إلى الثالث الميمون
20تشرين12007
د. حيدر الغدير
إلى الثالث الميمون
د. حيدر الغدير
"إلى الثالث الميمون الذي سينقذ القدس من الاحتلال اليهودي، كما فعل من قبل الفاتحان العظيمان: عمر بن الخطاب الذي أنقذها من الاحتلال الروماني، وصلاح الدين الأيوبي الذي أنقذها من الاحتلال الصليبي، إليه وهو من ترقبه الأمة بإجلال واشتياق، وقد صار لها سري رؤاها، ونجي مناها، وحلمها الدائم".
رحـلـت ولـم أركـب فضاء ولا أجـوب فجاج الغيب أستصحب المنى مـطـايـاي أحلامي وبيض خواطري أروح لـوعـد شـائـق حـان وصله وقـد تـسـنـح الآمـال حتى إخالها وتـسـألـنـي الأفـلاك عـما أريده وحـتى تراني الشمس في الناس حادياً أريـد الـفتى الآتي على صهوة الردى يـحـرر أقـصـاهـا ويحمي ذمارها هـو الـثـالـث الميمون والله صاغه أمـانيه "محض الرشد في محض قدرة" إلـيـه ومـنـه الـيوم وهج قصيدتي هـو الـغـيث حنت كل أرض لسكبه سـلـيـل الـعـلا مذ كان وهو نجيها * * * سـلـيـل الـعـلا إن الشجاع إذا همّا وسـار إلـى حـيـثُ الـحفاظُ يحثّهُ يـزيـد عـنـاداً كـلـما الخطب نابه وأنـت شـجـاع والـلـيـالي شواهد وأبـصـرن مـقداماً يرى العجز سُبةً * * * سـلـيل العلا في القدس تعبث عصبة وفَـيـنـا لـهـم دوماً فخانوا عهودنا تـداعـوا إلـى القدس التي نحن أهلها أتـوهـا نـفـوسـاً كـالحاتٍ دميمةً فـيـا ويـحـها تصلى بنيران بطشهم تـنـادي عـلـيـنا راعفاتٍ جراحُها ألا مَـنْ مُـجـيـري؟ مَن هُمامٌ فؤادُه؟ ويـعـلـو بـه حـتـى يصير فجاءة ونـادت مـع الـقـدس الأسيرة صبية ونـادت مـحـاريـب ونـادت قوانت * * * ودارت عـيون الناس تستشرف المنى فـكـنـه، تـكـن لـلقدس أروع مفتد وإن لـنـا فـي الـقـدس يوماً مظفراً ولابـد أن يـأتـي فـفـي الآي وعده وفـيـه سـتـعـلو في فلسطين راية * * * فـلـسطين –مذ كانت- لنا، نحن أهلها حُـمـاةً وأجـنـاداً وسـيـفاً وأدرعاً نـمـتـنـا إلـيـهـا ألف قربى نبيلةٍ مـلأنـا ربـاهـا نـخـوةً ومـروءةً وإيـمـان شـجـعـان وزهو عروبة * * * ونـحـن ذووهـا قـد سـقـينا أديمها بـنـيـنـا عـلاها، "والقنا تقرع القنا حـضـارتـنـا فـيـها أجلُّ من العلا تـتـيـه بـهـا الأسـفار وهي حفية وسـلْ قـدسـها عنا وسلْ كل منصف * * * ونـامـت بـهـا مـنـا جدود كريمة وأقـسـم إن الأرض فـيـها جسومهم ولـكـن شـذاها والندى بعض حسنه جـدودي تـراب الأرض فـهي نفائس وبـاقـيـة فـيـهـم تصول وتزدهي * * * يـقـول رفـاقـيـ: إنـه حُلْمُ شاعرٍ حـقـائـقَ مثلَ الشمس والناس والدنا ونـحـن سـنـبـقى، واليهودُ خُرافةٌ حـقـائـق هـذا الـيوم أحلام أمسنا يـقـولـ: غـدُ الإسـلام مجدٌ مظفرٌ * * * أحـيـي بـأولـى الـقـبلتين عصابةً يـبـاركـهـا الله الـذي بارك الحمى تنادت لتحمي الأرضَ والعرضَ والهدى عـلـى يـدهـا الـيمنى كتاب وسنة أتـت والأمـانـي والـمـنايا وقودها وتـسـتـقـبـلُ الموتَ الزّؤامَ رضيةً كـتـائـب فـيـها ألفُ عمرو وخالدٍ وألـف حَـصَـانٍ تـقـتـدي بسميةٍ يـكـون اسـمها ليلى وإن شئت خولةً رضـعـن لبان الصبر والثأر والهدى وشـيـب وشـبـان وطـفل وصبية عـلـى كـفـهـم مـقلاع داود ظافراً كـأنـهـم الـطـيـر الأبابيل قد أتت وتـسـقـي وسُـقـياها الدماءُ غزيرةً قـذائـفـهـا الـسـجّيل، والله قاذف رأى سـربَـها الباغون فانهار عزمهم سـألت –وقد بادوا- الدنى: أين دارهم؟ وإن حـاك فـيـك الشك فاسأل قريظةً * * * خـلـوت وزارتـنـي الأماني بخلوتي وطـال حـديـث ظـل يـنداح بيننا سـألـت، أجـابـت، ثـم جاء سؤالها متى يرجع الأقصى؟ متى يطهر الحمى؟ سـكـتُّ ولا بـأسٌ ولـكـنْ مـرارةٌ فـأغـلـبـهـا حـيناً وحيناً تؤودني * * * ومـر بـنـا طـيـفٌ ملامحه الرضا فـقـالـ: تـأمـل هـا هناك بشارة تـأمـلـتـهـا حـيـنـاً فكانت ثلاثةً هـنـا عـمـر الفاروق يسجد شاكراً وثـالـثـهـم لـم أبصر اليوم وجهه مـنِ الـثـالـثُ الـميمونُ؟ الله وحده أكـان اسـمـه عـمـراً؟ أكان عبادةً؟ * * * أهـبـت وأحـلامـي عطاش نواظر إلـى الـثـالـث الميمون يزجي كتائباً جـمـعن سري الفضل مذ كُنَّ أسطراً أنـاديـهـ: أقـدم، إن حـولـك أمـةً تـقـدم، وقـيـت السوء، ميدانك الدنا وأدعـيـة مـن كـل تـالٍ وسـاجد * * * سـلـيل العلا كنه، تكن فارسَ الحمى ومـن جـعـل الـرحـمنَ غايةَ سعيه ومـن صـنـع الـجُلَّى غلاباً ونخوةً * * * فـيـا أمـتـي تيهي، ويا مجد كنْ له ويـا أمـةَ الـمـلـيـارِ مليارُ فرحة يـقـلـنـ: لنا النصر المتوّج بالهدى | يماوجزت الدنا لا الظن أرضى ولا حـسـاناً لبسن التوق والشوق والفهما وصـحـبي طيوف لا ترى بينها جهما فـتـأتي غواشي الدهر تصرمه صَرْما أتـتـنـي كـما أهوى فتفطمني فطما فـأهـتـف حـتى أسمع الصم والبكما أهـز مـوات الـحـي والميت قد رمَّا إلى القدس مثل السيف يستأصل الظلما ويـمـحو عن التاريخ والأمة الوصما فـكـان الفتى السباق والهدي والحزما ورايـاتـه الأمـجـاد لم تعرف الغشما وحـب إذا طـال انـتظاري له أرمى هـو الـنـصر لم يعرف أذاة ولا لؤما إذا شـاقـهـا أجـرى مـدامعها سَجْما * * * تـسـامى فجاز الوهن وامتشق العزما ورايـاتـه جـذلـى وأسـيـافه تدمى فـيـغدو به الأمضى ويغدو به الأسمى عـشـقـنك إذ أبصرنك الماجد القَرْما ويـحـتـسـب البلوى فتغدو له غُنْما * * * عـلـى الغدر والعصيان قد نشأت قِدْما وصـاروا لـنـا حـرباً وكنا لهم سلما وفـيـهـم سُـعار كالجنون أو الحمى وأفـئـدةً حـرّى وأغـربـةً عُـصْما فـأيـامـهـا شـكوى وأرجاؤها كَلْمَى ألا مـن شـجاع إن رمى سهمَه أصمى يـطـيـر بـه صـقراً ويطلقه سهما أطـلـت فأعيت إخوة الدرب والخصما وطـفـل رضـيع كابد الجوع واليتما نـريـد خـيولَ الثأر لا النثرَ والنظما * * * تـسـائـل أين الشهم؟ هل جاء أم لّما وكـنـه، تـكـن للقدس فارسها الشهما يـكـون لـنـا عيداً ويغدو لهم شؤما وفـي الـسنة الزهراء والنخوة العظمى عـلـيـها سنا التوحيد صافحت النجما * * * ونـحـن عـمـرنـاها، وكنا لها دوما ونـحـن جـعـلناها على هامنا وشما فـصـرنـا لها الأبنا وصارت لنا الأما وأجـبـالـهـا والـنهر والغور واليما فـطـابـت بـنا أرضاً وطبنا بها قوما * * * دمـاً غـالـياً أزكى من المسك إن نَما ومـوج الـمـنايا" يلطم المعتدي لطما وأبـقـى من الغازي ومَنْ حاول الهدما ويـعـرفـها الثاني ويبصرها الأعمى وسـلْ مـجـدنا سيفاً وسلْ مجدنا علما * * * فـيـا طـيـبَـها قبراً ويا طيبَه نوما وقـد بـلـيـت عظماً وقد بليت لحما يـزيّـنـهـا مـعنىً ويزكو بها رسما وبـاقـون فـيـهـا كالخلود وكالنعمى مـدى الـدهـر ما نادى الإمام وما أمّا * * * فـقـلـت: هبوه نحن من يجعل الحُلْما وقـد شـمـخت هاماً وقد كرمت حِلْما سـتـمـضي وتغدو مثلهم في الدنا ذمَّا وهـا هـو حـلـم اليوم من غدنا أوما سـيـأتـي كـما يأتي القضاء إذا حُمَّا * * * إذا هـي قـالـت كانت العمل الضخما وجـلـت مـقـاديـر الإلـه لها حكما وتـفدي ثرى الأقصى العزيز وما ضمّا وفـي يـدها اليسرى تلاقي القنا الصما يـنـافـسُ فيها العزمُ صاحبَه الحسما وتـسـتعذب الترتيلَ والذكرَ والصوما وألـف هُـمـامٍ يـأنف الذل والضيما وقـد عـشـقـت حب الشهادة أو أسما وإن شـئـتـه هـنداً وإن شئته سلمى فـيا طيب من ربّى ويا طيب من نمّى وفـيـهـم عناد الحر لا يعرف السوما وداود مـنـا، نـحـن مـنه، ولا لوما سـراعـاً تـسـد الأفق تزحمه زحما وتـعـلـو وتدنو تمزج الترب والغيما ومـا أعظم الرامي، وما أهون المرمى وفـروا ومـا اسطاعوا فكانوا لها طعما فـقـالت: مضَوا عني وأوسعتهم رجما وسـل عـاداً الأولى وسل أختها طسما * * * وبـحـت وبـاحـت لا شكاةَ ولا سأما فـأدنى وأقصى الحُزْنَ والعتب والرُّحْما فـكـان سؤالاً يصدع الصخرة الصَّمّا وهـلا وفـيـم الـريـثُ أنّى ألا مما؟ تـجـول بـقـلـبي لا أطيق لها كتما وأهـدأ أحـيـانـاً فـتصدمني صدما * * * وإن عـلـيـه مـن بـشـاشته بَسْما عـلـيها الوعود الخضر ضاحكةً شَمَّا هـم الـنصر لم يعرف خداعاً ولا إثما هـنـاك صـلاح الـدين بالمجد معتما ولـكـنـه بـدر الـسـمـاء إذا نما سـيـأتـي بـه نعمى ويأتي به رغما أنـا لا أسـمـيـه، فـربي الذي سمى * * * إلـى صـانع الجلى إلى كاشف الغمى مـن الـظـفـر الـميمون منثالةً ثَمَّا مـطـرزةً فـي الـلوح مرقومة رقما رأتـك الأبَ الـمـقدامَ والخالَ والعمّا وجـنـدك حتى الريح والنور والظلما وقـد طـهروا روحاً وقد طهروا جسما * * * ومـن آثـر الأخـرى ومن زَمَّها زمّا وأيـقـنَ أن الـنـصـر آت له حتما وصـار لـهـا قِسْماً فصارت له قِسْما * * * سـواراً، ويـا أعـراس كوني له يوما أتـيـنـك سرباً يحشد العرب والعجما فـأمـتـنـا كـالغيث لا تعرف العقما | الوهما