خطوات في التيه
خطوات في التيه
ابن الفرات العراقي
[email protected]مـشـيتُ في التيه تُدمي خطوتي قدمي
أمـشـي. مـسـافةُ هذا الليل موغِلةٌ
مـرارةٌ بـفـمـيـ والنهرُ غادرني
ويـحـمـل الماء ظهري في جرار دمٍِ
يـشـدّنـي الـجوعُ في أتّونِ مقبضِه
وأحـرفـي هـاجرَت عن دفتري تعَبا
لا وعْـدَ حـتـى إلـى أنـفاسِ قافيةٍ
بـهـا أعـبِّـر عمّا في دمي اختلجت
تـشـيـلُ قـلبي نذوراً والشموعُ أنا
زلـفـى إلـى الله لا أدري أمِـنْ قلقٍ
ومـنْ تـمـرّدِ آهـاتـي على جسدي
إنّـي أخـافُ أنـا مـن هجرةٍ لغدي
أخـافُ مـن مـطري لا تروِ قطرتُه
أنـا ذهـولٌ وشـطـآني ضبابُ أسىً
أكـلّـمـا قـلـت دربي سوف أقطعُه
وكـلّـمـا قـلت جرحي باتَ مندملاً
وكـلـمـا هـدأت لـلـروح سورتُها
أرى بـلادي ضـيـاعـاً مترعاً عدماً
هـنـا هـنـاك ملأنا الأرضَ مفسدةً
فـيـا ولاةَ دمـي . يـا مـتخمين دماً
كـان الـعـراقـيون .إشعاعاً وساريةً
فـاسّـاقـطـوا شرهاًَ في جُبِّ شهوتِم
يـا كـم تـحـمّـلتُ، يا صبراً أكابدُهُ
وكـم تـصـبَّـرْتُ مـن هَمٍّ يلازمني
وكـم تـعـللتُ علّ الأمسَ يرجعُ لي
ولـيـتَ .أدري عـسى أمطارُ أسئلةٍ
لـمَّ الـظـلامُ عـن الأغصانِ غربتَه
واثّـاءبَ الـصمتُ في أركان غرفتنا
ورجّـعـت سـاعـةُ الأحـزان دقتها
واثـاقـلـتْ كـسلاً رقصاتُ دورتِها
وصـوت دفءٍ بـدفقِ الأفق يُمطرني
يـجـيءُ رعـشـاً به خفقاتُ عالمنا
كـبـوحِ سـاقـيـةٍ فـي قفر واحتنا
لـيـلـي ومـنّـى دنا يُخشي بهمستِه
وكـان جـنـبـى يناغي أمسِ لوعتنا
وجـرَّ ثـوبـي طـاووسـا يخبؤني
يـا أمُّ ذاك أنـا نـخـلٌ بـقـامـته
مـا زلت ما زلت خطوى ضُرّجَت بدم
ولـن أبـيـعَ ووجـهـي فاقعٌ وجعا
أمـخـطـئٌ يـا ترى أنْ كنتُ ملتزما
وأن أقـيـم عـلـى أنـقـاض مقبرة
أمـخـطـي إن أنا حطمت في وتري
مـاذا تـغـيـر حـتى صرت متهما
رأسـي يُباعُ وروحي صُودِرت عطشا
يـا أمُّ قـولـي أنـا أخطات فاحتسبي
قـولـي يغادرني صحوي ووعد غدي
أرضي التي اغتصِبت واستؤصلت علنا
أرضـي وفـيـهـا دمي يمتدّ محترقا
أرضـي مـسـافـتـها ساحات أمتنا
نـذرت نـفسي لها ما شاخ بي جلدي
أظـل وجـهـا بـه تـخـضر سنبلة
لـكـن سـتـبـقى صلاتي في مهملة
مـا دام بـاطـنـي الـمتخوم محتقنا
عـهـدا سـأبـقى سؤالا ضمن أسئلة
مـن ذا يـعـيـد لحقل الروح رونقه
تـركـت لـلغد والأجيال ما اختمرتمـشـلولةَ النزفِ تُسقي للدروب دمي
بـكـهفِ خوفي أرى في لمحِه عَدمي
ويـكـتـوي بجنونِ الملحِ وهو ظمي
وفـي شـظـايـاهُ كانت قطرةُ الشيمِ
ويـرتـمـي فـي بـقايا أنَّتي سَقمي
وأعـلـنَ الـشـعـرُ لا مـيلاد للقلمِ
بـهـا أُغـيِّـرُ مـن ساحاته ألمي
مـن الـوساوس حتى ضاقَ بي بَرَمي
فـقـدّمـت أضـلـعي القربانَ للصنمِ
مـا قـدّمـوه ومـن تـوقٍ لِمُخْتَرَمي
وفـي عـيوني ذهولُ الأمسِ من وَهَمِ
ويـرتـقي قبْلَ حَيْنِ الوعدِ لي هَرَمي
أرضي .وتطوي صباحاتِ إلهنا ظُلَمي
وكـلّ مـا فـيَّ يـوحـي اليومَ للسأمِ
أعـود خـلفي ويطوي ساحلي بلمي؟
تـفـتَّـقَ الـنزفُ نزفاً غير منتظمِ؟
تـعـودُ تـرجـمني محرورةً رُجمي
وثـوبُ أمـسيَ مخروقاً على وَضَمِ
بـهـم دروبُ الأسـى تُفضي إلى تُخَمِ
مَـنْ ذا يـؤجِّـرُنـا سيفاً لمُعْتصِمِ؟
وثـورةً مـا انـحـنـتْ سباقةَ الدُّهُمِ
فـخـالـفَ الدربَ خطوي بعدُ لم يَقُمِ
مـن الـمـآسـي تداوي علتي وَرَمي
ومـن جـنـونٍ ينا يودي لمختتمي
ويـفـرشُ الـغـربـةَ السوداءَ بالعَنَمِ
أوْرَتْ بـجـذوتـهـا غاباتِ من تُهَمِ
وغـارَ لـيـلٌ ولـمَّ نـجـومَه حُلُمي
ونـام فـوق رؤى رنـاتِـه نَـغـمي
وفـاوضـت مـا بها في غفلتي رِمَمي
وأجـفـلـت تـعباً في شمسها سُدُمي
حـبـاً ويـغـفـو على إيحائه قلمي
وَيُـغْـرِقُ الـعـالـم الغيبي بالضَّرمِ
بـه اخـضـلالُ المسا في غربةِ الدِّيَمِ
عـلـى ضلوعيَ برداً شبّ مضطرمي
صـوتُ الـدلالِ لأمّـي مـغرقَ الحُلم
فـي مـقـلـتـيـه وقلبي بعدُ لم يّنَمِ
سـجـدتُ لـلـه لـم أسجدْ إلى صَنمِ
مـا صـادرَ الـزيف تاريخي ولاقيمي
ولـستُ أعرضُ في سوق الربا ذِمَمي
إنـي بـصـومعتي أسعى إلى قممي؟
تـأبين شعبي وأضرى النار في الصمم
لـون الـغـنـاء وبـعت الناي للخدم
ولـعـبةُ الموت صارت دربَ مُتَّهَمي
وهـم يـشـيـرون أني خارج النُّظُمِ
وجـهـي يـطـاردُه رأسي ومبتسمي
أنـي أقـيـم صـلاة الـمـوت للعلمِ
وشـايـعـوا أهـلـنـا جمعية الأممِ
مـتـى ويسعى إلى مَنْ بعثروا حُطَمي
مـن حـضرموت إلى يا حلم مغتلمي
ولـو أمـوت لـها ما لذت عن كرمي
ويـعـشـب الـوعد مزفوفا مع النسم
وجـرحـي الـثـر يـبقى غير ملتئم
لـمـن أشاعوا دمي واستنزفوا ورمي
تـجـري انـتثاردم في الدرب ملتطم
ويـزرع الـحـلـم في أجفان محتلم؟
وسـاوس الـحـلـم المرقوم من أِرم