مرايا
مرايا
ابن الفرات العراقي
[email protected]
مـواجعُ الشوقِ .نارٌ أحرقت جسدي
مـنّـي ترابُ الأسى ألقيتُ في دمِهِ
حملتُ جمرَ احتراقِ الناس في لغتي
وشـلتُ نبضي كتاباتي على كتفي
وصـغـتُ قـافـيةً ألحانها وجعي
وعشتُ عمري أعبُّ الكأس أنشدها
أدقُّ بـابـاً فـبـابـاً قد غفى زمناً
كـانـت مـغـلفةً بالحزن ..يقطنُها
لأوقـظَ الـصمتَ من أعباء غفوتِه
أنـا مـرايـا دمي المطلول ينكرني
مـضيّعٌ في صحارى الوهمِ أسكنُها
يـا صـرخة الألمِ المشبوبِ تأكلني
بـحـرٌ من الوجعِ الدفّاق حاصرني
جـفّـت حروفي وغاباتي لقد ذبلت
دمـي تـبـلّـدَ وانساحتْ مشاعرُهُ
يـا نـهرَ حزني .كأيامي ويا ظمأي
قـلـبي قبورٌ بكتْ صحراءَ غربتها
مـدائـنـي أمْـحلت شالت مآتِمَها
فـمـي شـهيقُ الأسى يحتلُّ داخلَنا
أنـا مـدائـنُ حزنٍ ما رأت فرحاً
عـصـفورةٌ رحلت في حلمِ غربتها
حـمـلت في وتري المعتلِّ أغنيتي
وأنـظـمُ الحُرقَ الدكناء في ورقي
كـلُّ الـقـطاراتِ قد جاءت محمّلةً
أبني على الغيمِ مجدَ الحرف أصنعُه
أنـادمُ الـلـيلَ سهدُ الروحِ يؤنسني
تـبـقـى تصارعُ أحداقي لأخيلتي
لـقـد تـعـبْتُ أظلُّ العمرَ محترقا
فـكـلّ حـرفٍ لـه لـونٌُ وأغنيةٌ
وكـلّ صـوتٍِِِِِِ نـداءٌ فـيه ثورتُه
وأرتـقـي فـي يديَّ الشمس ساريةً
لـن أرهـبَ النارَ تكويني شرارتُها
أسـعـى جـريئاً بإصراري مكابرةً
ومَـنْ يَهُنْ عزمُهُ في لحظةٍ جمحتْ
أقـسـمتُ لا شيء يثنيني ويردعنيوكـلُّ نـزفٍ أنـا فـي ساحةِ البلدِ
نـارَ البراكينِ .لاكت بالشجا كبدي
فـصـرتُ نهرَ نزيفٍ مترفَ الكمدِ
كـان الـنشيدُ بروحي جدُّ متّـقـِدِ
خـرسـاءَ مـن ألم المأساة والسَّهَدِ
عـلى الجماهيرِ في صوتٍ بلا مددِ
ومـرَّ فـيها قطارُ الصمتِ من أمدِ
ثوب الظلام .وجمرُ الصبرِ متّسدي
وأنـثـرُ الـغضبَ الممزوجَ بالعُددِ
ظـلي .وأسبحُ في الشاطئين صدي
وحـدي وغيري بهذا الزحف لم أجدِ
نـارُ الحروف .فيا بركانها اتـّقـِدِ
فـيا جراحَ الأسى نامي بجمرِ يدي
مـن التضرّعِ .ذابَ الشدو يا جلدي
أشـواقُـه انـطـفأت في كوّة الأبدِ
تـيـبّسَ الصمتُ في أنّاتِ مرتَعِـدِ
وأشـعلت في دمي البركانَ يا بلدي
حرائقُ الموتِ ضمّت باللظى ولدي
يـحـيـا على وجع كالطائرِ الغردِ
نسيتُ يومي وأمسي وارتفافَ غدي
تـحـيى بموطنِ آهاتي ومبتَعَـدي
ورحـتُ أنـقشُ ما يصطادُه خلدي
وأزرعُ الـوهمَ يقتات اللظى جسدي
إلا قـطـاري أنـا ما فيه من أحَـدِ
بـه أطـاولُـهـمـ من دونما عَمَدِ
وتـستريحُ الخطى في درب محتَشَدِ
وتـرقُـبُ الحلمَ الغافي على رصدِ
والـدهـر يا وجع المأساة مزدردي
إذا كـتـبْـتُ ولـحـنٌ غير مبترِدِ
أشـقُّ فـيـه غـبارَ الليل في جلدِ
رحـيـلُـها للسما خالٍ من العُـقََدِ
مـا دمـتُ أسـعى أنا للواحدِ الأحدِ
فـمَنْ يَخَفْ صرخةَ البركانِ لم يَسُدِ
لـن يـصـعـدَ القمةَ العلياءَ للأبدِ
عـن الـفداءِ وأبقى النارَ في الزردِ