لا يَحتمله إلا الأذلاّن
د.عثمان قدري مكانسي
[email protected]
ذل ثقيل مازج الإصباحَ منّا
والمساءْ
نلقاه في عصف الرياح ِ
وظلمة الفكر الخواء ْ
نلقاه في زنزانة ضاقت فأفسدتِ الهواء
وامتد حَدّ ُ إسارها للخافقين على سواءْ
فإذا الربوعُ زنازنُ الأحرار غصّتْ بالشقاء
..................
سجّانُها من جِلدَتي ، من نَسجِ ثوبي
لكنّه فظّ غليظ قد نأى عن ضوء دربي
تـَبـِع الطغاة َ وحاد عن آمال شعبي
فإذا به سوطٌ مُمِضّ ساطـَه الأعداءُ صوبي
هشم الضلوعَ ومزّقت لسعاته فكري وقلبي
..................
فإلى متى نحيا الكآبة والمَرارْ ؟
نجتره ألماً ينوءُ به الكبارْ
وتراه ينمو في مناحيه الصِّغارْ
وإلى متى نجرعُ صبراً
صاغه
فينا الصَّغارْ؟!
حتى كرهنا الحَوْر والصفصاف َ والطودَ المنيفْ
وتضاءلت قاماتنا
وتقاصرت آمالنا
لا عيش نرجوه سوى صيدِ الرغيفْ
والحمدِ والتسبيحِ للوثنِ المُدِلِّ
على العبادِ بما يبول وما استقاءْ
فالقهر والذل السقيمُ مآل آمالِ الضعيفْ
ما دام يرضى بالخنوع ِ
لظالم نغل وجلاّدٍ عنيفْ
.....................
كل الأممْ
نفضت غبار الذل والهُون المكبـِّل لليدين
وللقدمْ
وتحرّرَتْ من كل مأفونٍ يعاملها معاملة الخدمْ
ثارتْ فحققت
المُحالْ
.......................
أفنطرد الذل المَهينَ والانكسارْ؟
ونعودُ نبراساً يضيء الدربَ حُراً
يهدي البريّةَ نهجَه المعطاءَ بـِرّاً
مستقيماً ، يستوي الجمع حقوقاً
عادلاً ، يحياه كل الناسِ خيراً
جهرُه سِرٌّ ، وسرُّ الأمر نحيا فيه جهراً ؟؟؟