وطن الألم

خلف دلف الحديثي

ابن الفرات العراقي

[email protected]

    الأستاذ طلال سالم نايل لك مدارُ الأفقِ وحسرةُ العودة :

قـلـبـي  بـمـعركةِ البقاءِ لِواءُ
نـثـرَتْ حنايا الروحِ فيه iiشهيقُها
والـصـمـتُ لملمني بكفِّ iiزمانِهِ
وأراقَـنـي  لهبُ المسافةِ iiفاكتوَتْ
لـغـتـي مواجعُ كلِّ نفسٍ iiأُتْلِعَتْ
يـا  وجـهَ حزني يا رفيقَ iiمآتمي
خـطوي  مآسٍ بل وخطوُك iiقصةٌ
مـاذا أغـنّـي والـسماءُ تكوّرَت
والأرضُ  صارتْ مهرجانَ iiأزاهرٍ
وسـمـاءُ  حزني أمْطرَت iiأنْفاسُها
ويـدي ارتـجافٌ بعثرتْها iiشهقتي
فـألـوذُ  بالصمتِ العميقِ iiيهزّني
وتصيحُ يا عصْفَ اللهيبِ iiقصائدي
أنـا يـا صديقي زهرةٌ فاحت iiدَماً
وطـنٌ  من الألمِ الممضِّ iiجوانحي
أنـا  ضـائـعٌ ومضيَّعٌ في سُكرةٍ
ولـقـد  رأيـتُك يا صديقي ما أنا
أنـا ضائعٌ وكؤوسُ موتي iiأُترِعَت
دعـنـي إليك أزفُّ وجْدَ iiمواجعي
دعـنـي مآسٍ تستريحُ من iiالأسى
أنا وردتي انكسرَتْ وضاعَ عبيرُها
وحـدي أُهَـدْهِـدُ ليلتي iiمتأرْجِحاً
خـبَّـأت  فيها روحَ أنفاسِ الهوى
جـذري  زرْعْـتُ بكلِّ حبةِ iiرملةٍ
أنـا  شـلـتُه بدمي حكايةُ iiعاشقٍ
مـكـبـوتةٌ ناري بضلعِ iiمواجعي
عـبـثـاً أحـاولُ يا صديقي مرَّةً
سِـتٌّ  ونـاري أَعْلنَتْ بي iiوَقدَها
وصـحـائفي سُرِقَتْ وأُفْسِدَ iiلونُها
سِـتٌّ مـفـاوِزُنـا تـلوكُ شبابَنا
سِـتٌّ  ونـيـرانُ الـبلادِ iiنلوكُها
ويـروعُـنـا  أنَّـا جَـهِلنا أمرَنا
سِـتٌّ  مـقـاتلنا يُضَاعَفُ iiجزُّها
سِـتٌّ وأعـباءٌ على عبءٍ iiطغَتْ
سِـتٌّ وحـشرجةُ الصدورِ iiمناحةٌ
سِـتٌّ نـهـاراتـي مواجعُ iiلوعةٍ
والـذلُّ  يـعـصرُ أنفساً ثقلَتْ iiبهِ
وطـنٌ  جـزوْهُ بـكـلِّ شرٍّ سادةٌ
وجـسومُنا  اضطلعَتْ بقيدِ iiهوانِها
سِـتٌّ  وأنـفـاسي تُسابِقُ iiجريَها
وحملْتُ عشقي كنْتَ مثلي iiصاحبي
مـا أطـفـأتْ نـارُ التغرُّبِ نارُه
هـذي  دمشقُ تلوحُ فيك iiخطوطُها
تـعِـبٌ فـملءُ ثيابِ روحِكَ لهفةٌ
وبـجوفِ صدرِك أوْغَرَتْ iiمكبوتةً
والـذكرياتُ  شريطُ حزنٍ iiصاغَها
فـحذارِ أن تُرْخي يديك من iiالأذى
ثـبِّـتْ  خطاكَ فأِنْ عَلتْ iiنيرانُها
شرَفٌ تخوضُ غِمارَها صلْدَ iiالقوى
عُـقـبى النضالِ مفازةٌ نحو العلى
سِـرْ فـي طريقِكَ فالرجالُ iiمعادنٌ
واشْـدُدْ خـطـاكَ ولا ينلْكَ iiمُثَبِّطٌ
لـم  يَبْقَ شيءٌ فالطريقُ iiتقاصرَتْ
دعـني  أغرِّدُ في رياضكَ iiشاعراً
مـهما اكتويْتَ وغالَ دربَكَ iiموغِلٌ
يـاشـاعـري خذني بثغرِكَ iiلثغةً
فـمـتى  تَمَخَّضُ في بلادي iiثورةٌ
ومـتى  يصيحُ الصورُ يُعْلِنُ iiبدءَهُ

























































وفـمـي إلـى نزفِ الحنينِ iiغناءُ
ونـجـيعُ حزني في الظَّلامِ ضِياءُ
وتـنـفّـسـتْ بين العروقِ iiذُكاءُ
روحي .وفاضتْ في السطورِ iiدِماءُ
وبـهـا تـسافرُ في المدى iiالأنباءُ
يـا  غـابـةً فـيـها يضيعُ iiنِداءُ
تـعـبَـتْ  ويحدو بالطِّماحِ iiحُداءُ
بـهـمـومِـنا والدربُ فيه iiبُكاءُ؟
وبـهـا  تـتـيهُ الوردةُ iiالحمراءُ
شـعـراً.فـراقَ على الشفاهِ iiثَرَاءُ
ودمـي إلـى لونِ الحروفِ iiكِساءُ
وجـعـي وتحرقُ أسطري iiالآراءُ
وتـضـجُّ بـي من صوتِها iiأشياءُ
وتـكـالـبَـتْ في نهبِها iiالأرْزاءُ
والآخـرونَ  تُـذِلُّـهـم iiخَضراءُ
حـمـراءَ عـنـها كم يغيبُ iiنَقاءُ
ألـقـى  ,وكـلُ زمـانِـنا iiبأساءُ
وجـعـاً.وشالتْ خُطوتي iiالأصداءُ
وعـلـى رُبـاك حـدائقٌ iiسجواءُ
لـتـمـوتَ فـي الـلكنةُ iiالربداءُ
وبـكَـتْ على صلواتِها iiالصَّحْراءُ
وثُـمـالـتي  انهرَقَتْ وخانَ iiأداءُ
وسـكـرْتُ  في نخبي وعزَّ iiهناءُ
مـاغـابَ  عـنـها والبلادُ iiتُساءُ
والـريـحُ  حـولي والمدى قفراءُ
وبـخـاطـري تـتجاوبُ iiالنكباءُ
أنـسـى وبـيـتي شهقةٌ iiخرساءُ
والأرضُ تـغـلـي والدنا iiسوداءُ
عَـسْـفـاً.وعاثَ بحرفِها iiالدُّخلاءُ
والـبـيـدُ والـضـرَّاءُ iiوالبلواءُ
وجـريـمـةٌ بـجـريـمةٍ وبلاءُ
وتـلـقَّـفَـت  حـالاتِنا iiالزُّعماءُ
والـحـاكـمون على العِدا iiرحماءُ
فـيـنـا .وأوْلـمَ مـوتَنا iiالسفهاءُ
وتـقـيَّـأت أكـدرَانـا iiالصُّعداءُ
والـوالـغـونَ  مـدافـنٌ iiغَبْراءُ
وتـأرجـحـت بـحياتنا. الأعْباءُ
وعـلـى صدى الأنَّاتِ فيه iiأفاءوا
وتـحـامـلـتْ  أعباءَها الحوباءُ
ويـشـدُّنـي  فـي قـيدِهِ الإقواءُ
داءً .وأحـلـى مـا يـكونُ iiالداءُ
فـتـكـلَّمَتْ  بجوارحي الرمضاءُ
والـيـاسـمـيـنُ  وخاطرٌ iiبكَّاءُ
والـقـلبُ  يشخَبُ والعروقُ iiنِداءُ
أنـفـاسُ  صبرِكَ واغتلت شحناءُ
حـرفٌ.تـلـمْـلِمُ نزفَها iiالشُّعراءُ
أمّـا  الـحـيـاة وإمّا ميتةٌ iiعلياءُ
حـتْـمـا. ستبرُدُ تحتك iiالرمضاءُ
مـتـفـانـيـاً يـسمو لديك iiإباءُ
ويـغورُ  عن هذي الربى iiالسُّفلاءُ
مـهـمـا  تـقوَّل حولك iiالسُّفهاءُ
فـيـمـا  يرومُ ولا يسوءْك iiدهاءُ
خُـطـواتُـهُ ,وتـزغْرِدُ iiالهيجاءُ
لِـتُـذيـعَـهُ  فـي أهلنا الأرْجاءُ
سـتـهـزُّهُ  فـي جمرِها iiاللأواءُ
لِـتَـرُشَّـنـي أمطارُكَ الخضراءُ
لـتـزاحَ هـذي الطغمةُ iiالنكراءُ؟
ويـتـمُّ عـن بـلدِ الرشيدِ جلاءُ؟