ترانيم الوفاء

ترانيم الوفاء

بوعلام دخيسي /المغرب

[email protected]

قصيدة مهداة إلى الإخوة الأشاوس الذين قضوا زهرة عمرهم في سجون المغرب – قرابة عشرين سنة - ظلما و عدوانا لا لشيء إلا لقولهم ربنا الله ليعرفوا بعد ذلك النور في فاتح نونبر الحالي ضاربين أروع الأمثلة في الصدق و الصبر و الوفاء .. عُرضت عليهم المناصب و هُددوا بالمصائب فرأوا مصيبة فقدِ الدين أهول و ما أعد الله من نعيم أجزل ، فقضوا قدرهم في السجن تبتلا لله و عكوفا على حفظ القرآن و التفقه في الدين و اقتحام العقبات فحفظوا القرآن مبكرا و حاز أغلبهم على شهادة دكتوراه الدولة وكانوا دوما و أبدا مع إخوتهم خارج السجن في جماعة العدل و الإحسان بالتهمم للدعوة و إرسال الرسائل و الحضور عبر الأثير

فهنيئا لهم و للجماعة ولكل الشرفاء و لأمة لا زالت تنجب مثل هؤلاء .

أطـربـيـنـا يا iiبلابل
و اضربي الدف و iiقولي
طـلـع  الـبـدر iiجليا
وجـب  الـفـخر iiسنيا
ما  انحنى الأحباب iiيوما
أيـهـا الأبـطـال iiفينا
أنـتـمُ أصـفى و أبهى
مـرحبا  يا خير iiصحب
قـد مـضى البعد iiبعيدا
كـم سرت روحي iiزمانا
ثـم جاء الدور دور iiالـ
و لـتـضـمّـونا iiإليكم
عـانـقونا  ما iiاستطعتم
إنـنـا  مـن دون iiأسر
إنـنـا  الأسرى iiفكونوا
أنـتـم الـولـدان iiأنتم
أنـتـم ُ لـلـخير iiمتن
أيـنـمـا دوَّى iiشـذاكمْ
فـاسألوا فاسا و وجده 1
كيف صار الأسر مسرىً
كـيف صار السجن iiبيتا
عشتمُ  في السجن iiجزءا
و لـنـا في العيش مَدّ iiٌ
و لـكـم فـردوس iiخلد
رامــهـا iiنـارا ورام
زُخـرفت من كل iiجنب
مـلـؤهـا تسبيح ليل iiٍ
كـلـهـا ذكـر و iiحبٌ
كـلـهـا  صبر و iiزهدٌ
طـاعـة من بعد iiطاعهْ
لـيـت شعري ما iiأقول
إنـهـا  تـصدا iiالقلوبُ
يـا مـزار الروح iiجئنا
مـن  سـواكم للعطاشى
و  اغـسـلوا iiبالباقيات
و  اجـعلوا اليمنى iiلحافا
مـن سـواكـم إن iiأتينا
من سواكم في الورى iiإن
سُـجَـدّ ٌ لـلـه iiدومـا
مـا  تـركـتـم iiللبرايا
مـا انـحنيتم من iiسياط
بـعْـتـمُ لـلـه نـفسا
قـلـتـم  العشرون iiمنا
مـا  ارتـقى الأقوام iiإلا
مـا  عـلا الـبنيان iiإلا
فـانـظروا صرحا بنينا
ذاك دكــتـور iiوهـذا
عـالـم  وسْـط القيود ِ
ذاك  شـأن iiالـصابرين
و اغـتـنمتم كل iiفضل
عِـلمكم  في الله صدق iiٌ
أنـتـم  الـوُرّاث حقا iiً
خـضـتـم العلم iiشعابا
و  الـوعَا وحي iiالجليل
فـاجعلوا  الوحي iiجميعا
و اجـعـلونا من iiذويكم
واشـفـعوا  فينا iiجميعا
أو خـذونـا فـي iiسقام
عـلـمونا كيف iiنمضي
عـلمونا  من أصول iiال
عـلـمـونا كيف iiننجو
واتـركـونا  في iiحماكم
إنـنـا  نـخشى iiوقوعا
فـلـكـم فـينا iiانتساب
ولـكـم تـاج و تاج ii2
فـامـنحونا  بضع iiتاج
أو خـذونـا iiبـالـتأني
مـا تـعـودنا iiالعروش
فـارفـعوا  الأجر و إلا
إنـنـا نـهوى وكل iiال
و  الـشـذى منا افتخار
*          *         ii*
فـكـفـانا  من iiصداكم
وكـفـانـا  أن iiنـكنى
و  كـفـانـا أن iiيـقال
يـجـمـع  القوم iiرباط











































































مـن تـرانـيـم iiالوفاءْ
مـثـل قولي في iiالحُداءْ
مـن ثـنـيـات السناء
لـم  يَـفِـل نجم iiالإباء
أو خـبـا نـور iiالولاء
أنـتـمُ سـر iiالـضياء
مـن تـقـاسيم iiالصفاء
قـد  مضى ضيم iiالجفاء
وانـجـلى  نوْح المساء
فـي شـجـون ٍ لـلقاء
جـسـم  فلتسر ِ iiالدماء
و  اطـردوا عنا iiالشقاء
و ازرعـوا فـينا iiالبقاء
كـالـسـبايا في iiالعَراء
فـي طـوابـير iiالعزاء
أنـتـم ُ عـيـن iiالنقاء
و الـعـطـا منكم iiربَاء
حـل  فـي الدار iiالنماء
فـي ابـتـداء و iiانتهاء
و عـروجـا في iiالسماء
مـقـدسـيـا من حِراء
مـن تـبـاشير iiالجزاء
ثـم  جـزر و iiالـتواء
رامـهـا الباغي iiصِلاء
الله فـيـهـا مـا iiيشاء
والـرضـا عنها iiغطاء
ثـم سـبح في iiالضَّحاء
وصــلاة و iiاقـتـداء
وصـيـام iiلـلـوجـاء
وخـتـام  iiبـالـبـكاء
و الـجـفـا فـينا iiبلاء
فـارحـمـوها iiبالجلاء
فـي الظما نبغي iiالرَّواء
فـامـلـئوا هذي iiالدِّلاء
أوجـها  و اطلوا iiالبهاء
و  اجعلوا الأخرى iiرداء
لـلـشـفـا أو iiلـلوقاء
لـم تـكـونـوا iiأولياء
و  الـهـوى منكم iiبراء
قـدْرَ رَمْش ٍ في iiانحناء
لا ولا عـنـد iiالـشراء
فـارتـضـاكـم  iiللواء
لـلـفـدى بعض iiالفداء
بـعـد لـوع و iiاختلاء
مـن  أسـاس في البناء
كـيـف يبدو في iiالعلاء
عـالـم حـاز الـعطاء
ذاك شـأن الأصـفـياء
فـي  اغـتنام و iiاجتباء
و اخـتـبأتم في iiالحياء
لا  احـتـرافٌ لا iiرياء
مـن  كـنـوز iiالأنبياء
و اغـتـرفتم من iiوعاء
فـي  الخطى كان ابتداء
فـي  صـعود و iiارتقاء
بـعـد  بـعث من iiفناء
واسـألوا  لطف iiالقضاء
واكـتبوا  وصف iiالدواء
بـالـوفـا  نحو iiالشفاء
عـزم  وصـلا iiوانتماء
فـي بـحـيرات iiالغثاء
يـا مـلـوكا في iiالخفاء
فـاسـلـبوا منا iiالرِّعاء
ولـنـا فـيـكـم iiثواء
وعـروش  و iiاسـتواء
واسـعـفـونـا iiللسناء
إن  تـروا مـنـا iiاتكاء
لا و لا عـيـش iiالثراء
فـارفـعـوا عنا iiالغلاء
زاد  مـنـا فـي iiالغِناء
و  الـصدى منكم iiرجاء
*          *         ii*
بـيـت  شعر في iiالثناء
بـاسـمـكم  عند النداء
يـجـمـع القومَ iiالإخاء
فـاجـعلونا  في iiالدعاء

               

1-span>  مدمدن مغربية و قد كانت كل من : وجدة -و من جامعتها اعتقلوا - و تازة و القنيطرة و سلا و فاس محطات لهم

2-  إشارة لشقيقين من المعتقلين هما نور الدين التاج و أحمد التاج