جيل القرآن
جيل القرآن
يحيى بشير حاج يحيى
عضو رابطة أدباء الشام
(بمناسبة تكريم الفتية الذين أتموا حفظ كتاب الله)اُتـلُ الـكـتـابَ عـلى مَدى الأزمانِ
تـاقـتْ قـلـوبُ الـعـالـمـينَ ِلآيِهِ
يـا نـجـمَـه، يـا شـمسَه ، يا بدرَه
يـنـسـابُ فـي الآفـاق صوتُ محمدٍ
اتـل الـكـتـاب فـلـيس يبعثُ أمتي
اتـل الـكـتـاب وهُـزَّ أقـطارَ الدنى
اتـل الـكـتـاب عـلـى مسامِعنا هنا
اتـل الـكـتـاب عـلـى أبابيلِ الهدى
واسـمـعْ تـراتـيلَ الشهادة و الوغى
هـذا طـريـقُ الـصـاعدين إلى العلا
خـابـت دَعَـاوَى الـملحدين ولم تنلْ
إن الـمـلايـيـنَ الـتـي قد أُرغِمت
عـادت إلـى الإسـلام رمـزِ بـقائِها
سـبـعـون عـاما تحتَ أطباقِ الثرى
والـمـسـلـمـون بـتِرمذٍ قد صانهم
وأعـاد لـلـتـوحـيـد كُـلَّ مـوحدٍ
مـا كـان لـلأوغـاد أن يـتـسـلطوا
أَوَ لَـمْ تَـرَوْا فِـرْعَـونَ مـثبورا وقد
سُـبـحـانَـكَ اللهم أَنْـزَلْـتَ الـهدى
وحَـفِـظـتَـه ،أيـن الـذيـن تآمروا
هو في السطور وفي الصدور على المدى
قـالـوا: تُـحـبُّ؟ فـقـلتُ كلَّ موحدٍ
فـي الـهندِ في الصومال في بلد الهدى
تـهـفـو إلـى الـيـمن السعيد قلوبُنا
عَـلَـمٌ بـأرض الـطـيـبين وموطنٌ
فـافـخَـرْ بـمـا قال النَّبي المصطفى
اتـل الـكـتـاب فـإن بـغدادَ الأسى
الـهـاشـمـيـاتُ الـتـي في كَرخِها
هـذي الـمؤامرةُ اللئيمةُ قَطَّعتْ رَحِمي
لا يُـصـلـحُ الأخـطـاءَ حـقـدٌ إنما
فـبـنـو الـعُـمومةِ ليس يُصلحُ بينهم
اتـل الـكـتـاب فـفي الكويتِ أحبتي
وَاقْـرا الـسـلامَ فـإن قـيسَ عروبتي
وبـروحِـيَ الـفـيـحـاءُ منذ تركتُها
أدعـو لـهـا_والله يـعـلـم _ أنـني
أهـوى الـشـآمَ عـلى الكتاب حريصةً
هـذا كـتـابُ الله مِـصْـبـاحُ الهدى
هــذا كـتـابُ الله نـهـجُ كـرامـةٍ
هــذا كـتـاب الله مـنـهـجُ عِـزّةٍ
يـا تـالـيـا هـذا الـكـتابَ وحافظاً
لـكَ مـن إلـهـكَ ألـفُ ألـفِ كرامةٍ
قـد كَـرّمـوكَ فـكـرمـوا فيكَ الهدى
فـانـهَـجْ سـبـيـلَ الـمـتقين فإنه
واسـألْ إلـهـكَ أن يُـكَـرِّمَ مَنْ سَعَى
ويُـثِـيـبُـهـم عـيـشـاً بِظِلّ كتابِه
وصـلاةُ ربـي مـا هـفـا سـمعٌ إلى
مــا رَدَدَّتْ كـلـمـاتِـه وحـروفَـه
تُـهـدى إلـى خـيـر الأنـامِ مـحمدٍ
ولِـصُـحْـبَـةٍ شَرُفوا بدين المصطفى
ولِـفـتـيَـةٍ حَـفِـظوا الكتابَ فكُرِّمواوانْـشُـرْ هـدايـتَـهُ بـكـلِ مـكانِ
فـإلامَ يُـحـجـب عـن بـني الإنسان
يـا ألـفَ مـشـرقـةٍ عـلى الأكوان
فـيُـضـيء ظُـلـمـتَها بفيض حَنان
مـنْ طـول رقـدتِـهـا سوى القرآن
بـتـلاوةِ الـحـجـراتِ والـفـرقانِ
وهـنـاك فـي الأقـصى وفي الشيشان
تـنـقـضُّ بِـالـمـقـلاع والـصَّوان
بــمــسـامـعِ الأرواح لا الأبـدانِ
عـصْـفُ الـرياح ، وغضبَةُ البركان
مـنْ بـعـدِ خـيـبتها سوى الخسران
بـالأمـس كـي تـقـفو خُطا الشيطان
وسـبـيـلِ عـزتِـهـا بـكـل أوان
يُـتـلـى الـكـتـابُ بأرض داغستان
وحَـمـى عـقـيـدتَـهـم بـتركستان
عَـوْدَ الـربـيـع يـعـود فـي نيسان
رُغـمَ الـسـنـيـنَ وصـولةِ الطغيانِ
أَرْداه ف_ــي ذُلٍّ هَ_ـوى الأوث_ـان
وقَـرَنْـتَـهُ بـالـحـق و الـمـيزان
وتـسـابـقـوا لـلإثـم والـعدوان ؟
يُـتْـلـى بـخـيـر لُغَىً وخير لسان ِ
يـتـلـو الـكـتـابَ ويـنتشي لأذان
فـي الـمـغرب الأقصى وفي السودان
وتَـحِـنُّ فـي شـوقٍ إلـى (الزنداني)
لـلـحـكـمـة الـغـرَّاء والإيـمـان
فـكِـلاهـمـا _ وعلى الزمان_ يَماني
أرقٌ يـؤرقـنـي يـقـض كِـيـانـي
يُـرْمَـيْـنَ لـلـتـجـويع والحرمان
وهــذا الـجُـرح قـد أضـنـانـي
حـبٌّ يُـظَـلِّـلُ أمـتـي وتـفـاني
غـيـرُ الـكـتـابِ وسُـنّـةِ العدناني
وأُخُــوَّة الإصـلاح فـي وجـدانـي
لـيـلاهُ فـي حـلـبٍ وفـي عَـمّـان
لـم يـغـتَـمضْ لي في الكرى جَفْنان
مـالـي _ و إنْ طـال الـبِعادُ _ يدانِ
وعـلـى الـجـهـاد مَـشـيدَة البنيان
فـعـلام نَـعـثُـرُ في الدُّجى ونعاني ؟
فـإلامَ نـخـبِـطُ فـي صَعيدِ هَوان ؟
وســبـيـلُ إصـلاحٍ ودربُ أمـانِ !
آيــاتِـهِ قـد فُـزتَ بـالـرِّضـوان
تـاجٌ بـه تـسـمـو عـلـى التيجان
وذَوي الـحِـجـا والـفـضلِ والعرفانِ
شـرفٌ حَـظِـيـتَ بـه ورِفـعةُ شانِ
لـلـخـيـر بـالـخـيرات والإحسان
ويَـردُّ أضـغـانـاً لـذي أضـغـان
آي الـكـتـابِ ومـا انـتـشتْ أُذُنان
مُـهـجٌ ومـا دمـعـتْ لـه عـيـنان
ولآلـهِ بـيـضِ الـوجـوهِ حِـسـان
أهـلِ الـمـودة حـامـلـيِ الـقـرآن
وغَـدَوْا بـه مِـنْ أفـضـل ِالـفِتيانِ