نصر الله!
د. محمد ياسين العشاب - طنجة/المغرب
[email protected]رَأَيْـتُ الْـبَـدْرَ مُـؤْتَـلـقًـا مُنِيرَا
و لَـيْـسَ لَـنَـا بِـهَـذَا النُّورِ عَهْدٌ
تَـلَأْلَأَ فِـي الْـوُجُـودِ حَـدِيثَ عَهْدٍ
فَـأَشْـرَقَـتِ الْـعَـوَالِمُ و اسْتَجَدَّتْ
إِذا الـنُّـورُ اسْـتَـقَـرَّ بِـكُلِّ صدْرٍ
فَـإِنَّ الـلَّـهَ نَـاصِـرُ كُـلِّ قَـوْمٍٍ
أَتَـوْهُ بِـمَـحْـضِ أَفْـئِدَةٍ و جَاءُوا
يَـبِـيـعُـونَ الْـحَـيَـاةَ لَهُ كِرَامًا
* * *
أَيَـا أُمَّـةَ الـهـادي دَعَـاكِ مُـحَمَّدٌ
أَبَـى الـلَّـهُ إلا أن تَـقُـودِي بنُورِهِ
و أَنْ تَـرْفَعِي مِنْ خَيْرِ هَدْيٍ و رَحْمَةٍ
فـإِنْ تُـدْرِكِـي ذاكَ الـمقامَ تُوَرَّثِي
إِمَـامِ الْـهُـدَى أَصْلِ الكَرَامَةِ و العُلَا
هُـوَ الـكَـرَمُ الفَيْضُ المُتَوَّجُ بالنَّدَى
و بَـشَّـرَ بـالـنـصرِ المُبِينِ لأُمَّةٍ
فـأَحْـيَـتْ به الدنيا جميعًا و طَهَّرَتْ
و ضَـلَّ أُنَاسٌ عن ضِيَاكَ و أَحْجَمُوا
ولَـوْ أَنَّـهُـمْ جاءوكَ يا خيرَ مُرْسَلٍ
فـيـا أُمَّـةَ الـهادي أَفِيقِي و أَقْبِلِيو أَبْـصَـرْتُ الـسَّـمَاءَ تَفِيضُ نُورَا
فَـمَـا عَـرَفَـتْ لَـهُ الـدُّنْيَا نَظِيرَا
بِـأَرْضٍ كَـمْ تَـحَـمَّـلَتِ الشُّرُورَا
عَـلَـيْـهَـا سَـاعَـةٌ مُلِأَتْ حُبُورَا
أَتَـانَـا الـنَّـصْـرُ فِي صُبْحٍ بَشِيرَا
أَبَـوْا إِلاَّ هُـدَاهُ لَـهُـمْ نَـصِـيـرَا
و ذِكْـرُ الـلَّـهِ يَـمْـلَأُهُـمْ سُرُورَا
فَــأَيَّـدَهُـمْ و زَادَهُـمُ ظُـهُـورَا
* * *
إلـى الـعِـزَّةِ الشَّمَّاءِ مَعْنًى و مَظْهَرَا
و مِـنْـهَـاجِـهِ الـدنيا عَلِيًّا مُطَهَّرَا
و عَـدْلٍ و إحـسـانٍ لِـوَاءً مُظَفَّرَا
بِـسِـرِّ الحبيبِ الأرضَ بَرًّا و أَبْحُرَا
أبـى اللهُ إلا أن يَـسُـودَ و يَـظْهَرَا
هـدى لِـسَبِيلِ النورِ بالرَّحْمَةِ الوَرَى
أَتَـتْـهُ فـأحـيـاها و زَكَّى و طَهَّرَا
نـفـوسـا تَـمَـنَّتْ بالحبيبِ تَطَهُّرَا
عـن الـخـيـرِ جهلا مِنْهُمُ و تَكَبُّرَا
لَـغَـيَّـرْتَ ما أَرْدَى النفوسَ و غَيَّرَا
على اللهِ صِدْقًا و انْفُضِي سِنَةَ الكَرَى !