تحية إلى ماليزيا
12حزيران2010
د. محمد رفعت زنجير
د. محمد رفعت زنجير
الأستاذ المشارك بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا
مَـالِـيـزِيَـا، يـا أَيُّـهَا الحَسْنَاءُ هَـل فِـيـكِ إلاَّ رَوضَـةٌ فَـيَّاحَةٌ طِـرْنَـا إلَـيْـهـا رَغْبَةً في أُنْسِهَا إنْ أَنـكَـرَتْـنـا في المَحَبَّةِ عَبْلَةٌ أوْ أَخْـلَـفَـتْـنـا نَخلَةٌ مِن غَرْسِنا أوْ قَـدْ رَمَـانـا في الظُّهُورِِ أَحِبَّةٌ فَـلَـنـا بِتَاجِ الشَّرقِ عُرْسُ مَحَبَّةٍ * * * مَـالِـيـزِيـا، فَـلْـتَسمَعِينيْ جَيِّداً أنـا مِـن بِلادِ العُرْبِ جِئْتُكِ عَاشِقاً وَبِـمَـكـةَ الـفَيحَاءِ كانَتْ نَشْأَتي لِـي مِـن بِـلاَدِ العُرْبِ أَعْظَمُ مُلْهِمٍ مَـا جِـئْتُ أَبغِي الجَاهَ؛ ذَاكَ لأَنَّنِي فَـلَـعَلَّ فِيكِ - أَيَا صَدِيقَةُ – رَاحَةً أَشـكُـو لِـرَبِّـكِ مَـا تُعَاني أُمَّتِي مَـاذا دَهَـاهـا كَـي تُبَدِّلَ جِلْدَها؟ مَـا بـالُهَا؟ أَيْنَ المَضَاءُ إلى العُلا؟ فَـالـمَـالُ نَـهْبٌ، والتَّوَحُّدُ فُرْقَةٌ وَالـمَـسْـجِدُ الأَقْصَى يُنَادِي بَاكِياً وَلَـرُبَّ مَـيْـتٍ ظَـلَّ حَيًّا شَامِخاً تِـهْـنَـا وَنُـورُ اللهِ مِـلءُ عُيُونِنَا أَبْـكِـي عـلَـى الإسْلامِ مِن أَبْنَائهِ وَإذَا الـسُّـيُـوفُ تَآكَلَتْ في غِمْدِها وَالـعَـيْـشُ مِن دُونِ الكَرَامَةِ ضِلَّةٌ تُجْنَى الحَياةُ مِنَ السُّيوفِ.. وَعَصْرُنا وَالـعِـلـمُ فـي دِيـنِ الإلهِ مُقَدَّسٌ لا عِـزَّ إلاَّ فـي اتِّـبَـاعِ مُـحَمَّدٍ * * * مَـالِـيـزِيا، أنَا شَاعِرٌ يَبْغِي الوَفا سَأَقُولُ فِيكِ مِنَ المَدِيحِ - حَبِيبَتي - وَكَـفـاكِ فَخْراً أنْ تَنَالي مِدْحَتِي- مـا ضَـرَّني أنْ لاَ أَنَالَ مِنَ الدُّنَى هَـمُّ الـكَـرِيـمِ رِسَـالَةٌ يَسْمُوْ بِها أنَـا صَـارِمٌ ذَكَـرٌ وَشِعرِي خِنْجَرٌ وَالـشِّـعـرُ عِـنْدِي دَعْوَةٌ وَمَحَبَّةٌ | مَـا أَنـتِ إلاَّ جَـنَّـةٌ أوْ جَـدوَلٌ يَـنْـسَـابُ فِـيهِ المَاءُ وَالأُنْـسُ مَـا تَـهْـفُو لَهُ الشُّعَرَاءُ أوْ مَـاطَـلَـتْـنـا مَـوعِداً عَفْرَاءُ وَلَـقـدْ سَـقَـتْـهـا أَدْمُعٌ وَدِمَاءُ أوْ أَظـمَـأَتْـنـا البِيدُ وَالصَّحْراءُ وَتَــآلُـفٌ وَتَـعـانُـقٌ وَلِـقـاءُ * * * لـي أُمَّـةٌ أَبـطَـالُـهَـا الشُّهَداءُ وَمَـدِيـنَـتِي الأُولَى هِيَ (الشَّهْبَاءُ) وَبِـحِـضْـنِـهَـا الأَحْبابُ وَالآلاءُ أوَلَـيْـسَ فِـيـهَا المَهْدُ وَالإسْراءُ؟ لِـيَ رُتْـبَـةٌ مِـنْ دُونِهَا الجَوْزَاءُ أَوَلَـيـسَ فـي بَعْضِ الدُّنَى أَفْياءُ؟ أوَلَـيـسَ فـي الشَّكْوَى إِلَيهِ شِفَاءُ؟ مَـسْـلُـوخَـةٌ وَكـأَنَّـهـا بَلْهَاءُ! أوَلَـيْـسَ فِـيـهَا القَادَةُ الحُكَمَاءُ؟ وَالـعَـدْلُ ظُـلْـمٌ، والحُقُوقُ هَبَاءُ وَالـكُـلُّ مَـوْتَـى، مَـا بِهمْ أَحْياءُ وَلَــرُبَّ حَــيٍّ رُوحُـهُ أَشْـلاءُ أَتُـراهُ يَـفْـعَـلُ ذلِـكَ العُقَلاءُ؟! خَـذَلُـوهُ حَـتَّـى غَـالَهُ الأَعْدَاءُ فَـاعـلَـمْ بـأَنَّ رِجَـالَـها جُبَنَاءُ وَمِـنَ الـجُـنُـونِ مَـعِيشَةٌ نَكْراءُ أَسْـيَـافُـهُ الـتَّـفـكِيرُ والعُلَماءُ لـكِـنَّـنـا عَـن هَـدْيـهِ غُرَباءُ أَتُـرَاهُ يَـفْـقَـهُ ذلِـكَ الـجُهَلاءُ؟ * * * مِـن حُـبِّـهِ؛ إذْ خَـانَـهُ القُرَنَاءُ مَـا لَـمْ تُـلِـقْهُ بِصَخْرِهَا الخَنْسَاءُ تِـلـكَ الَّـتـي تَـاقتْ لَها الأُمَراءُ فَـلَـرُبَّـمـا قـدْ نَـالَـهَا السُّفَهَاءُ لا دِرْهَــمٌ أوْ غَــادَةٌ شَـقْـراءُ وَمِـنَ الـقَـوَافـي حُـرَّةٌ وَإِمَـاءُ لا مَـا اقْـتَـنَـتْـهُ بِمَالِها الكُبَرَاءُ | خَـضْـراءُ