كلمات أخيرة للملك

كلمات أخيرة للملك

صلاح أحمد عليوة

مصر/ هونج كونج

[email protected]

" لا..  أنتِ لا تدرينَ كم أنتِ جميلةْ"

أو هكذا قلتُ

لأمضي

في طريقٍ

هائلِ الأحزانِِ

مكتفيا بأوهامي

و أحلامي القليلة

و برغم أني

مذ رأيتكِ

كنتُ أدري

أن جدرانَ قلاعي

سوف تهوي

أن تلك النظرةَ الحوراءَ

سوف تقودني

لمهالكٍ

بمسالكِ الحزنِ الطويلةْ

وبرغم أني

كنت أدري

أن أقوامي ستهجرُ ساحتي

و بأن أطيارَ الغناءِ

ستبرحُ الأغصانَ...

أن رعونةََََ الصمتِ

ستربضُ فوق أشجارِ الخميلةْ

و بأنني سأزولُ عن قصري

و مجدِ ممالكي

لأهشَ في الوادي

على قطعانِ حِملاني

و أغنامي الهزيلة

" لا .. أنتِ لا تدرينَ كم أنتِ جميلةْ"  

قد كنتِ تخفينَ المكائدَ

تحت رمشٍ ناعسٍ ...

من تحت صمتٍ

مترعٍ ببراءةِ الحملِ الخجولة ْ

و برغم أني قد تصفحتُ

تواريخَ الغوايةِ

و استمعتُ لنصح قيصرَ

بعد قيصرَ

حينما انزلقوا لأعماق الهزائم ِ

مترعين بسحرِ كأسٍ

من زجاجات كيلوباترا الوبيلةْ

و كأنني أنساقُ نحو مصيريَ المحتومِ

فوق أكفِ أقداري

لأهوي في شباكٍ من نواياكِ

أسيراً ...

ليس لي في الأمر حيلة.  

" لا .. أنتِ لا تدرينَ كم أنتِ جميلةْ" 

فإليك ما جمّعُته في رحلتي

بعد ارتحالي في بحارِ الليلِ ..

من بعد انتصاراتي المجيدةِ

و انكساراتي النبيلةْ

إني أراها الآنَ

أطيافَ سرابٍ..

ترهاتٍ ..

سوف تهوي

فوق كفيكِ رماداً ..

بعضَ أحجارٍ

و أصدافٍ قليلة