عين نورس

 

 بسام زكارنة

عين نورس هي عين ماء كانت في قرية من قرى شمال فلسطين تسمى نورس.

قرية نورس: هي قرية تقع في شمال مدينة جنين, و تبعد عنها ثمانية كيلو مترات تقريبا, حيث كانت تلك القرية تابعة لمدينة جنين قبل نكبة ثمان و أربعين.

قرية نورس كانت قبل الإحتلال قرية امنة وادعة حباها اللة بأرض خصبة, لأنها تقع على مجموعة من التلال و الشعاب, في نهاية جبل المزار من الناحية الشمالية, و من فضل اللة على تلك القرية و أهلها, أن فجّر فيها عين ماء ثرة عذبة تنبع من أدنى مكان في الجبل, يتدفق ماؤها ليلا و نهارا و صيفا و شتاء, على شكل قناة تغمر القرية و أهلها بالبركات والعميم من الخيرات, التى يحتاج اليها الانسان في حياته.

ما كان أطيب عيش أهل تلك القرية, و بقيت القرية على هذه الحال مغبوط أهلها من الصديق, ومحسود من العدو الى أن وقعت النكبة بأهل القرية على أثر احتلالها من قبل العصابات اليهودية مع مجموعة من القرى و المدن القريبة منها, و شُرِّدَ مَنْ بقي من أهلها على قيد الحياة, في شتى بقاع الهجرة و الشتات. و قد استشهد جد الشاعر لأنه رفض مغادرة بيته في القرية, إذ لم يبقَ أحد في القرية غيره و كان عمره قد بلغ تسعين عاماً و لم يشفع ذلك له عند الأعداء الذين بادروه بالقتل و أعصابهم باردة.

بـعـيني  عين نورسَ و iiالخوالي
حـوالـيـهـا  شـعابٌ iiمشرقاتٌ
و  ربـعٌ مـؤنـسٌ و حمى iiحرام
لـو ان الأرض تـذكر فضل عين
و نـورس جـنـة في أرض iiيُمْنٍ
عـرفـتـك عين نورس نبع iiخيرٍ
وقـفـت  على ربوعك و هي iiريَّا
أمـتـع  نـاظـريَ بطيب iiشِعْبٍ
و  أسـمع في المجاني صوت iiشادٍ
عـلـى أفـنـان جـنات iiترامت
و مـن يُـسـقى بمائك ليس iiيظما
و مـا يـضحى بنورس غير iiوانٍ
و  عـيـنٍ مـلـتقى الوراد iiدهراً
تـروح  ظـبـاؤها أُصُلا و iiتغدو
و يـغـريـهـا ورود العين iiفجرا
اذا  ابـتـردت بـماء العين iiأبدت
وصـلـتُ  بأرضها رحما و iiجارا
أحـبـك  دار أمـي حـب أمـي
و مـالـي لا أهـيـم بـحب iiدار
كـلانـا مـنـكـر مـا نال iiمنها
نـنـام عـلـى ادِّكار سنين مرت
فـأيـن  الـيـوم نهر كان iiيحيي
و  أيــن هـنـاك ورّاد و iiمـاء
تـصـدّعَ ركـنـهـا من فقد آس
و صـوَّحَ عـودها عطشا iiوجوعا
كـأنـي مـاعـرفـت الدار iiيوما
ولا  أنـفـقـتُ شطرا من iiشبابي
فـهـل  لـي غـفوة في ظل iiأيك
وهـل  لـي رشـفة من ماء iiعين
ويـطـربـنـي  نداء الديك فجرا
وجـدي  لـم يـغـادر دار iiعـز
أقـام  عـلـى المدى فيها بحَزْن iiٍ
ونـورس  لـيس فيها من iiصريخ
أصـر  عـلـى الرباط بها iiوحيدا
أمـنـتَ  مـن الـسباع أبا iiخليل
ذوات  الـنـاب تـفتك عند iiجوع
إذا  أطـعـمـتـها شبعتْ iiونامت
وهـم قـتـلـوك واحترثوا iiديارا
قـضـى جـدي بـبـلدته iiشهيدا
وأثـر  أن يـمـوت بـدار عـز








































مـن  الأيـام أو بـيـض iiالليالي
بـنـوَّار  الـمـوارد و الـغلال ِ
مـصون  الجار في عرض و iiمال
لـعـدَّتْ  عين نورس في iiالأوالي
بـمـشـرفـةٍ على وادي iiالثعالي
و تـريـاقٍ مـن الـنعمى مُسال iiِ
زمـانـا  هـل يـعود كما بدا iiلي
نـديٍّ  مـمـرع و جـنـا التلال
يـجـيـب الصوت تال بعد تال iiِ
جناها – هل طعمت الشهد – حال ِ
فـأنـت  ِ لـزمـزم أدنـى iiمثال
و  مـا يـشقى بنورس غير قال iiِ
و  مـنقلب العطاش و ذي iiالرحال
عـلـيـهـا  بـكـرة رِيَّ القلال
و قـد نـأت الـظباء عن iiالمَحال
حـكـايـا الـغيد في ستر iiالليالي
رعـاك الله يـا زمـن iiالـوصال
ديـارا  ضـمـهـا وطن iiالنضال
غـذتـنـي  بـرَّها عذب النوال ِ
و  مـنـي من بلى و هوان حال iiِ
بـأحـلام تـراءى iiكـالـخـيال
شـعـابـا بـالـعميم من الغلال iiِ
و دار أصـبـحـت تُـسقى بآل iiِ
إلامَ ت_ـق_ـوم دارات خ_ـوالِ
و  فـاضـت عـينها عبر iiالرمال
و قـد عـصـفتْ بها ريح iiالوبال
حـلا  لـي فـيه من عيش iiحلال
بـلابـلـه  تـغـني في iiالأعالي
شُـغـفـتُ بـها ولم تبرح iiخيالي
يـؤذن فـي الـمـلا عبر iiالليالي
بـنـورس واسـتـخف بكل جال
و قـد خـلـت الديار من iiالأهالي
ولـم يـسـمـر بها غير iiالسعالي
حـوالـيـه  الـضواري لا iiيبالي
ولـم  تـأمـن لـذي لـب iiومال
وفـتـك  ذوي الـعقول بلا iiعقال
وبـعـض الـخلق لم يشبع iiبحال
لـشـعـب  أفـقـدوه كـل iiغال
و مـا حـمل السلاح بوجه صال iiِ
فـلا  عـيـش يطيب مع iiاحتلال