إلا شجر الغرقد

مصطفى العلي

abu58ahmad@gmail.com

مهما وقفوا خلف الظالم

مهما اصطبغ الكون بلون قاتم

لا زال بكل زوايانا

يتململ في كل خلايانا

إصرار مقاوم

يتدفق مثل السيل العارم

إيمان بالثورة ضد الظلم

مزروع فينا حتى العظم

سنسير الدرب بها دأبا 

ونجيء بحريتنا غصبا

مهما سدت مهما امتدت مهما كان السير بها صعبا

لا زال بجعبتنا أسياف لم تصدأ بعدُ

وعزائم في أنفسنا ليس لها حدُّ..

لا زال لنا في القرآن بنصر وعدُ

كل الدنيا معنا إلا شجر الغرقد

وقلوب فيها حقد أسود

بمجازرنا جاءت تتعبد

هربت من قاع التاريخ ثعابينا

تستلّ سكاكينا

سُمّا تفرغه كيدا فينا

تتسلى بمآسينا 

إلا حلف الشر وأوباما

قد غطى الحقد بصيرته وتعامى

عن رؤية حق في الكون تنامى

وغدا سيلا لا يمكن أن يترك أصناما

تعثو شرا في الأرض وتعثو إجراما

كم أهلك ربك من هذا الأحمق أقواما!؟

كم أهلك من عاد من إرم ‍!؟

وصلوا في البغي إلى أعلى الهرم

من فرعونٍ أعلى الصرح ليبلغ حيث الله

كم أهلك من هولاكو

من نمرود

من أرباب البغي ...ثمود

أخزى الكل......الله

صاروا دكا 

وغدوا هلكى

من يملك في هذا شكا!؟

سيدور الدهر إلى حيث يعود الفجر

ويزول الظلم وينهي الصبر فصول القهر 

يتقيأ كل عهود الغدر

ويضوع بأرض الله عبير الذكر

ما أجمل أن يحيا الإنسان طليقا 

حلوا كمذاق الحب رقيقا

لا غل بجنحيه ولا قيد بكفيه ولا أسر

يهوى الله ويهواه الله بلا بوّاب

لا وسطاء ولا شفعاء ولا حجّاب

لا وكلاء عن الله ولا كهان ولا أوثانٍ

الخلق جميع الخلق عيال الله

والكون جميعا يهتف باسم الله

ويدغدغ نور الشمس غراما 

أكمام الزهر

فتضاحكه طربا ويسود البِشر