هاتوا الحديد وسلحوا الأسوارا
هاتوا الحديد وسلحوا الأسوارا
أ.د. محمود السيد داود
أستاذ السياسة الشرعية المشارك
بجامعة البحرين وجامعة الأزهر
بإيعاز من الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيونى ، وبناء على الاتفاق الأمنى بينهما ( رايس ـ ليفنى ) فى 16/ 1 / 2009، تقيم الحكومة المصرية ماعرف بالجدار الفولاذى على الحدود بين مصر وقطاع غزة، للمزيد من الضغط على حماس والمقاومة الإسلامية فى غزة، وفى ذلك دعم لسياسة الجدر التى يلجأ إليها اليهود ويشير إليه القرآن بقوله ( لا يقاتلونكم جميعا إلا فى قرى محصنة أو من وراء جدر) الحشر من الآية رقم 14، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
(1) إشارة إلى تحطيم خط
بارليف فى حرب 1973 .هاتوا الحديد .. وسلحوا الأسوارا
وإذا أردتـم .. سـلـحوا أثوابكم
وابـنوا السدود على معابر غزة
وإذا اسـتطعتم أسقطوا من فوقها
ومـن المجامع قرروا منع الهوا
ألا تـمـر عـلـى المقابر نسمة
ألا تـعـيـش بأرض غزة نبتة
ألا تـروا فـى سـاحـة قدسية
هاتوا الحديد .. وسلحوا أسواركم
وإذا ارتـعـدتـم بعد ذلك أشعلوا
يـاغـزة الأبطال ماذا فى الحشا
مـاذا لـديـك مـن العتاد وسره
مـاذا لـديـك وقد رأى أعداؤنا
مـاذا لـديـك وقـد تورم كيدهم
مـاذا لـديـك وقد توقف عقلهم
جمعوا الجيوش لكى يفك أسيرهم
ولـكى ينالوا من "حماس" حياتها
ولـيـسـقطوا بالقهر حكم "هنية"
فـاستخدموا فى الرمى كل محرم
لـكـنـهم فشلوا .. وخابت دولة
لـكـنهم عجزوا .. وخابت أمة
تـاقـوا إلى سفك الدماء فأشربوا
ظـنـوا بـأن الكون رهن إشارة
هاتوا الحديد .. وسلحوا أسواركم
لن يهدأوا .. لا .. لن يقر قرارهم
حـتـى يروا جدرا تؤمن خوفهم
واليوم وا أسفى .. بمصر جدارهم
مـصر التى أهدت شقائق دربها
مـصـر التى حظيت بكل نفيسة
مـصر التى سادت وساد شبابها
الـيـوم وا أسفى .. وضدك غزةَ
شـدت حـبال الموت فوقك غزة
مـا هـذه أرضى وما هى تربتى
مـاهـذه أرضـى ولا بـكنانتى
مـا هـذه بـلدى وما هى بالتى
مـا هـذه مصرى وما هى بالتى
مـا هـذه بـلدى .. تغير دورها
لا تعجبوا من مصر .. إن رجالهاوابـنـوا لـكل الخائنين جدارا
وبـكـل عـين سلحوا الأشفارا
وانـووا لها طول السنين حصارا
شـمس السماء وبعثروا الأقمارا
مـن أن يمس الغصن والأشجارا
فـتـمس فى بطن الثرى أحرارا
فـتـبـث فى أنقاضها الأزهارا
تـدعـو إلـى قذف العدا أحجارا
فـلـقـد رأيـتـم ماردا جبارا
فـى نـفـس كل الخائفين النارا
مـاذا لـديـك يـزلزل الأقطارا
مـاذا ؟ وقـد فضح العدو نهارا
عـنـد القذائف بالحصى أسرارا
وجـنـوا بـه فى العالمين العارا
لـمـا رأوا مـن غزة الإعصارا
ولـكـى يفتوا العزم والإصرارا
يـسـتأصلون الطهر والأطهارا
ويـحـكـموا من بعده الأشرارا
وبـرمـيـهم ملأوا السما أمطارا
قـامت على نهب الحقوق جهارا
قـامـت تـرد لـربـها الأقدارا
بـالـذل من كأس الردى أنهارا
فـإذا الـمـكـون فـوقهم قهارا
لا تـتـركوا جند اليهود حيارى
سـتـظـل شاخصة لهم أبصارا
ويـرون مـن بعد الجدار جدارا
مصر التى قد هدت الأسوارا(1)
روح الـكـفـاح وبثت الأنوارا
وحـضـارة تـتجاوز الأعمارا
لـمـا بـدا فـوق الـتتار تتارا
نـهـضت لتركب مصرنا التيارا
لـم تـرع فـيـك قرابة وجوارا
إنـى أرى غـيـر الغبار غبارا
أرض الـكـنـانة تلفظ الأقذارا
يـطـوى الورى فى حبها أسفارا
ذكـرت بـوحى المرسلين مرارا
وهـل الـزمـان يغير الأدوارا؟
حـيـن المكاره يودعوا الأغوارا