الأزرقُ حقا، الغارق عشقا
الأزرقُ حقا، الغارق عشقا
جمان محمد عكل
في علبة ألواني
تغفو درجات الأزرقْ:
أزرقُ فاتحْ،
وآخرُ باهت كبقايا دخانْ،
أزرقُ مخضرّ ٌ كالبحرْ،
وأزرقُ مسروق ٌ من عين الحُلوة..
لكن أنّى لي قلما ً، أزرقَ حقـّا ً، يغرقُ عِـشقا ً،
كسمائكِ "يا حلبُ"؟!
ساعة َ إشراق ٍ أُولى،
باردةٍ بنسيم ٍعذب ٍ،
وتكاسل ِ شمسكْ..
دافئةٍ بهديل ِ حمامكْ،
وغمامةِ أُنس ٍ صيفيّة،
تتبخترُ
تسحبُ ذيلا أبيضَ
كقرنفلةٍ فاتنةٍ روّاها مطرُكْ..
أنّى لي قلما ً يرسم عينيكِ ضياءً
ويلوّنُ قلبي يمنحهُ
فضلا من أُفقكْ؟
"يا حلبُ"..
يا لونَ الحُبِّ وموطنَهُ،
يا صُبحا ً مسّ شِغافَ القلبِ فألهبها،
ثم توهّج ولـَها..
يا لونَ مساءٍ لمّا يبدأ،
تحتفلُ به النجماتْ،
وتصارعهُ بقايا مَن غرَبتْ..
يا لونا ً أزرقَ حقـّا ً،
لم يَعرفْ كذِبا ً،،
هل لي بعضا ً منكَ
لأسقي أقلامي منهُ،
لأمنحها
شيئا ً تجهلهُ:
لونا ً
يحملُ سرّا ً من أسرارِ الكونْ،
تلبسهُ سماؤكِ، "يا حلبُ"..