عيد ٌ.. وقيد
أبو المعتصم بالله يوسف النتشة
[email protected]أطـل الـعـيـد فـالدنيا نشيد
بـحـب ٍ وابـتـهاج ما أحيلى
وطـهـر فـاض بالنفحات أمنا
لـه وجـه الـنـهار إذا تجلى
فـأشـرقـت الـديار به سلاما
وبـات الـخـلق حبا وابتساما
وجـوه بـالأمـانـي ناضرات
وأفـئـدة تـراقـص خـافقات
* * *
وقـلـبـي رهن آهاتي أسير ٌ
يـراوح بـيـن أشواق وشجو ٍ
ويرقب رعشة في الكون أصغت
بـتـكـبـيـر وتـهليل وأنس
ويـحـمـلـنـي لأيـام خوال
ديـار بـالأزاهـر عـابـقات
وأحـبـاب لـهم في القلب ذكر
بـنـيـات كـحـبـات اللآلي
إذا حـيـوك يـاطـيب المُحيا
وإن طـلـعـوا تلألأت الثريا
وإن لـعـبـوا أفاق القلب حيا
* * *
تـرى هـل تـرجعُ الأيام فينا
وهـل تـخبو المواجع ما بقينا
فـيـا قـلبا على التحنان حينا
تـجـلـد.. إن أمـر الله فـينا
فـخـذلان الـقريب وقد تولى
ومـكر قد تسلل من غلول ٍ (1)
* * *
مـجـدّو أيـهـا المجبول سما
رمـيـت فـؤاديَ المكلوم سهما
فـهـبـت لا تهاب اليوم ظلما
وتشمخ لا ترى في السجن قبرا
تـكـبر في صباح العيد جهرا ً
* * *
فـصـبـرا إن لـلسجان يوما
وحـسـبـي أن لـلمظلوم ربا
ويـغـدو مـا بنى الظلاّم ذكراوهـام بـروحـه روح الوجود
تـضـوّع مـن نسيمات الخلود
وصـفْـو ٍ كـابتسامات الوليد
وأنـفـاس الـزنـابق والورود
يـلـف الـكون بالثوب الجديد
مـع الـنسَمات والصبح الغرود
تـلألأ بـالـبـشـائر والوعود
مـع الـتـكبير والفجر السعيد ِ
* * *
يـكـابـد وحشة الصمت البليد
ويـرفـل فـي تـباريح القيود
لأصـداء ٍ تـطـل مـن البعيد
يـبـدل سـطـوة الليل المديد
تـولـت .. يـا لأيـام السعود
وأحـلام الـشـبـاب المستزيد
فـوا لـهَـفـي لهاتيك العهود ِ
وطـفـل كـالجمان من العقود
ويـا طـهر الملائك في السجود
تـبـدد وحـشـة القلب الهمود
وإن طـربـوا فيا دنياي زيدي
* * *
صـفـاء معيشة وربيع عود ِ ؟
ويا دنيا السعادة.. هل تعودي ؟
وحـيـنـا في التبتل والسجود
كـيـوسف في أحابيل الحسود
وغـدر مـن عصابات القرود
وجُـب ّ ٌ مـن ظلامات اللحود ِ
* * *
ويـا جـوْر العبيد على العبيد ِ
أصاب بأضلعي غضب الرعودِ
ولا قـرْع الـسـلاسل والقيود
بل الرحمات .. في الأمل السعيد
وتـسـخـر بالزنازن والسدود
* * *
عـبـوسـا بـالمقامع والحديد ِ
سـيـأخـذ كـل جـبار عنيد ِ
خـرابـا مـثل عاد ٍ أو ثمود ِ
(1):غلول: خائن