تقَاتُلُ الأضْدادِ
تقَاتُلُ الأضْدادِ
ابن الفرات العراقي
[email protected]مـشـيتُ ضدّي وضدّي راحَ يتبعني
وكـان لـيـلـي بـمأساتي يراودني
قـددْتُ خـيـطَ قميصِ الحبِّ من قبُلٍ
كـلّ الـحـروفِ التي كانت تقاتلني
ضِـدّي قـبـائـلُ روحي كلها وقفت
أعـلـنتُ عن جسدي المنهوكِ رحلتَه
مـا بـعْتُ شعري ولم أرحلْ لطاغيةٍ
مـشـيـتُ نحوَ دمي سار الردى قَلقاً
نـذرتُـه عـطشَ الأعراق يا عطشي
وكـان حـرفـي لِـمَا قد كان يكتبني
مُـذْ كـان غزوُ صباحاتي ومحترقي
ومـنـذ أنْ كـنـتُ مـنـسياًَ بقافيةٍ
تـقـمّـصَ الـحبرُ أوراقي وأوقدها
مـا قـلـتُ غير الذي للروحِ خامرَها
ومـا كـتبتُ سوى إحساسِ ما شعرتُ
وحـدي أسيرُ خُطى الأوجاعِ .يلذعني
أمـشي على النار خطوي شالَ لوعتَه
أدري طـريـقي المدى والأفقُ ساحتَُه
دربـي طـويـلٌ ولـيلاتي لظى عتُمٍ
مُـعَـبَّـأٌ رهـقي في رعش أوردتي
مـدائـنـي عـطـش ويـلٌ تقاذفها
مـرٌّ عـذابـي تراتيلي صدى وجعي
حـمـلـتُ عبءَ توابيتي على كتفي
وجـئـتُ أبـحثُ في قاموسِ أزمنتي
تـمـخلبَ الوهمُ في ذرّات خاصرتي
فـكـنـت نـاقـةَ صبرٍ في تحمّلها
أنـا قـبـائـلُ حُـزنٍ والـحُداةُ بها
قـد أرهـقـتني رؤى المأساةِ أسكنُها
قـد نـلـتـقـي بـغدٍ والحلمُ قنطرةٌ
وقـد نـجـيءُ بـلا وعـدٍ لموعدنا
وقـد نـكونُ احتراقاً والخطوطُ لظىً
فـيـنـبـعُ الماءُ من راحاتِ أودتي
أنـا مـرايـا دمِ الأحـزانِ بـعثرها
وكـنـتُ رسـماً على أمواج ذاكرتي
وفـي تـراتـيـل أنـفاسي ملاحَقةٌ
وكـنـتُ لونَ ازرقاقِ البوحِ مرتجفٌ
هـذي حـكايا ارتعاشِ الطلع ضيّعها
حضارةُ العمرِ ضاعت فاكتوى جسدي
أنـا الـذي ركـبَ الـبطحاء فارسها
مـدّاً بـطـوفـانِ ساعاتي ومعتركي
سـتٌّ وخـيـلـي بها البيداءُ معشبة ٌ
سـتٌّ ومـوتٌ عـلـى موتٍ يعايشنا
سـتٌّ ولـيـلـي شموع نزفها حِرقٌ
مـشـرّدونَ بـقـايـا أمـةِ ذُبِـحَتْ
فـكـلُّ يـومٍ رؤى حـزني تراودني
وكـلّ يـوم أنـاجـي طـيفَ نخلتنا
أراقـب الـغبش المصلوب بي عطش
أرضـي مـسالك ليلاتي قد ازدحمت
لـكـنْ سـتـرجِـعُ لـلتاريخِ شارتُهُ
حـبـا ونـخلا وطوق النصر يحضنا
ويـحـمـلُ الـضوءَ قنديلي برعشتهوكـنتُ وحدي أداري الروحَ بالشجنِ
وظـلَّ شـعـري بإحساسي يراودني
فـقـدَّ مـن دُبـرٍ جـلـدي وتيّهني
وأوشـكَ الـنـزفُ بعد النزفِ يقتلني
وقـد ذبـحْـتُ قـرابـيني إلى وثني
وكـنـتُ أُعـلِـنُ أنَّ النارَ في بدني
وقـفـتُ سـداً يـذودُ النار عن مُدني
حـتـى كأنَّ الردى مُذْ سرتُ لم يرني
إلـى سـرايـا حـضاراتي ومفتتني
سـطـراًً بسطرٍ على موتي يشاركني
أعـلـنـت أنّـي بغير الموت لم أكنِ
صارت حروفي امتدادً العصفِ بالدمَنِ
ومـخـلبُ الحزنِ في ثوبي تقمّصني
وأنَّ قـلـبـي بـمـا قد كان لم يَخُنِ
روحـي.وما اختلجَتْ بالنفسِ من أِحنِ
جـمـرُ الشجون ،ودربي ضاق بالفِتنِ
ومـاتَ ظِـلّـي وظلَّ الحزنُ يتبعني
متى يكون انكسارُ الصمتِ يا حَزني ؟
والـحـزن خـلـفي بمأساتي يُشيِّعني
وأنَّ مـابـي بـأرتـال الجنون فُني
ولـيـل بـغـدادَ لـيل بالدموع بني
وخـنـجـر اليأس مكسورعلى وَهَني
وعـدت وحـدي وإعصاري يحطّمني
عـن سـرِّ موتي ولونِ لقهرِ في كفني
فـكـان نـزفـاً بـه نزفي يسطّرني
بـمـا اعتراني وفيضُ الوجدِ يحْملني
شـعـري. يقاتلُ غزوَ الريح في عَلنِ
ويـسْـكُـنُ القهرُ في جلدي وأسكُنُني
عـلـى شـواطي المسا في رفّةِ الفَننِ
ويَـغْـرقُ الوعدُ عند الموجِ من شجنِ
وقـاصـفـاتُ دمـي بـالنارِ تجلدني
ويـنـبتُ العشبُ حباً في ثرى وطني
لـيـلُ الـحـنين على شطآنه زمني
بـرجـفـة الـمـاء راح يـرسمني
كـانـت سـرايا حروفي فيّ تكتبني
لـونـي، وراح فـمي للأمس يقرأني
جـرحُ الـذهـولِِ به نيسانُ ضيّعني
وكـلّ شـي بـهـا مذ كنت تجهلني
وصـاهـلات الـخيول الجرد تندبني
أجـيُْ لـلـشمس والأِضلامُ يغمرني
وصـرخـةُ الـوجعِ المزروعِ لم تبنِ
نـهـرُ الـقـرابين فيضاً جَرَّ للسنن
وعـاقـدات الـلظى مسنونة المحن
والـطـاولاتُ بـنـا حُـبلي لتطلِقني
تـقـدُّ صـبري وصبري ما تحملني
عـلى ضفافِ الردى والوعد لم يكن
إلـى الـصـبـاحات يا قنديلي اتَّزن
بـالـدامياتِ وغارَ النبعث عن عدني
ولـوحـةُ الشعرِ عند الباب تزرعني
ويـرحـل الـغدر قهرا بالرجال فُنِي
كـي يـستبين الهدى في ظلمة الوطن