أَبَا جِهَاد!
25آب2007
د.عدنان النحوي
رثاء الأخ الكريم الشاعر
الأستاذ يوسف العظم رحمه الله
|
الأستاذ يوسف العظم رحمه الله |
د.عدنان علي رضا النحوي |
| أبَـا جـهـادٍ ! ومَـا زالـتْ لَنا أَبدا رَحَلَتَ ! ويْحِيَ ! والأشواق ما بَرِحَتْ كَـمْ نَـدْوةٍ طَـلعتْ كانتْ تفيضُ بها رَفَّـتْ مـع الـعُمر ذِكْرى لا تُفارِقُنا مَـهْـمَـا تَنَاءَتَ بِنَا السَّاحَاتُ كانَ لنَا * * * رَحَلْتَ ! ويْحِيَ ! والسّاحاتُ ما بَرِحَتْ أيُّ الْـمـيـاديـنِ لَـمْ تَرْفَعْ مَنائِرها تَـلـفّـت الشِّعْرُ ! والأحْزانُ بَاديةٌ تِـلْـكَ المَنائِرُ كَمْ دَوّتْ وكَمْ صَدَحَتْ تَـلَـفّـتَ الـمَسْجِدُ الأقْصى وَسَاحَتُهُ يُـعـيـد كُـلَّ قَـصـيـدٍ في تَلَفّته كَـأنَّـه طَـافَ في الآفاق يَنْشُرُ مِنْ يُـعَـلِّـمُ الـنَّـاسَ هَدْيَاً مِنْ رِسَالتنا * * * ذِكْـرَى قُـسَـنْطِيْنَةٍ مَا زَالَ يُرْجِعُهَا كَـمْ نَـدْوةٍ جَـمَـعَتْنَا فيه وانْطَلَقَتْ وَمِــنْ نَـداوةِ أَحْـنَـاءٍ وَأَفْـئِـدةٍ وَمِـنْ صَـفـاءِ يَـقـيْن مُلْهَمٍ دَفَعَتْ هُـنـاك طَـابَتْ لنا الُّلقْيَا وكُنْتَ لنَا * * * أبَـا جِـهادٍ ! رَحَلْتَ اليومَ ! واحزناً وغِـبْتَ ! واهاً ! ويا لَهْفَ الأحِبّة يَا يَـا ربِّ فَـارْحـمْهُ واجْعَلْ قَبْرَهُ أَبَداً | ذِكْـرى أُخَـوّة إيـمانٍ وصِدْق هُدى تُـغـنـي جَوارِحُنا من فَيْضها مَدَدَا مِـنْ طِـيـبِ لُقْياكَ أَنْساماً لنا ونَدى غِـنـىً وَتُرْجِعُ مِنْ طِيبِ الِّلقا رَغَدا حَـبْـلٌ مِـنَ الدِّيْن يُغْني بالوفاءِ يَدا * * * تَـدْعُـوكَ يا فارس السّاحات أَنْ تَفِدَا عَـزْمَـاً وكـان وفـاءُ الـعَزْمِ مُتّقدا عَـلَـيْـه يَدْعُوكَ ! هلا قَدْ أجَبْتَ نِدَا بِـشَـاعِـر القُدْسِ يُوفي كُلَّ مَا وعَدا وَبَـيْـنَ أَرْجَـائِـه بالذّكْريات صَدى كَـأنَّـمـا الـشِّعْرُ هذا اليومَ قد وُلِدَا حَـقٍّ وَيُـحِْـييَ مِنَ الآمالِ مَا هَمَدَا دِيْـنـاً أَبَـرَّ وحَـقّاً في الورى خَلَدَا * * * نَـادٍ أَبَـرُّ وصَـفْـوٌ عِـنْدَهُ احْتَشَدَا رَوائـعُ الـشّـعْرِ تُغْني كُلَّ مَنْ نَشَدا هَـبَّـتْ نَـسائِمُ تُحْيي العَزْمَ والسَّدَدَا رَوائِـعَ الـفِـكْرِ هَدْيَاً عَزَّ واقْتَصَدَا أَخـاً رَضَـيَّاً وَكُنْتَ الصَّاحِبَ الغَرِدا * * * يُـصَـدِّعُ الـقـلْبَ والأحْنَاءَ والكَبِدَا أَسَـى الصِّحَابِ ! صَفِيٌ غَابَ وافْتُقِدَا رَوْضَـاً نَـدِيّاً وفي الجَنّاتِ مَا قَصَدا |
