مَسِيرَةُ الوَعْدِ
مَسِيرَةُ الوَعْدِ
شعر: صالح أحمد
مَرّوا...
ولكني بقيتُ بخيمةِ الليلِ الذي يجتاحُني ... وأريدُهُ ..
لأُطِلَّ من خَلفِ الزَّمانِ على بَواطِنِهِ ...
رذاذًا من زَحامِ الأمنِياتِ...
أراهُ يجلو كلَّ أو هامِ السِّنين .
مرّوا...
وأبقوا لي غبارَ زمانِهِم ، لِيَلُفَّني ...
قَيدًا على قَيدِ الزَّمانِ... لِيَنسَني فرحي اختِناقًا...
والتصاقًا في سَراديب التَّغافُلِ ... والتَّجاهُلِ ... والأنين .
مَرّوا ...
ولكني سمعتُ لِهاثَهُم .!
لا تَصهلي يا خَيلَنا...
لا ... لا تُثيري اليومَ نَقعا ...
واسكُني في جُعبَةِ الأيامِ صوتْ !
مرّوا ...
فراوَدَني الصَّدى عَن حَسرَتي ...
فَبَذَلتُها شَوقًا... ودَمعًا ...
وانتِظارًا للحَنينِ ... على حَنين .
مرّوا ...
فيا وَيحَ الرُّؤى !!
سَكنوا غُبارَ رَحيلِهم ...
وأنا سَكَنتُ كَثافَةَ الآلامِ في غَرَقِ السِّنين .
مرّوا ...
ولكني أكادُ أعي صهيلَ رُجوعِهِم ...
خَلفَ ازدِحاماتِ الغُبارِ ... مُضَمَّخًا بِنَدى اليَقين .
مرّوا ...
لِيَختَرِقَ الوَعي جُرحي ... وعُمقَ تَوَجُّعي ...
ومَرارَةَ الأَلَمِ الدَّفين .
مرّوا ...
أنا باق هنا ..
يا روح فانبثقي :-
زمانا .. أو مكانا ... أو كيانا ... أو جَنين .
واستَشعِري زَحفَ السنين .
ما من خَيارٍ - فَاُعلَمي – إلا " نَكون "
وطَنًا وعنوانًا " نكون "
عَلَمًا وإنسانًا " نكون "
وخُيوطُنا للغَد ...
كَفَنٌ.. وَضَمَّةُ ورد
والريحُ أنشودَة
والفَجرُ صوتُ الوَعد
فالأرضُ مَوعودَة
لا تَبكِني يا صاح
وَلّى زَمانُ الآه
والجرحُ فينا صاح
رَفضًا لما عاناه
* * *
يـا حُرُّ.. قم للـمَجد
واعصِف بمانِعِهِ
واُصرُخ ... حَديدُ القَيد
يـبقى لِصانِعِهِ
* * *واجمع عظامَ الأهل
في قُمقُمِ الذِّكرى
من يَستَجيرُ النَّذل
لا بُدَّ أن يَعرى !