إلـيك فما iiتحنّْ
تُـحـسّـه حـتـى iiتُجَنّْ
إلا  غُـرابـاً مـا سـكنْ
عـلـى الخراب iiالمطمئنّْ
ولـستَ  تعرفُ ما الحَزَنْ
ونـحـن  شعبٌ قد iiظَعَنْ
وزنـازنٌ تُـدْعى الوطنْ!
والـتـسـلُّـلَ iiلـلـمدنْ
كـانـت  عراقاً أو iiيمنْ؟
فـي مـدائـنَ من iiوهنْ؟
*           *          *
إن  زرتـهـا ماذا iiتقولْ؟
أم عـنـدها زمنٌ iiطويلْ؟
فـمـديـنـتي دمعٌ يسيلْ
أهـلُ الـخيانة و iiالطبولْ
فـمشت تولول في ذهولْ:
وهـنـا كم ازدان iiالنخيلْ
لـمـا غـدَتْ بلدَ iiالكهولْ
والـنخلُ  لم يصبح يميلْ!
والـمـصـانع  iiوالحقولْ
والجوعُ  من هبة iiالفصولْ
هـذا  يـبـيعُ وذا iiيجولْ
هي موكبُ القتل الجميلْ ii!

               

(1)   الدِّمن : الأطلال وآثار الديار ، والمفرد : دِمْنة .