تنهدات ساري
27تشرين12007
أبو ياسر العراقي
أبو ياسر العراقي المتنبي الصغير
من مأساة الشاعر البدوي "عبد الله الفاضل" والمعروف ب"ساري" و الذي عرفناه من خلال عتابته الشهيرة :
هلكْ شالوا علامكْ حول يا شيرْ وخلولك عظامَ الحيل يا شيرْ
يلو تبجي بكل الدمعْ يا شيرْ هلكْ شالوا على حمصْ وحماة
استوحيتْ هذه الأبيات لتكون مدخلاً لقصيدتي هذه في ظل "الاحتلال المرير" مستحضرآ قول الجواهري:
تـصـوّر الأمر معكوسآ وخذ |
مـمـا يـجرونه لو أنهم |
القصيدة
خلا المضيفُ ففاض الحزنُ يا (شيرُ) بـلـى سـقتنا الليالي صابها سهراً بـلـى صـحونا على حُلم ٍ يمزقنا لـم يـبـقَ للشعرِ غيرُ الآه تسكرهُ تـرنـو الـشفاهُ إلى الفنجانِ ظامئة * * * (يـابن الفراتين) لو تدري بما فعلتْ عُـدنـا حـيـارى فـلا نجمٌ نعاتبهُ شـوقـاً نـنوحُ على أطلالِ راحلةِ فاللهَ اللهَ مــن هَــمٍّ نـكـابـدُهُ فـكـم "عـرائشنا" ضمّتْ "ثعالبها" * * * فـيـا أخـا الجرحِ آمالُ الورى قدرٌ لا تـعـجـبـنَّ لـدهرٍ سادَ جاهلهُ فـتـلـك دنـيا عشقناها على كدر كم أينعتْ غصصاً في صدرِ"معتصمٍ" وكـم تـفـيءَ ظـلَ القيدِ " معتمدُ " * * * مـرت على ألأرض أحزانُ وأفجعها وأن تـنـوء ظـمـاء عن مواردها يـا حـزنـها والدجى يغتالُ أنجمها يـستيقظ الدربُ مذعورآ لصرختها * * * "يـابـن الـفـراتين" ميلادآ وقافيةً انـبـيـك والجمرُ وقادٌ على رئتي هـم زوقـوا الأمـر أسـماءً وأمثلة فـالـفـجرُ من دمنا المسفوح مولدهُ حـتـى الظلامُ ضياءً في نواظرهم * * * هـذي "الـعـنـاوين" أعلامٌ مزيفة مـهـما تردت ستبقى نصفَ عاريةٍ فـكـلـهـم في هوى "ليلاه" منشغلٌ سـاروا مـع الذئبِ تحميهم أظافرهُ ومـا دروا أنَّ صمت الريح في بلدٍ ويـفـتـح الـغضبُ الجبار أروقة * * * يـا سـيـدَ الكبرِ نيرانٌ على شفتي دار الأمـارةِ تـبـكـي من توجعها كـيـف استفزَّ سماها ألف مختتل ٍ صـالـت عليها الأفاعي بعد رقدتها خـلا الـمـضـيف فلا ترنُ لدلتهِ عـدنـا نـسـامـرُ أخشاباً مسندة فـلا على(القدس) في عليائهِ "عمرٌ" مـن قلةِ الخيل ِ قد شدوا بلا خجل ٍ | فـمـنْ لـدمعكَ إذ ْ تقسو المقاديرُ واستمطر الجرحَ في الأعماقِ تفكيرُ كـما صحا في سكون الليلِ مصدورُ مـن بعدِ ما احتضرتْ فيه الأساريرُ ولـيـسَ لـلـدلةِ المعطار ِ تفويرُ * * * بـنـا الـليالي ، وما خطتْ دياجيرُ ولا بـآفـاقـنـا عـنـت عصافيرُ كـمـا تـنوحُ على الذكرى نواعيرُ ومـا سـتـكـتـبهُ عنا الأساطير حـتـى بشمّنَ وما تدري "النواطيرُ * * * جُـنَّ "المعري" بها واحتارَ "طاغورُ" فـفـي زمانِ العمى تستخلفُ العورُ كـمـا تـعـشّـقَ مرَّ الخمرِ سكيرُ وتـاهَ مـن كِـبـر ٍ فيهنَّ " كافورُ " و( آلُ عـبـادَ ) تسبيها القواريرُ ! * * * أن يـسـتـظل حمى "بغداد" مأجورٌ وتصطلي في الضحى حتى الأزاهيرٌ والـلـيـلُ جـثمانهُ كالبحر منشورُ ويـسـتـفـزُ السرى لو مرَّ طابورُ * * * فـي ذمـة الـشعر هاتيك المزاميرُ مـا خـفـت كان ولم تجدِ التحاذيرُ كـمـا يـزوقُ وجـه القبر ميسورُ والموتُ في قبضة السجان تحريرُ ! كـأنـمـا عـمـيت تلك النواظيرُ * * * وكـلُّ ألـوانـهـا كـذبٌ وتزويرُ لا الـسرُ خافٍ ولا المستور مستورُ وكـلـهـم بـانتظار الوعد مغرورُ كـمـا تـحامت لدى جزارها العِيرُ مـهـمـا تمادى ستتلوه الأعاصيرُ لـيـشهد الشعبَ ما ضمت مقاصير * * * لـمـن نغني وعند الباب "مسرور " كـيـف استباح ذراها اليومَ مأمورُ وفـي مـرابـعـها تستخلفُ العورُ واستنسرت في الدجى حتى الزرازيرُ فـلـم تـعد نارهُ سهرى ولا النورُ سـراً يـحـركها "كسرى"و"شاميرُ" ولا عـلى الساح يوم الثأر "منصورُ" عـلى الكلاب سروجا ً فأبكِ يا شيرُ | ؟