قصة قصيدة

قصة قصيدة

عمر بهاء الدين الأميري

وفاء عمر بهاء الدين الأميري

كنت في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية ، بمدارس محمد الخامس في الرباط ..

وطلب المدير من الوالد – رحمه الله – إلقاء أمسية شعرية في المدرسة ، حضرها الكثير من زميلاتي في الفصل ، كان صدى الأمسية رائعاً جداً ، وتلقيت من الطالبات كلمات الثناء والإطراء ..

في اليوم الثاني كان الوالد – رحمه الله – يُسرّح شعره أمام المرآة ، وظهره منحني .. فأقبلت إليه في لهفة وقلت : " بابا جلّس ظهرك .. " فأجابني : " الشيخوخة يا ابنتي .. " فانهمرت الدموع من عينيّ وخرجت مسرعة إلى غرفتي ..

بعد دقائق قصيرة ناداني الوالد وقرأ لي هذه القصيدة التي أسماها "حوار مع وفاء" .

حوار مع وفاء ..

قـالـتْ  وفاءُ حنيتَ الظهر يا أبت iiِ
بـالأمس  ِ قال الصبايا في مسامرةٍ ii،
وهـنـأتـني " سعادٌ " وهي iiتغبطني
فـقـلتُ بل يا ابنتي شيخُ الهمومِ iiوقدْ
هـمـوم أبـنائي الأحباب من iiقربوا
وعـبء نـفـسي ، أحيا في مكابدة iiٍ
أذوبُ يـومـاً فـيـوماً ، ذاهباً iiعبثاً
فـاغـرورقت  بدموعِ الحزن iiأعينها
هـذا  مـزاحٌ فـقد أحببتُ ألمس iiما
لا  لست ُ شيخا ً، وما ظهري iiوحنوته









لا لـسـت َ بالشيخ هذا رونق iiالعمر
غـداةَ حاضرتَ ملءُ السمع iiوالبصر
وأيـد الـصـحبُ ما أبهاه من عمر iiِ
جـاوزتُ  خمسينَ عاماً حاملاً iiقدري
ومـن  نـأوا ، وبلادي في فمِ الغير iiِ
مروءة الكبت ، ألوي النفس عن وطر
مُـسـتنفداً من جميل الصبر iiمدّخري
فـقـلتُ مهلاً ، فداكِ القلب يا iiقمري
لدى  " الوفاء " لشكوى القلب من iiأثر
إلا كـغُـصـن ٍ حـنته ُ كثرةُ iiالثمرِ