على عتبات الوصال
صلاح أحمد عليوة
مصر/ هونج كونج
[email protected]
إنني قد تركتُ جراحا ورائي
تركتُ عيونا يبللها الدمعُ
حقلاً من الفلِ
أفدنةً من غلالٍ
تحممها الشمسُ
بين
أكفِ النسيمِ العليلْ
و
جئتُ لأبوابكم
لائذاً من هديرِ السيولِ
و
من بطشةِ البحر و البرِ
و
الريحِ مسكونة بالعويل
أنا جئتُ من شرقِ ممفيسَ
عطرتُ آونةََ الشدوِ
سيّرتُ جيشا إليكم
من
الليلكِ الجبلي
و
من أغنياتِ بناتٍ تدربنَ شهرا
على
دقةٍ بالطبول
و
قلت : افتحوا لغريبٍ تهاوتْ أناشيدهُ
في
رمادِ الطلولْ
أنا
قد تركتُ الليالي ورائي
معطرةً بأغانٍ
عن
الوجدِ و الياسمين
و
أنغام حبٍ
تخزّن وجهَ المسرات
في
طيها
و
تؤجلُ خطوَ الفصولْ
و
خلّفت في مدنِ الأهلِ نهرا
و
في البيد خيلاً مطّهمةً
تتصاهلُ مسرورةً في السهولْ
و
جئتُ إليكم
فلا تجعلوني
قرينَ الأسى
و
انتظارٍ يطولْ
و
لا تهجروني
على
الباب مثل الغريبِ
أفيضوا بآيات ترحابكم
و
امنحوا شفتيّ الكلام
الذي أرتجي أن أقولْ
تعبتُ
على
رملِ تلك البوادي
أقلّبُ عينيّ
في
النجمِ
و
البدرِ
و
الشمسِ
كلٌ
يطلُ قليلاً
و
يهوي لقبرِ الأفولْ
فمدوا حبالَ الخلودِ
بأوتادِ صوتي
و
قولوا: استرحْ
فالبقاءُ قليلٌ قليلٌ هنا
و
الرحيلُ طويلْ