قلبي يموت واقفا
قلبي يموت واقفا
ابن الفرات العراقي
[email protected]أمـشـي ويسرقني طريقُ نهاري
ضـدّي يـشاكسني وخلفي ردّني
ويضيعُ في عُتُمِ الغروبِ توهّجي
ويـلـفُّ سـاحاتي ضبابُ توهُّمٍ
أمـشـي بـأنفاسٍ تسابقُ خطوَها
وحـدي وترتعش الدروب لرحلة
فـألـمُّ ماساتي بحرفِ تهالكي
قدماي تمشي لستُ أدري مَنْ ترى
ضـاعـتْ مفرّقةً هنا واستأنفتْ
أخـطـو ولا أدري يداي تقودني
كـفـنـي تخيط سوابقي رعشاتِه
أمشي مسافاتي يجرجرُها السُّرى
لـيـلـي يدثرني بثوبِ جنوحِه
ودمـي يـعـبؤني لموتِ ضفافِهِ
مُـدنـي تـسـيرُ لغربةٍِ مجهولةٍ
شـالت يداي مواجعي وتبرعمت
ونـمـتْ بـراكيناً سرايا شهقتي
لا أهـتـدي أو تـهـتدي أنفاسُهُ
دربـي مـتـاهةُ غربةٍ مغمورةٍ
يا خطوتي ضاعَ الطريقُ فقصِّري
ويـلـوكني رهقُ الرحيل. مسافرٌُ
أمـشـي وأبحثُ عن أنا متجلببا
لـم أدر مَـنْ مـنّا أضاعَ سبيلَه
قـدمـاي لا أدري متى قد تنتهي
يـا غـربةً فينا اكتوتْ أسرارُها
عـطـشٌ تـآكـلنا وزقَّ دمارَه
وتـوحَّـمـت لدمي شفاهُ معاولي
وتـسابقت نحوي سهامُ رواجمي
يـا غربتي في موطني حِرق أنا
قـدمـاي يا قدماي عودي لحظةً
لأعود من حيث ابتدأت مسالكي
عـودي إلـيَّ إلـى بداية رحلتي
وأصـوغُ مـن كفني مراقد قصةٍ
وتـمـوتُ واقـفـةً بغابةِ أمتي
وأرى الختامَ لِمَنْ تسربل في دميويـتـيـهُ في فلكِ المدارِ مداري
ضـدّي .وأهرقَ للسرابِ جراري
ويـضـمُّ فـي جنبيه لون نهاري
ويـشـدُّ أرجـائي إليه غباري
وتـدورُ فـي فلك الرؤى أقماري
وتـضـيع بي قدماي عند قفاري
ويـصدّني موتي وصمتُ جداري
قـادَ الـخطى لزوابعِ الأمطارِ ؟
سـيـرَ الـحياةِ غريبةَ الأطوارِ
لـمـقـابري وتضمُّني وتواري
ويـلـمُّ آهـاتِ الضريحِ دُواري
لـشـطـوطِهِ فتضيعُ في التيار
لـيـكـونَ ضدّ تمرّدي إبحاري
كـي يسرقَ الأنوارَ من مشواري
وأنـا مشيتُ وما عرفت مساري
بـأصـابـعـي سخرية الأقدارِ
وتـفـجّـرت شـعراً بلا مزمارِ
لـتـعـطرَ الأزهارَ لي أزهاري
وأضـعت فيه وما دريت نوَاري
سيكون في عطشِ السرى تسياري
فرحي فيُعلِنُ في الضياعِ مطاري
قـهـري وتطْمِرُ رحلتي أوطاري
فـتـصدَّعي في ساحتي يا ناري
بـي خـطوتي مشلولةَ الأدوارِ؟
مـنـذا سـيعلنُ موتها أسراري
رقـصُ السرابِ فشدَّ فيَّ دماري
وزفـيـرُ بـركـان الشقا الموّار
والقحطُ أنبتَ في العروق شراري
وحـرائـق أكـلت سنا أنظاري
كـي أهـتـدي لمسالكِ الأغوارِ
وأرى نـهـايـة مـوطن الثوّارِ
فـتـمـعَّـني وتقحَّمي أسواري
صـلَّـت عـلى جثمانها زوّاري
لا مـا انحنت في موتها أشجاري
ولـهـم أسوقُ وما انتهى إنذاري