غزة
بين قسوة الحصار وهَوْل الإجرام وذُلِّ التوسّل والهوان
د.عدنان علي رضا النحوي
[email protected]
لـهـفي على تلك المنازِل هُدّمَتْ
ضَـاقَتْ بِهمْ سُبُل النَّجاةِ وأْطبَقَتْ
يـا لِـلـنـسَاءَ وقد خَرجْنَ تَفَجُّعاً
يَـمْدُدْن أيديَهنّ في عَرْضِ الفَضَا
ضـاع الصَّدى في كلِّ أُفْقٍ ضَائعٍ
لـمْ يَـبْـقَ إلا نَظْرةُ الطِّفْل التي
عَـيْـنـاه تائهتَان : أيْنُ وعودُهم
قـالـوا نُحَرِّرُها من النَّهر القريـ
مـاجَـتَ على عَيْنَيْه دَمْعةُ حَيْرَة
حـتّـى إذا هاجَ الأسى وتفجّرتْ
* * *
فَـكَـأنَّـني قَدْ ضِعْتُ بَيْنَ مُزَمِّر
مَـنْ كَـان يـدفَعُ هؤلاءِ لمَعرَكٍ
مَـنْ كَـان يَـدْفَعُ هؤلاءِ وَلَمْ يَكُنْ
قـالوا : تَوكَّلنا ! وكَيْفَ يَصِحُّ دُو
* * *
حَـتَّـى إذا حَمِي الوَطيسُ وجَدّ حَ
صَـرَخُوا ونَادَوْا يا شُعُوبُ تكلَّمي
يـا دَارَ أَوْروبَّـا حَنانَكِ ! أَشْفقي
يـا رُوسِـيـا ! هلاّ نظرتُمْ حالَنا
قـلْـنـا كـما شِئْتُم : نُريْدُ سَلامَةً
قُـلـتُـمْ لـنا ناموا ! فنمنا ! قُلْتُمُ
طُـوفـوا عـلـى الدنيا كما شئتم
سِـرْنـا كما شِئتمْ ! وقَصَّفنا السلا
الـيـومَ نَجْني مِنْ حَصَادِ جَريمةٍ
والله قَـال رُوَيْـدَكُـمْ لا تَـرْكَنوا
هـذا الـصِّـراطُ المُسْتَقيمُ أمامَكُمْ
يـتنَزَّلُ النصْر العزيز على الذي
لَـجَـؤوا إِلى الله العَزيز وأسْلَمُوا
أوفَـوا بَـعـهْـدِ الله حـقَّ أمانةٍ
وعـمـارةٍ للأرضِ بالإيمان والـ
صَـفّـاً يُـرَصُّ ! ولا يُفَرِّقُ أُمَّةً
صَـفّـاً يُرَصُّ ! ولا يُمَزِّقُ عَزْمَه
صَـفـاً يُـرَصّ عَلى وَلاءٍ واحِدٍ
عَـهْـداً ومِـيـثاقاً أَبَرَّ مع التُّقى
إن لـم تَـقُمْ في الأرضِ أُمَّةَ أحمدٍوالـنَّـاسُ بـيـن مُـشَرَّدِ ومُقَتَّلِ
عُـصَبٌ تَسُدُّ مِنَ الدروب وتَبْتَلي
هـل مـن مُغِيثٍ للحمى أو مُعْوِلِ
ء عَـلَـى رَجَـاءٍ خائبٍ وتوسُّلِ
بـيـن الـغـيوم تلبَّدتْ لمْ تنَجلِ
تَـاهَ الـسُّـؤال بِها وإنْ لم يَسْألِ
أَيْـنَ الـشّـعاراتِ التي لم تنزِلِ
ب إلى البِحَارِ، مِنَ الجَنُوب لِشَمْألِ
وَنَـدَتْ عـلـى شَفَتَيْهِ أَنّةُ مُذْهَلِ
أحـزانه ، فيقول : يا عَينُ اهمُلي
* * *
غَـنّـى هَـواهُ لَـنا وبَيْنَ مُطَبِّل
لا طـاقـةً لَـهُـمُ وما مِنْ مَأْمَلِ
لَـهُـمُ مِـن الإعْـدَاد أيُّ تـأهُّلِ
نَ الـنَّـهْـج والإِعـداد أيُّ تَوكُّلِ
* * *
تّـى لـم يَعُدْ في الأَمْرِ ظِنَّةُ مَهْزَلِ
يـا مَـجْـلسَ الأَمْنِ العَزيز فأقْبِلِ
يـا دارَ أمْـريـكا أطلّي واعْجَلي
شـعـبـاً يُذَبَّحُ بالمدَى والمقْصَلِ
ومُـفَـاوَضـاتٍ فـي أَمَانٍ أَعْدَلِ
قـومـوا فـقمنا ! طاعةَ المتذَلِّلِ
مـن مـسـعف للعاجز المتسوِّلِ
حَ كـما أردتمْ ! ذاك عَهْدُ الموغِلِ
لـمَّـا رَكَـنّـا لـلـعَدوّ الأجْيَلِ
لـلـظّـالـمـيـن ولا لِقَومٍ مُيَّلِ
لا يـسـتـوي وسَبيلُ نَهْجٍ أَمْيلِ
ن مَضَوا على هذا الصِراط الأَعدلِ
لـلـه أمـرَهُـم عـلى نَهْجٍ جَلي
وعـبـادةٍ وخِـلافـةٍ لـم تُجْهَلِ
تَّـوحـيـد عزمَ الصادق المتَرَسِّلِ
تْـمضِي عَلى صِدْق الوَلاء الأوَّلِ
شُـعَـبُ الـوَلاءِ ولا شَتاتُ العُذَّلِ
لـلـه فُـصِّل في الكتابِ المُنْزَلِ
يَـمْضي على عزم الوفاء الأجْملِ
خَـابَ الـرَّجاءُ وضَاعَ كُلُّ مُؤَمَّلِ