أَتَيْتُ أَبَا الزَّهْرَاء
19نيسان2008
محمد ياسين العشاب
أَتَيْتُ أَبَا الزَّهْرَاء
محمد ياسين العشاب - طنجة/المغرب
[email protected]
| عَـلَـى أَيِّ شَـيْءٍ تَذْكُرِينَ مَوَدَّتِي عَـلَـى أَيِّ شَيْءٍ بَعْدَ أَنْ فَرَّقَ المَدَى تَـذَكَّـرْتُ يَـوْمًا كُنْتُ أَلْهُو بِصُبْحِهِ و لَـمَّـا سَجَا الليلُ الطويلُ تَحَوَّلَتْ تَـوَلَّـيْتِ عَنِّي حيثُ أَلْفَيْتُ حَاجَتِي ذَكَـرْتُكِ فاسْتَثْنَيْتُ في الكَوْنِ رَاحَتِي إلـى أن تَبَدَّى كُلُّ شيءٍ و أَوْضَحَتْ و سِـرْتُ لـعلَّ الدَّرْبَ يُوصِلُ مَرَّةً عـلـى أيِّ شيءٍ و القلوبُ تَغَيَّرَتْ تَـعَـلَّـمْـتُ أن الصبرَ أعظمُ حِيلَةٍ * * * و أيـنَ الـذي قد قُلْتِ من قَبْلُ غُدْوَةً و أَضْـنَـيْـتِ قلبًا من أَسَاهُ تَلَأْلَأَتْ لَـعَـمْـرِيَ قد أبديتُ ودِّيَ مُخلصا و مـا كنتُ أخشى غيرَ غَدْرِكِ لَيْتَنِي * * * تَـعَـوَّدَنِـي سُـهْدٌ و أَرَّقَنِي شَجًى و مَـرَّتْ لَـيَـالٍ مـا عَلِمْتُ خِلَالَهَا و كـيـف لمِثلي أن يصادفَ وِجْهَةً لـقـد بَخِلَتْ بالأمنِ للناسِ و الهدى فـلـولا الـذي نَـلْقَاهُ منها لأُشْرِبَتْ و لـكـنَّـهَا بالغدرِ تُعْرَف إن دَنَتْ و زَهَّـدَنِـي فـيـهـا تَهَافُتُ أهلِها و أَنَّ مَـنِ استهدى بها ذَلَّ مِنْ أًَسًى عَـلَـى أَيِّ شَيْءٍ بعد أن عَزَّ مبدئي و مـا كـنـتُ أدري أن فـيكِ مَذَلَّةً فـمـا ذاكَ إلا زُخْـرُفٌ و خَـدِيعَةٌ و مـا كـلُّ عِـلْمٍ صَائِبٌ و مَعَارِفٍ ولـو فَـاضَتِ الدنيا مَعَارِفَ ما زَكَا تَـجَشَّمَتِ الأحزانَ في الناسِ مُهْجَةٌ كَـنَـفْـسِيَ فَرَّتْ مِنْ ضِيَاءٍ لِظُلْمَةٍ * * * رَعَـتْـنِـيَ أَيَّـامٌ مَضَتْ ما رَعَيْتُهَا بَـلَـوْتُـكَ فـي يُسْرٍ فؤادِي و شِدَّةٍ أَرَقْـتَ دَمِـي لَمَّا انْزَوَيْتَ فَلَمْ يَزَلْ فـمَـنْ لِدَمِي يُحْيِيهِ قَدْ قَارَبَ الردى تَـنَـاسَـيْـتُ أَسْبَابَ الْعِلاَجِ تَعَمُّدًا و مَـنَّـيْـتُ نـفسي بالسعادةِ دائمًا كـأنـيَ لـم أَحْـيَ الحياةَ كَمَا بَدَتْ و لا ذُقْـتُ ألـوانَ السعادةِ و الأسى و جَـرَّبْـتُ لَـكِنْ ما وَجَدْتُ لِحَالَةٍ و أَنِّـيَ شَـيْـخٌ في التجاربِ طَاعِنٌ و لَـمْ أَرَ غَـيْـرَ الذِّكْرِ نُورًا وَجَدْتُهُ و لَـمَّـا ذَكَرْتُ اللهَ فاضت جوانِحي فـآلَـيْـتُ أَلَّا أَتْـرُكَ الـذكرَ لحظةً لَـعَـلِّـيَ أَنْـسَى في الحياةِ عَذَابَهَا وسَـيَّـرَهَـا لِـلـذُّلِّ حتى تَفَتَّتَتْ و قـالـوا عَـدِمْـنَـا هَادِيًا، فتَبَيَّنُوا أمـا بَـعَـثَ الـرحمانُ فيِكُمْ مُحَمَّدًا و أَحْـبَـبْـتُـمُ الأهـواءَ حُبًّا كأنها ولـو جِـئْتُمُ المخْتَارَ طَوْعًا لَضَمَّكُمْ ولـو قـد رَجَـوْتُـمْ هَدْيَهُ لأَعَزَّكُمْ * * * أَتـيْـتُ أَبَا الزَّهْرَاءِ و ارْتَدْتُ سَاحَهُ و مَـنْ كـرَسُـولِ اللهِ مَجْدًا وَسُؤْدُدًا هُـوَ الصِّدْقُ وَالْعَدْلُ المُرَجَّى و نِعْمَةٌ وَمَـا شَـتَّـتَ الأوطانَ إلا اجْتِنَابُهَا و كـنتَ لنا نورا ومَازِلْتَ مَا سَمَتْ كـأنـكَ بـدرٌ، و الـصـحابةُ أَنْجُمٌ سَـبَيْتَ أَبَا الزَّهْرَاءِ رُوحِي وَمُهْجَتِي سَـبَيْتَ حَبِيبِي كُلَّ رُوحِي، سَبَيْتَنِي! ولـولاكَ ما أَبْصَرْتُ خَيْرًا ولا هُدًى خَـلَـبْـتَ حَـبِيبِي كلَّ لُبِّي فمَرْحَبًا عَـلَـيْـكَ صَـلَاةُ اللهِ جَـلَّ جَـلَالُهُ | ومَـا ضَـيَّعَ الآمَالَ غَيْرُكِ مُهْجَتِي! مَـوَدَّتَـنَـا، و اسْتَنْفَذَ الحُزْنُ قُدْرَتِي وأَلْـعَـبُ حتى يُؤْنِسَ اللَّهْوُ وَحْدَتِي مِـنَ الأمـنِ أَيَّـامِي لخوفٍ ورَوْعَةِ إلـيـكِ، و أسـبابُ الوِصَالِ تَوَلَّتِ وعَـانَـيْتُ هِجْرَانَ الأُسَاةِ و لَوْعَتِي مَـلاَمِـحَـهَـا الدنيا لِتُوقِظَ حَسْرَتِي وحَـاوَلْـتُ لَـكِنْ تُهْتُ في كُلِّ مَرَّةِ وكُـلُّ يَـدٍ ظُـلْـمًـا عـليها تَعَدَّتِ وأن الـهـوى ضَـيْمٌ و أَكْبَرُ فِرْيَةِ * * * وأبـديـتِ مـن حُبٍّ عَشِيًّا و صَبْوَةِ عُـيُـونُ الأسـى من دمعِها و أَبَلَّتِ وأبـديـتِ مـا هَـاجَ الـفؤادَ بِعِلَّةِ تَـنَـبَّهْتُ، لولا حُسْنُ طَبْعِي و نِيَّتِي * * * ومَـا زِلْـتُ أمشي تائهًا دونَ وِجْهَةِ سـبـيلًا إلى الخَيْرِ الذي هو بُغْيَتِي إذا سـادت الأرضَ الْهُمُومُ و عَمَّتِ ولـو سُـئِلَتْ خيرا من الخيِر ضَنَّتِ مـحـبَّـتَـهـا نفسي ولم تَكُ عَلَّتِ مـن الـنَّـفْـسِ مَـنَّتْهَا بكلِّ رَزِيَّةِ عـلـيـها، ومَنْ هَانَتْ عَلَيْهِ أَعَزَّتِ وأَنِّـيَ لَـمْ أَعْـلَـمْ لـها مِنْ مَزِيَّةِ فـقَـامَـتْ به نفسي لمَجْدٍ و عَزَّتِ و إن جَـادَتِ الـدُّنْيَا بحُسْنٍ و مَنَّتِ ومـا كـلُّ نَفْسٍ أَدْرَكَتْ مَا تَمَنَّتِ ! تَـوَخَّـتْ لَـنَـا مِنْ نَفْعِهَا و تَرَجَّتِ بِـهَـا قَـلْبُ حَيران و نَفْسُ مُشَتَّتِ إذا مـا رَأَتْ خـيرًا مِنَ الخيِر فَرَّتِ عِـنَـادًا، و نـاداها الصباحُ فوَلَّتِ * * * وكـانـت ضِـيَـا عَيْنَيَّ يومَ تَجَلَّتِ فـأَلْـفَيْتُ روحي مِنْ هَوَانِكَ ضَجَّتِ يُـعَـذِّبُـنِـي، حـتى ظَنَنْتُ مَنِيَّتِي و أَوْشَـكَ يَـغْـتَـالُ الشُّعُورَ تَعَنُّتِي و لـم أَرَ فـي الـدنيا دواءً لِأَزْمَتِي كـأنـيَ لا أدري اسـتحالةَ رَغْبَتِي و أبْـدََتْ، و لا بالمُرِّ و الحُلْوِ مَرَّتِ فـتِـهْـتُ بسَعْدٍ، و انْكَسَرْتُ بِمِحْنَةِ شِـفَـاءً إذا بـالحُزْنِ عَلَّتْ وغَمَّتِ وأَنِّـيَ طِـفْـلٌ إِنْ هُـمُومِيَ حَلَّتِ سِـرَاجًـا لِـحَـيٍّ أو حَـيَاةً لِمَيِّتِ بِـأَمْـنٍ، و بالنسيانِ عَاوَدْتُ حَيْرَتِي أَمُـرُّ بِـهَـا إلا لِـعُـذْرٍ و عِـلَّـةِ بِـمَـا عَـذَّبَ الـدنيا و عَذَّبَ أُمَّتِي وعَـانَـيْـتُ ما عَانَتْ بقلبٍ مُفَتَّتِ أَشَمْسُ الضحى عنا مَضَتْ و تَوَلَّتِ ؟ وأَقْـدَامُـكُـمْ عَـمَّـا بِهِ جَاءَ زَلَّتِ! هُـدَاكُـمْ، ومَـنْ جَرَّتْهُ ليسَ بِمُفْلِتِ بِـحُـبٍّ ، وَأَحْـيَاكُمْ بِعَدْلٍ و رَحْمَةِ بِـأَكْـمَلِ مَعْنًى في الوجودِ و أَثْبَتِ * * * مِـنَ الـحُبِّ مُشْتَاقًا فأَذْهَبَ حَيْرَتِي أبـى اللهُ إلا أن يَـعُـمَّـا بِـرَحْمَةِ مِـنَ اللهِ جـاءت بـالمُنى مُذْ تَبَدَّتِ مَـعـانِـيَـهَـا عَـمْدًا بغيْر تَثَبُّتِ إلـيـكَ قـلـوبٌ بـالـرَّشاد تَحَلَّتِ وأنـوارُهـم مِنْ فَيْضِ نورِكَ عَمَّتِ وأَلْـبَـسْتَنِي صِدْقًا و أَيْقَظْتَ فِطْرَتِي وأَسْـعَـدْتَ أيـامي ففَاضَتْ مَحَبَّتِي فـأَيْـقِظْ جميعَ الروحِ و اسْمُ بهِمَّتِي بـخـيـرِ حـيـاةٍ في حِمَاكَ كَرِيمَةِ وأَفْـضَـلُ تَـسْـلِيمٍ و أَزْكَى تَحِيَّةِ |
