يا مُنيَةَ الروح
د. محمد ياسين العشاب - طنجة/المغرب
achab79@yahoo.fr
يَـا مُـنْيَةَ الرُّوحِ ضَيَّعْتُ المُنَى تِيهَا
قَـدْ كُـنْتُ آوِي إِلَى حُبٍّ سَمَوْتُ بِهِ
يَـسْلُوكَ نَبْضِي إِذَا مَا الْعَيْشُ أَوْقَفَهُ
فَـالْقَلْبُ مُضْطَرِبٌ وَالحسُّ مُغْتَرِبٌ
لاَ تَـسْـتَـقِـيـمُ علَى حَالٍ يُعذِّبُهَا
دَعَـا الْوِصَالُ فُؤَادِي فَانْزَوَى خَجِلاً
لا يَـخْجَلُ الْقَلْبُ مِنْ نُورٍ دَعَاهُ سِوَى
أَوْ صَفَّدَتْهُ شُجُونُ الأَرْضِ وانْتَصَرَتْ
فَـبَـاتَ فيِ سَلْوَةٍ عَنْ رُوحِهِ حَجَبَتْ
أَرِقْـتُ لَـيْلاً بِهَا حَتَّى صُرِفْتُ بهَا
حَـتَّـى نَضا عَنْهُ أَثْوَابَ الْهُدَى فَبَدَا
وَهَـامَ فِكْرِي شَرِيدًا وَانْطَوَى كَبِدِي
وَكَمْ رَغِبْتُ إِلَى نَفْسِي بمَحْضِ هَوًى
لَـوْلاَ رَأيْـتُ ضِـيَاءً لاحْتَمَلْتُ بِمَا
عَـدَوْتُ مِـنْـهَـا إِلَيْهَا وهْيَ حَائِلَةٌ
فَـوَا مُـنَى الرُّوحِ أَبْعِدْهَا وَحُلْ أَبَدًا
قَـدْ ضِـقْـتُ ذَرْعًا وَأَفْكَارِي مُقَيَّدَةٌ
وَلَـيْـسَ يَـحْجُبُ قَلْبِي غَيْرُ سارِيَةٍ
وَلَـيْـسَ يَحْجُبُنِي عَنْهَا سِوَاكَ فَحُلْولَـوْعَـةَ الأَمْسِ مَنْ لِلنَّفْسِ يُرْدِيهَا!
مِـنَ الـسَّـعَـادَةِ أَسْمَى مَنْزِلٍ فِيهَا
عَـلَـيْـهِ أَوْ حَرَّكَتْ نَفْسِي دَوَاعِيهَا
وَالـرُّوحُ شَـائِقَةٌ مَنْ سَوْفَ يُحْيِيهَا
بِـالْـبَـيْـنِ أَوْ تَـهْتدِي إِلاَّ ببَارِيهَا
يَـا وَيْـحَهُ! ضَلَّ كِبْرًا وَانْزَوَى تِيهَا
إِنْ كَـانَ يَـهْوَى مِنَ الدُّنْيَا دَيَاجِيهَا
حَـيَـاتُـهُ لِـحَـيَـاةٍ كَان يَجْفُوهَا
عـنْـهَـا الضِّيَاءَ هُمُومٌ ذَاقَ قَاسِيهَا
عَـنِ الـضِّيَاءِ وأَرْدَى الْقَلْبَ عَادِيهَا
مُـجَـرَّدًا ضَـائعًا مَعْنَاهُ مَشْدُوهَا
عَـلَـى شَـجَـاهُ وآلامٍ يُـعَـانيهَا
بِـهِ انـخـدَعْتُ، فَلَمْ أَلْبَثْ أُجَارِيهَا
تُـسْـدِي إلَـيَّ مِـنَ الزَّلاَّتِ عَاتِيهَا
دُونِـي وَدُونَ مَـعَـانٍ كَمْ أُرَجِّيهَا!
بَـيْـنِي وَبَيْنَ ظُنُونٍ لَسْتُ أَرْجُوهَا
بـهَـاجِسٍ مِنْ ظُنُونِ النَّفْسِ يُعْمِيهَا
مـنَ الأَمَـانِـيِّ تَـدْعُونِي وَأَدْعُوهَا
بَـيْـنِي وَبَيْنَ سَنَاهَا، وَامْحُ سَارِيهَا