قَمَرُ الأنبياء
د. محمد ياسين العشاب - طنجة/المغرب
[email protected]قـمـرٌ فـي السماء يسطعُ فردا
مـلَأَ الأفـقَ بـهـجـةً وبَـهاءً
قَـبَـستْ منه الأنجُمُ الزُّهْرُ نورًا
مـا خـلاَ منها الأُفْقُ يومًا ولكن
فـإذا زَانَـتِ الـقـلـوبَ بأَنوَا
فـإذا الـكـوْنُ بـعدَ ليلٍ طويلٍ
* * *
كَـوْكَبُ الحُسْنِ أحمد الخيرِ فاسْعَدْ
مـلأ الـحـبُّ بـالحبيب فؤادًا
صَـلِّ يـا ربـنـا عـليه وسَلِّمْ
* * *
قـمَـرٌ لـو تَـجَـرَّدَ الكون يوما
فـالثرَيَّا في الأُفْقِ والكوكبُ الدُّرِّ
هُـوَ هادي الحياةِ إن هِيَ ساَرَتْ
وهُـوَ الـسِّرُّ إن بدا أشرق المَجْ
وإذا الأرضُ عـن سَـنَاهُ تَخَلَّتْ
أَيُّ بـدرٍ هـذا ؟ وأَيُّ سـنـاءٍ
* * *
مَـنْهَلُ الخَير أحمدُ الخير فانْهلْ
إنَّـمـا حُـبُّـهُ زَكَـاةٌ و طُـهْرٌ
صَـلِّ يَـا رَبَّّـنَـا عَـلَيْهِ وَسَلِّمْ
* * *
قَـمَـرٌ كَـمْ سَبَى القلوب وأَحْيَى
كَمْ رَََوَى الأرضَ بالهُدى فاطمَأَنَّتْ
عَـجَبٌ أن يُضيءَ وَجْهٌ حَزِينٌ!
رَغـبـتْ عـنـه أُمةٌ رَوَّعَتْهَا
وأَبَـتْ أن تـنـالَ مـنه رَجَاءً
قَـمَـرٌ سـاطِـعٌ ووجهٌ حَزينٌ
* * *
مَـشِرِقُ النور أحمد الخير فارْجِعْ
واقْـبـسِ الرُّشْدَ من سَناهُ وأَقْبِلْ
صَـلِّ يَـا رَبَّـنَـا عَـلَيْهِ وَسَلِّمْمـا عَـهـدنـا لـنوره الفرْدِ ندََّا
وجَـلاَلاً مـع الـجـمـال تَبدَّى
زادهـا طولَ الدَّهرِ حُسْنًا وسَعْدا
عَـلَّـمَتنا مِن بَذْلِهَا النورَ رِفْدَا 1
رٍ قَـصـدْنَـا بـها البَرِيَّةَ قَصْدَا
عـانَـقَ الفَجرَ وارتدى منه رُشْدا
* * *
يـا مُـحِبَّ الحبيب بالنور أشَْرَقْ
زاَنـهُ الـنـور بالحبيب فَأشرَق
مـا بَـدَا النور في سمانا وأشْرَقْ
* * *
عـن سـنَـاءٍ من نوره لَتَرَدَّى 2
يُّ مـن ضـوئـه الفَريدِ استَمدَّا
بـضِـيَـاهُ الـمُبينِ عدلاً ورُشدا
دُ وإن غـاب لـستَ تُبصِرُ مجدا
سَـرَقَ الـلَّـيلُ صُبْحَها واسْتَبَدَّا
مـا وَجَدْنَا لفَيْضِهِ الغَمْرِ حدَّا ! 3
* * *
مِـنْ نَـمِـيـرٍ بـكل خيرٍ تَدَفقْ
إنَّ حـبَّ الـحـبيب فَيْضٌ تَدَفَّقْ
مـا هـمَـا الغيث بالمُنى و تَدَفَّقْ
* * *
بـضِـياهُ الدنيا وأًَعطَى و أَهدَى
إنَّ هَـدْيَ الحبيب للأرض أَهْدَى
يَـحـمِـلُ الـهمَّ في سناهُ ووَجْدَا
ظُـلُـمَـاتٌ ، وعَـذَّبـتْهَا عَمْدَا
جُـعِـلَـتْ دونَـهُ حِجَابًا و سَدَّا
سَـاءَهُ أن يـرى الـبريَّةَ ترْدَى
* * *
يـا عَـنِـيـدَ الـحِجَا لنورٍ تَأَلَّقْ
كـلَّ يـومِ عـلـى ضـياءٍ تَأَلَّقْ
مـا سَـمَا البدرُ في العُلا و تأَلَّقْ
اللغة
(123) اَلرِّفِد : العطَاء.
(124) تَرَدَّى : هَوَى وسَقَط، ومن ذلك قوله تعالى في سورة الليل : " وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى" .
(125) الغَمْر: الكثير .
(126)
النَّمير: اَلزاكي الكثير ، والمراد هنا الْمَنهل العذب الكثير الماء.