يا غارس الآس

يا غارس الآس

يحيى بشير حاج يحيى

عضو رابطة أدباء الشام

إلى أستاذنا الأديب محمد الحسناوي الذي قال، وقد أحس بدنو الأجل بعيدا عن بلده : كنت أحلم أن تدفن عظامي في وطن الآس ؛حيث أمي وأبي وأجدادي وأن يغرس أولادي من بعدي أغصانه على قبري ولكن هيهات وإلى شهداء مجزرة جسر الشغور في العاشر من آذار عام 1980 م

قـالـت هـزارُ :أتبكي ؟قلتُ :إخواني
خـمـسـون  يـعـرفُهم آذارُ ii،تبكيهم
سِـيقوا  أُسَارَى إلى( سجن البريد ii)وقد
فـديـرُ  يـاسـيـنَ لو يدري iiبنكبتِنا
لـهـزَّه  الـجـرحُ ،وانتثرتْ مَواجعُه
قـد طـال ليلُ الأسى ،واغتال iiفرحَتنا
سـبـعٌ  وعشرون مرَّتْ وهي iiمُتْرَعَةٌ
يـا  غـارسَ الآسِ عند الجسر iiمعذرةً
ولا غَـرسـناه في ارض الحجاز، iiولا
لـكـن  سـنـغـرِس لـلإسلام ألويةً
فـنـحـن كـالآس لـم تَـذْبُلْ مَوَدَّتُنا










قـد خـلَّـفـونـي لأشـجانٍ iiوأحزانِ
جـسـر الـشغور ،وتذري دمها القاني
صُـبَّ  الأذى فـوقَـهم مِنْ كلِّ iiألوانِ
ومـا رأيـنـاه مِـنْ بـطشٍ iiوعدوانِ
مِـنْ  هَـوْلِ عَـسْفِ واجرامٍ iiوطغيان
بَـنـو الـجـهالاتِ مِنْ أحفادِ iiشيطانِ
حـزنـاً  عـليهم ،وما اشْتملتْ بنسيانِ
لم نغْرِسَ الآسَ في(الزورا )و(عَمَّانِ )*
نـدري  قـبـورَ أحـبـّاءٍ iiوإخـوان
فـمـا تَـزعـزعَ بالإسـلام iiإيـماني
ونـحـن_رغم  الأسى_ عُشّاقُ iiأوطان

* إشارة إلى قبور إخواننا المهجَّرين في بغداد وعمان والمدينة المنورة وغيرها