خانة الذَنَب !
01أيلول2007
أيمن كمال
أيمن كمال
| "الـخـيـلُ والـليلُ" ما دانا لمُنتَحِبِ تـضـاحَـك الـقومُ لمّا جئتُ أُنشدهمْ كـأنـنـي جـئت واللاهون منطقُهم * * * قـصـائـدُ الفخرِ لو قيلت بنا اتُّخِذت يـظـنـها المرءُ صوتاً زائفاً وصدىً تـرحّـل الـفخرُ عن أبياتها ، وغدت بـهـا الـخـيـالاتُ والأوهامُ مُمطِرةٌ أجـاد قـائـلُـها حَجْبَ الأسى ، ولكَمْ لـو أنّ قـائـلَـها قد عاش في زمني لـمـا كـفَـتْـهُ مَراثي الشعر قاطبةً * * * تـأنّ يـا فـخـرُ ، ما عادت دفاترُنا ولا تَـسـطَّـر فـيـها إلا بوحُ أغنيةٍ كـأنـمـا الـخزيُ قد صارت له معَنا سـطـورُهـا اليوم لا تحكي بأحرُفِها وعـن تـمـاثيلَ لم تَعزفْ على وترٍ وعـن كـواكـبَ خـانـتها سواحلُها وعـن قـنـاديـلَ لم تُشرقْ على قممٍ وعـن بـسـاتـيـنَ لم تَحملْ سنابلُها وعـن كـثـيـرِ أسـىً ما خطَّه قلمٌ * * * عـلامـةُ الـذلِّ أن تـبقى حضارتُنا وأن نـسـابِـقَ فـي مـضمارنا أُمماً نـقـارعَ الـذّنـبَ بعد الذّنبِ يُسْكرنا سـلاحُنا الرقصُ ، لا سيفٌ نُخيفُ به نـردَّ بـالـصـمتِ إذ مات الإباءُ بنا ولـيس بالصمت يأتي النّصر في زمنٍ * * * تـأنّ يـا فـخـرُ ، هذا ما أجبتُ به ولـيـتـنـي صـغتُ بالأفراح أغنيةً ومـا تـغـنّـيْـتُ بالأحزان أحسبُها ولـيـتـني حُزْتُ ما يُغري مشاعرَنا | و"السيفُ والرّمحُ" ما عزّا بمُنسَحِبِ (1) بأنّ في السيفِ ما يُغْني عن الكتبِ (2) تَـنَـحّ يـا جِـدُّ ، هـذا الوقت للّعبِ * * * حـروفُـهـا البيضُ بالتزييف والكذبِ مـن الـخيالات في لاميّة العربِ (3) بـحـورُها اليوم لحناً غيرَ ذي طَرَبِ ولـيـس للحقِّ في الأبيات من سُحُبِ تـمـيَّـز الـعُرْبُ في أنشودة الحُجُبِ وشـاهـد الذلَّ – لمّا حلّ – عن كَثَبِ ولا ادّعـى الـفخرَ بين السادةِ النُّجُبِ * * * مَـحـاضنَ العزّ كالماضي من الحِقَبِ تَـراقصَ الخزيُ في مضمونها الخَرِبِ مـزاعـمُ الـقُـرْبِ أو أكذوبةُ النّسَبِ مـعانيَ الفخر ، بل تحكي عن الجَرَبِ لتُطربَ الكونَ ، لم تَرقصْ على الشُّهُبِ وهدّها الجَدْبُ بعد الماطر الوَصِبِ (4) لـيُـسْـتـضـاءَ بها في ظُلْمة النُّوَبِ سـوى الـجراحات بعد التّينِ والعنبِ بـصـفـحة العُرْبِ إلا جفّ من تعبِ * * * حـبـيـسـةَ الهمّ بين النار والحطبِ فـنـسـتـطـيبَ بِسُكْنى خانةِ الذَّنَبِ فـإن طـغى الذّنبُ لم نخجلْ ولم نَعِبِ عـدوَّنـا غـيـرَ أسيافٍ من الخَشبِ ونـطلبَ النصرَ من أحضانِ مُغتصِبِ بـه الـمَـدافعُ قد أغنتْ عن الخُطَبِ * * * ولـيـتني صرتُ في قبري ولم أُجِبِ ومـا تـراقصْتُ في ألحان مُضطرِبِ ذريـعـةَ الـقلب كي ينجو من الكُرَبِ بـأن نـفـاخـرَ أنّـا مِن بني العَرَبِ |
مجاراة للشاعر ماجد الغامدي
تولَّ يا فخرُ !!
| تـولَّ يـا فـخرُ ما عادت مفاخرُنا كنّا ..وكُنّا ..! ولكن هل ترى أَثَراً؟! نـامَ الـرجالُ ..أفاقوا عندما انقلبَت صِـرنـا غُـثـاءً فلا أرضٌ تؤملُنا بـل مـن عُـصـارةِ أشلاءٍ ممزقةٍ صِـرنـا رُعـاعـاً وكُنّا سادةً نُجبا تـولّ يـا فـخرُ لا يخدعكَ مظهرُنا تـولَّ يا فخرُ لا يُغريكَ مَن شمخوا نـقولُ سوفَ..وما جدوى الوعيد إذا لـم نعتبر إذ تمطّى الغربُ صهوتنا سـوى الـهـوانِ وقـد نِلناهُ مفخرةً فـقـادةُ الـعُربِ معهم هرولوا عَبَثاً فـإن أصابوا..ألم نجري لكم معكم!؟ هـيَ الشعوبُ لكم..والأرضُ ملككمُ إن قـامَ فـيـهم كسيرٌ ..شَلَّ منطقَهُ تـأنَّ يـا فـخرُ هل تؤوي جنازتنا تـأنَّ كي تُبصرَ الأحرارَ في قفصٍ لا تـنـتحب ودعِ الثكلى لِحسرتهم تـولّ يـا فـخرُ ..حاول أن تُسابقنا فـهـل تـشـاركُ قوماً في تشتتِهم وقـد أَقـمـنـا قروناً في مواجعِنا فـاظـفـرْ بنفسِك لا فخرٌ يليقُ بِنا وقـل إذا سـاءلوك الناسُ عن خبَرٍ | إلاّ الـخـرافاتِ من لهوٍ ومن طَرَبِ غـيـر الرمادِ من الأجسادِ والحَطب محاورُ الأرضِ..ولّى عصرُنا الذهبي خـيـراً ولا وبلُنا من ديمةِ السُحبِ هـي الخبالُ وقد سيمت على اللهبِ كُـنّـا قـياماً وأصبحنا على الرُكبِ فـقد تُصيبكَ عدوى الجُبنِ والجربِ فـقـد تـهاووا من العلياء كالشُهبِ كـان الـوعيدُ من التخدير والعتبِ بـل قـد عـدونا لِدعواهم بِلا سببِ فَـلـتـعجبوا إنني في غايةِ العجبِ بـدربِـهم..ثم لم يجنوا سوى التعبِ وأن تـردُّوا..فهذا شعبُنا العربي!!! ولا نـريـدُ سوى عرشاً من القُببِ خـوفٌ.! وما قيمةُ التنديدِ والخُطبِ لـم يـبقَ منّا سوى تمثالِنا الخشبي ..لـكـي تراهم بدارِ الذُلِّ عن كثبِ فـقـد بـلـغنا نواحاً ألفَ منتحبِ وهـل تـدانـي فِـراراً أُمةَ الهَرَبِ فـنـحـنُ ما بينَ مغبونٍ ومغتربِ وتـلـكَ آلامُـنـا تنهالُ من حِقبِ فـنحنُ لا رأسُ..بل يا فخرُ كالذنبِ أقـمتُ فيهم ..وماتت أُمةُ العربِ ! |
