القصيدة الحموية
12حزيران2010
غالب مصري
غالب مصري
حَـمـاةُ الشامِ ما بَرِحتْ تّـوّسَّطتِ الحِمَى كهِزَبْرِ أُسْدٍ حـماةُ قصيدةُ "العاصي" ولحنٌ بـسـاتـيـنُ المدينةِ مثل أمٍّ فـزُرقـتُـهُ وخُضرتُها مزيجٌ وفَـوْحُ الـياسمينِ به انتعاشٌ نـواعـيـرُ المدينةِ ذاتُ شَدْوٍ عـروسُ الـنّهْرِ حفَّتْ ضِفَّتَيْهِ مُـعَـمّـرَةٌ يـلازمها صباها أتـاهـا الشِّعْرُ ظَلَّلَ ضِفّتيَيْها فـفـي أكنافِها هزجتْ أُلوفٌ وفـي جـنّاتِها صدحتْ طُيورٌ وفـي تـاريخِها عَبَقٌ أصيلٌ بـواكـيرُ الحضارةِ عاصرتْها عـلى أسوارها كُسِرَتْ نِصالٌ وأهـلـوها لهمْ صَوْلٌ وجَوْلٌ سـمـتْ رايـاتُها بأبي فداءٍ وحـسـانُ بن ثابتٍ اصطفاها وأكـرَمـها الإلهُ بكلِّ ضَرْبٍ فـإنْ حـدّثْتَ عن سَمْنٍ وجُبْنٍ وأهـلـوهـا لضَيْفِ اللهِ أهلٌ ذوو ديـنٍ وطـيـبٍ واحتشامٍ وهـم بـالـخيلِ فرسانٌ كُماةٌ "حَـماةَ" المجدِ لي ذكرى مُحِبٍّ وفـي "حاراتِكِ" الأولى تَربَّى | سماءَ كـنجمٍ شعَّ في الدّنيا تَـوَسَّـطَـهُمْ سُمُوّاً وارتقاءَ تـعالى فانتشى الكونُ انتشاءَ رؤومٍ ضمّتِ "العاصي" اعتناءَ كَـما اليَشَبُ الكريمُ إذا أضاءَ وعِـطرُ البَيْلسانِ غَزا الهواءَ شـجيٍّ يُطْرِبُ العاصي حِداءَ بـحُـسْنٍ سِحْرُهُ يَجْلو السّماءَ فـشِـرْيانُ الحياةِ صفا دِماءَ فـلـم يـبْرَحْ وزادَ بها ثراءَ مـن الشُّعَراءِ تمتهنُ العطاءَ فـأَطْرَبتِ المسامعَ والفضاءَ يـهـزُّ الـقـلب يملؤه إباءَ تـلـيـدٌ مـجدُها عالٍ بناءَ وبـاءَ الـخصمُ مذؤوماً غُثاءَ عـلى من رامَ حَوْمَتَها اعتداءَ ونـورِ الدِّينِ وازدادتْ مضاءَ عـلى البُلدانِ فازدادت سناءَ من الخَيراتِ فازدهرتْ نماءَ بـصـنعِ حماةَ فانتظرِ الثناءَ كِـرامُ النّفسِ يهوون القَراءَ* وإيـثـارٍ وقـد فـاقوا وفاءَ وفـي الـمَيدانِ كمْ بذَلوا فِداءَ شَـغوفٍ منكِ قد نَهَلَ العطاءَ وفي عاصيكِ كمْ مَخَرَ الرَّواءَ | الضِّياءَ
* القَراء: الضيافة.span>