شَعْب تحرَّكَ يحْمِلُ القُرْآنَ
شَعْب تحرَّكَ يحْمِلُ القُرْآنَ
رياض أسعد الدراغمة
[email protected]الـصدرُ ضَاق فضيّق الأكوانا
والقلبُ مُنْفَطِرٌ يَطُوفُ بحوضِه
والـشـوقُ دوماً لا يزالُ بأهلِهِ
والـمـسجدُ العمريُّ يرقبُ قبةً
مَـسْـرى النبيِّ ومُلتَقى إخوانِه
مَـسْرى النبيِّ مُهَدّدٌ وخُصُومُه
أرضٌ يـبـاركُـها الكَريمُ بآيِهِ
سُبحانَ مَنْ أسْرى بعَبْدِهِ صَوْبها
مـنْ يخذُلُ البيتَ المقدسَ ويله
ويـل ٌ لـكـلِّ مُـنَافِقٍ مُتَشَدِّقٍ
ويُـحالِفُ المحتلَّ لـمَّا جَهَّزُوا
يا شَعْبِيَ الحُرُّ المُرابِطُ والأبي
أنْتَ الكبيرُ وأنْتَ شَعْبٌ صارِمٌ
صَفَّان في بَلَدِي تُقاتِلُ مَسْجِدي
صَـفٌّ خَـؤونٌ لا مجالَ لذكْرِهِ
وعَـدُوُّنـا المحُتَلُّ صَفٌٌّ آخرٌ
في القُدْسِ ورْدَتُنا الجمِيلةُ تَنْتَشِي
ولَـسَـوفَ تُـزْهرُ قبَّةٌ مُشْتاقةٌ
ولسوفَ تُشْرقُ شمسُنا بشُعاعِها
لَـنْ يُـطْفؤا نُورَ العَظيمِ بنَفْثِهمْ
أتُـعـكِّرُ البَحْرَ العَظيمَ مَسَلّـةٌ
عـبـثـاً تُحاولُ زاعِقاً أو نافِثاًوالـدمـعُ هـاجَ بذكْرِهِ وكَوانا
ودمٌ تـحـرَّك أيـقَظَ الوجدانا
يُـدْمـي الفُؤادَ وينثرُ الأحْزانا
كـانـت لأبوابِ السَّماء سِنانا
أرضُ الـرِّبـاطِ تُحطِّمُ الطُغيانا
قَـدْ أوْثـقُـوهُ ودمّرُوا الأرْكانا
وبِـفَـضْـلِها قَدْ بارَكَ الجيرانا
فـأضَـاء َ ليلَ العارفين وزانا
مَـنْ يـخذلُ الحرمَ الأبيّ عَيانا
يُـقْرِي اليَهودَ ويُعْلنُ العِصْيَانا
لـلـشَّـعْبِ نَاراً تَسْتَبِيحُ حِمانا
اعْـرفْ عَدُوَّك واطْرِد الشيطانا
أنْـتَ الـعزيزُ وبيتُكمْ ما هانا
وهُما – بِعَونِ الله – تحت مِدانا
فـالـجَمْعٌ يَعْرفُ خَائِناً كَمْ خَانا
والله ُ يَـقْـهَـرُهُ ويُدْمي بَنانا
لَـمّـا رأتْ في عينِكَ الألحانا
ويُـزيِّـنُ النُورُ الجَميلُ سَمانا
وتُـذيـبُ كيدَ الحاسِدين رُبانا
فـظلامُهُمْ قَدْ أدْرَكَ الخـُسْرَانا
أو تُـوقِفُ الموجَ الهَديرَ زمانا
شَـعْـبٌ تـحرَّكَ يحمِلُ القُرآنَ

