المدعون
24كانون12005
غازي محمد فيصل الخطاب
شعر: غازي محمد فيصل الخطاب
أيـهـا الـمدّعون طالت واسـتـبدّ الظلامُ لا قمرٌ يحـ تـلـك آمـالُـنـا بـقايا رمادٍ لـم تعشْ في حياتها لذةَ الدفء سـكـنَ الحزنُ مقلتيها وأظمى طـائرُ الحلْم لم يزل ينقر الأر عـصـب الـليلُ مقلتيه وألقاه لـم يـغـرد فـمهده من نجيع * * * أيـهـا الـمدّعون صار هشيماً نـسـي اللوزُ زهرَه يوم دوّتْ وتهاوى الصفصاف ليس غريباً أين حبُ الحصيد أين البساتيـ ويْ كـأن البلاد لم تغن بالأمـ إنـه الـقيظُ والتصحّرُ والهجـ ألـفُ صـنفٍ من الدواء وماذا أصـبـحـتْ أرضُنا قبورَ نفايا اسـتـوى الـفلك مثقلاً بحطام إن جـمر الإسمنت حرّق وجهاً * * * أيـهـا المدّعون هذي الملاييـ راقـصتْ ليلَها الهواجسُ والخو وعـلـى ضـفة الضياء نؤومٌ ضـل خُـطّابها وتلك الدياجي مـن ترى أطفأ الشموعَ وأردى ذُبـحَ الـحبُ مثلما يُذبحُ الطيرُ تـلـك عبسٌ على مشارف ذبيا ذاك جـسّـاسُ والصواهل والنا مـلأت أرضَنا شظايا المغيريـ ابـن مـاء السماء يزجي المنايا ويـهزّ الحجاج ظلم السلاطيـ نـسـي الناس ذا الفقار وبيعت نـسـي الـناس خالداً والمثنى سُـرقـتْ سيرةُ الشموس بليلٍ سُـرق الـلونُ والشذا من زمانٍ * * * أيـهـا الـمـدّعون لم أَبنِ بيتاً أنـا مـازلـتُ طامحاً لرغيفٍ الـطوابيرُ جرّحتْ زهرَ عمريْ إنـهـا ليستِ العروسَ فعودوا هـذه لـيست النياقَ العصافيـ أفـسـدتْ شربَها الرعاةُ وأدمتْ كـل نـعـمى للمترفين وماصا شـربَ الـمترفون كأسَ الحميّا نـفـشـوا ريـشهم فتلك تغني هـذه!هـذه! وحـشـدُ بـغايا هـكـذا الـعـمرُ: أكلةٌ ونبيذٌ * * * أيـهـا الـمدّعون خلف العمارا كـلـمـا أبـحرت سفائن خزٍّ نـحـن أغنى من الغنى فلماذا كلُ شبرٍ في أرضنا ذهبٌ يُجـ هـذه الأرض جـنـةٌ فـلماذا أكـل المعتدون أطرافَ أرضي حـذف الـمـعتدون أذكار أمي سـرق الـمعتدون صورة جدي حـرّقوا الزرع والنخيل وشُدّت أنـا يـا قـومُ بـيـنكمْ أتلظى أنـا قـبلاً أُكلتُ يومَ استباحتْ * * * أيـهـا المدّعون خلفَ اغترابي جـنـدُ بـلقيسَ شامتون بموتي أولُ الـغـيـث قطرةٌ ثم يأتي * * * أيـهـا المدّعون أرضي حَرامٌ حـبةُ الرمل من قلوب المياميـ كـم تأبّتْ على المغير روابيـ كـلـمـا أغفتِ العروسُ تغنّى كـلـمـا قـمتُ للحصاد تنزّى أَبْـعِـدوا كـذبةَ الحضارةِ عني إن حـقـي تـكـفلتْه السماوا أ حـقوق الإنسان أن يُذبح النا أ حقوق الإنسان أن يسفح الطفـ أيُّ ح_ـري_ـةٍ وأيُّ س_ـلامٍ أَبـعـدوا كـذبـةَ الـتمدّنِ قدا هـكذا تنهضُ الشعوبُ: سجونٌ * * * أيـهـا الـغافلون ضيّع صوتي ضـقـتُ من أحمر الشفاه وما كـلما استيقظتْ أَزاهيرُ شعري | لياليناومـا كـحـل الـجفونَ ـبـو ولا سـامـر ولا أحياءُ شـد يـومـا وثـاقَها الإعياءُ صـقـيـعٌ أيـامـها وامنطفاءُ شـفـتـيها السرابُ والأفتراءُ ضَ فـأحـلامـنا جياعُ ظماءُ كـسـيـراً تـنـزُّ منه الدماءُ وصـبـاحـاته الحسان انكفاء * * * مـا رواه الـرواةُ والأدعـياءُ قـهـقـهـاتُ السُّراق والأنواءُ أن يـمـوت الجمال والكبرياء نُ وأيـن الـزهـور والأنـداءُ ـس فــلا زارع ولا بَـنَّـاءُ ـرُ ومـا ثـمَّ جـدولٌ سـقّاء يـفـعـل الطب والدواءُ الداءُ ت فـهـل يُـرتجى الغداة نَماءُ حـيـن بيع الشذا وغيض الماءُ مـا تـغـنّـى بـمثلِه الشعراء * * * ن ظـلال مـحـزونـةٌ وغُثاءُ ف وهـمـس الأشباح والظلماءُ لـم تـفـق بـعدُ حُرّةٌ شقراءُ دونـهـا والـحتوفُ والدُّخَلاء خـفـقـاتِ القلوب فهي خُواءُ ودقّـت طـبـولَـها البغضاءُ ن وهـذي الـدمـاء والأشلاء ر جـمـوعٌ يـقـتادهن الفناءُ ن فـأيـن الـقعقاعُ والخنساء فـاغـراتٍ والـغولُ والعنقاءُ ن سـيـوفـاً لـكـنها عمياءُ وهـي تعدو في شوطِها البلقاءُ فـي بـلادي تُـبَـدّلُ الأسماءُ فـالـتـواريـخُ بعدَها عرجاءُ نـحـن فـيـه الأعزةُ الحكماء * * * أنـا مـازلـتُ يحتويني العراءُ أنـضـجـتْـه قلوبُنا البيضاءُ والـحـصـادُ الهشيمُ والبأساءُ أيـهـا الـنـاس إنها "السوداء" ر وإن هـام في حسنها البلغاءُ ضـرعـهـا فهي سِلعةٌ عَجفاءُ ءَ ومـا صـاتَ مـنحةٌ وجباءُ وتـعـرَّوا فـلـيـس ثَمَّ حَياءُ وعـلـى "الـبار" مقلةٌ وطفاءُ والـلـيـالي حرائقٌ واصطلاءُ وبـغـيٌ ورقـصـةٌ وغِـناءُ * * * ت بـيـوتٌ يـموءُ فيها الشقاء مـثـقـلاتٍ تـضـوّرُ الفقراءُ لـم يـزرْنـا منذ احتلمنا الهَناءُ نـى وكـرمٌ تـعـهدْته السماءُ جـاعَ فـيـها الكرّام والأُجراءُ إنَّ أرضـي شـهـيّـة غَـنّاءُ هـي والسيف والصهيلُ سواءُ إنَّ عـيـنـيـه نـخوةٌ وإباء نـحـو وجـهي جهنَّمُ الحمراءُ هـكـذا هـكذا يكون الإخاءُ؟! أرضَ أهـلـي الفجّارُ والأعداءُ * * * سـبـأٌ والـخـرابُ والأرزاءُ إن مـوتـي بـدايُـة بـلـهاءُ بـعـد هـذا الطوفانُ والإفناءُ * * * سـكـنـتْها الشموسُ والأنبياءُ ن عـسـيـرٌ طلابها والرجاءُ نـا ومـادتْ بغيظها الصحراءُ بـهـواهـا الـرَوّاحُ والـغدّاء حول حقلي اللصوصُ والغرباءُ ودعـونـي أعـيش كيفَ أشاءُ ت وصـانـتـه شمسنا الغرّاء سُ ويـعرى السجّانُ والسجناءُ؟ ل دمـوعـاً وتُـستباحَ النِّساءُ؟ صـدّرتْـه الـعِـصابةُ النكراءُ مـي ذئـابٌ ومن ورائي عُواءُ وعــراةٌ وحـيّـةٌ رقـطـاءُ * * * ذاريـاتٌ عـنـيـفـة هوجاءُ رسـمـتْـه القصائدُ العصماء حـرّقَ الـدمعُ وجهَها والرثاء | ضياءُ