متى تعود إليها
رأفت رجب عبيد
( عمر بن الخطاب رضى الله عنه في موكبه نحو بيت المقدس يسعى لاستلام مفاتيحه )
1
الموكبُ العُمَريّ جالَ بخاطري
يُسْبي العقولَ بهاؤه ومشاعري
2
ثوبُ الأمير مُرَقعُ
ثوب الأمير مُرَصَّعُ
بزبرجدٍ مِن زهدهِ
ياقوته مِن عدلهِ
ماساته مِن رفقِهِ
ومضى به في موكب ٍ
يعلو على كلِّ المواكبْ
تاهتْ به الأرضُ التي
يمشي بها فوق الكواكبْ
والقدسُ تسعدُ باللقاءْ
والقدسُ تسعدُ بالأميرْ
3
لا تعجبنَّ مِن الأميرْ
وغلامُهُ فوق البعيرْ
غرْسُ النبيِّ المصطفى
غرسُ البشيرْ
غرْسُ السِّراج المُزهر الزاهي المُنيرْ
طاب الجنى
طوبى له في الناس كان المنصفَ
وفى الرَّعية َحقها
لمَّا اتقى
بلغ المدينة َ وارتقى
بل كان سيفَ الحقِّ كانَ الصادقَ
قد عاش للمولى تقيّا
قد كان لله وليَّا
قد كان للحقِّ النصيرْ
4
إني رأيتكَ والضياءْ
تتعانقان على الرُبى
والقدسُ ألبسها رجالكَ عِزّها
و مآذنُ الأقصى الجليلْ
وبلالُ أذنَ بعد أن غابَ الأذانْ
خشعَ الوجودْ
خرَّتْ مشاعرُ للسجودْ
صليتَ في القدس عُمَرْ
لله دركَ من أميرْ
لله دركَ أيها الحاني الكبيرْ
5
رحماكَ نوركَ في الجموعْ
رحماكَ عدلك في الربوعْ
وعصرتَ عينك بالدموعْ
لما أتيت ديارَ ذلكمُ الأمينْ
والدار ما فيها طعامْ
فبكيت من فرط الأنينْ
وعجبتَ مِن زهْدِ الأمينْ
وتقولُ : غرتني الدنا
لا سيِّدي
بل غرتِ الدنيا الورى
إلاكَ يا نعم الأميرْ
6
هذا سبيلكَ يا أميرْ
حتى يعيدَ الحُرُّ "قدسْ"
دينٌ يُعلمنا الفدا
و أقله ُمالٌ ونفسْ