بورتريه الكهف
د
. حمزة رستناوي*و طاردني الملوكُ
و منْ أحبُّهمْ
فغشيتُ أمري
و آويتُ إلى كهف ٍ
في أمومة ِ الأرض ِ
ثم انشطرتُ إلى سبع ِ مؤمنين
و كلبٍ من تراب
و أنا في فجوة ٍ منهمْ
و همْ في الكهف ِ نائمونْ
أمارسُ طقسَ الذبيحة ِ
و أفدي نفسيْ بهمْ
أكتنه ُ الحضانة َ
و طقوسَ التحوُّل ِ
و أستوليْ على خوارزمية ِ الخلودْ
" و ترى الشمسَ إذا طلعتْ
تزاورُ عنْ كهفي َ"
و أنا في غفلة ِ الشمس ِ
أتقمَّصُ القمرْ
**
كنت ُ أوصد ُ بابَ الكهف ِ عليهمْ
أحرسُ موتهمْ
و أشتري من الأحلام قنطارا ً
ثم أدلج فيهم شهقة َ الليل ِ
و ما كنت غيرهم ْ.
متلبسا ً ثوب المحبين َ
و متخفيا ً عن عيون الملوكِ و من أحبُّهم
اشتريتُ لهم أحلامَ الطفولة ِ
و أحلام َ الفحولة ِ
و جنة عرضها قلب عبد ٍ
مكانيَ كهفُ القصيدةِ
و لبثت ُ فيهمْ تسعَ كلمات ٍ
و ثلاثمائةِ حرف ٍ
و أطلتُ عمري
فما استيقظوا
ثم عثرتُ إلى جنة ِ الأرض ِ
و كنتُ أحدهمْ
ثم انسلختُ
و بنيتُ فوقهمْ مسجدا ً
و قيدتهم ْ بالسلاسل ِ
و كبلتهم ْ بالتعاويذ ِ
مكانيَ كهفُ القصيدة ِ
و في ظلمة ِ الليل ِ
ينسلونَ من جسدي
إلى قبَّة ِ السماء ِ
و يُصمدونَ كالنجوم ِ
و عندَ طلوع ِ الشمس ِ يُشْنَقونْ
* شاعر وكاتب سوري