شكوى شاعر أمام معبر رفح
شكوى شاعر أمام معبر رفح
عبد الله ضرَّاب - الجزائر
[email protected]
مـا رضـيتُ لصالحٍ أن يُعاني
ضقتُ ذرعا من حارسٍ ذي فُتونٍ
غـرسَ الـموتَ والحديدَ ليبقى
رغـم حِلْمي وعفَّتي واصطباري
هـزَّنـي الـوجْدُ من أُخَيٍّ ذليلٍ
هـزَّنـي الغدرُ والأذى فأُثِيرَتْ
حـيـن أدلـفـتُ زائرًا لرفاقي
حـيـن كَظَّ الفؤادَ جور وبطشٌ
حـيـن أشفقتُ أنْ أُهينَ طريحاً
حـين مِلتُ إلى التَّغاضي لصبرٍ
حين أغمدتُ ضاربي رغم بطشي
أيها الحارسُ احترسْ لستُ وَغدا
احـرسِ الـعُهْرَ إن أردتَ ولكنْ
سـوف أرمـيك بالدَّواهي بعزم ٍ
سـوف أرمـيك بالقوافي عنيداً
عـارُك الـمَعْبَرِيُ سوف يُجَلَّى
سـوف تـبقى أضحوكةً رَفَحِيَهْ
ربُّـكَ الأمْـرٍكِـيُّ هَـدَّتْ عُراهُ
هـوَ وهْـمٌ وأنـت سجَّانُ شعبٍ
إنَّـكَ الآنَ عـكسُ أحداث دهرٍ
سوف يروي التَّاريخُ عنك فسادَكْ
انَّـه الـحـقُّ يا عبيد الصَّهاينْ
سـوف تُخزَى بحبِّهمْ ثمَّ تمضِي
فـلـتتُبْ للرَّحيم إن رُمْتَ فوزاً
امـتـلـئْ بالهُدى و بالحبِّ ديناً
وافـتـحِ الـمعبرَ المُغيثَ قريباً
حـرِّرِ الجارَ من قيود الصَّهاينْ
يـا أسـيـراً لِـرِدَّةٍ وتَـغَرُّبْمـن قـريبٍ يصُدُّ طيفَ الأمانِ
هـبَّ يـسـعـى لفتنةٍ وافتتانِ
صـفـوةُ الـدِّيـن عالقا ويُعاني
قـد شـحذتُ بعد الوعيد لساني
يـقـتفي غاصبَ الحمى بتفاني
جَـذوةُ الـهَجْوِ في جمارِ بيانِي
هـزَّنـي الـبغيُ حانقاً ونَهاني
عضَّتي الخَذْلُ كي يزيدَ احتقاني
نـبـحَ الـجروُ يستحثُّ هواني
عـزم الـظُّـلـمُ أن يَهُدَّ أماني
أقـبـلَ الـغـدْرُ يَسترِقُّ سِناني
أو سـفـيـهـا مـذلَّلاً للغواني
احـذرِ الـدَّهرَ أن تدوسَ جَناني
ثـمَّ تـبـقـى مُعفَّرا في الهوانِ
فَـتَـرَدَّى كـمـثلِ تلك المباني
لـبـنـاتِ الـرُّؤى بكلِّ زمانِ
تـتـجـلَّـى للنَّاس في كلِّ آنِ
صـفـعـاتُ الفُراتِ والطَّالبانِ
مُـنـعـتْ نـفسُهُ من الجَريانِ
بـفـعـالٍ تـدعـو إلى الغثيانِ
أكـثـرِ العارَ والهوى والأماني
فاقرءوا الذِّكر أو هدى الطَّبراني
لـعـذابِ الـجـحيمِ لا للجنانِ
قُـمْ تـطـهَّـرْ وقبلَ مَرِّ الأوانِ
وانـطـلـقْ للنَّقا وطبعِ الحنانِ
وازرعِ البِشْرَ في الورى والمكانِ
وتـحـرَّرْ وكـن طـليق العِنانِ
أهـلَـكَ الأهلَ بالهوى والتَّوانِي