رماد الكتابة

صلاح أحمد عليوة

مصر/ هونج كونج

[email protected]

لا أريد الكتابة

عن موطني

كي تظلَ لرائحةِ الحزنِ

ألوانُها في يدي

و لأعشقهُ

حين أذكرُ أخطاءه  و صوابهْ

لا أريد الكتابةَ

عن جدتي

أو أساطيرها

كي يظلَ الهواءُ المعطرُ

حول أحاديثها

طازجاً في دمي

أتملى رحابهْ

لا أريد الكتابةَ عما جرى

لا أريد  التباكي

على جسدٍ للتواريخٍ

مبتئساَ

أتساءلُ عما أصابه

لا أريد الكتابةَ

حتى يظلَ الوجودُ

ركاماً من الكلماتِ الشفيفةِ

عند منابعها

أو كأوجهِ من لم أقابلهم

حين يرسو شراعي

بصخرِ جزائرَ خاليةٍ

من أواني (كروزو)

و من صوتهِ في غمامٍ

و غابةْ

 

لا أريد الكتابةَ

حتى أظلَ بريئاً

على شاطئٍ

تتهامس في رملهِ الصدفاتُ

و تلقي نبوءاتها 

في رياحِ الغرابةْ

لا أريد الكتابةَ

حتى أغيّرَ أسماءَ حزني

على عتباتِ القرى

و أصادقَ نخلا بعيدا

تعالى على وصفه في القواميسِ

و اهتز وسط هواء القرابين

أو دعوةٍ مستجابةْ

لا أريد الكتابةَ

حتى أمزق أوراق عهدي

مع العابراتِ

و حتى أهاجر

في آخر الليل وحدي

لمأوى المريدينَ

أطرق عزلتهم

و مدراج مسلكهم

شاكياً من ضنىً

و مستشفعاً بالقرابة

لا اريد الكتابة

ماذا يفيدُ الذين نجوا

برماد الأغاني

إذا اشتعلتْ في الحريقِ الربابةْ