والمُومِيَاءُ هي التعبير
والمُومِيَاءُ هي التعبير
د.محمد إياد العكاري
*" مهداة لرابطة أدباء الشام مع خالص الود والتقدير لأستاذنا الفاضل عبد الله الطنطاوي حفظه اله ورعاه بعد غيابٍ لأكثرَ من مائة وأربعين عاماً قضاها متنقلاً بين أيدي السماسرة والمتاحف المختلفة في أرجاء المعمورة وافق متحف مايكل كالوس بولاية أتلنتا في الولايات المتحدة أخيراً على إعادة مومياء أحد الفراعنة الملك رمسيس الأول الذي قد يكون فرعون مصر والذي نزل فيه قرآن يتلى إلى يوم الدين ((ليومَ نُنجِّيكَ بِبَدَنِكَ لتكونَ لمن خلفكَ آيةً )) يونس 92
وكأن قراصنة العالم الجديد وطغاتها لم تعد تحتمل أي عظةٍ وذكرى تُذكِّر بالعاقبة والمآل."
| فِـرعَـونُ نَعشُكَ ما يَزالُ يَدورُ جَـسَـدٌ تَهاوى لا حَرَاكَ مُحنَّطٌ فـالـحَالُ يُرثى، والمَشَاهِدُ عِبرةٌ قـد كَـان يَـبغي يَسْتَطيرُ بشَرِّه يـا لـلـتَّـمادي ما ادَّعَاهُ لنَفسهِ ُيا للتَّجرؤ أينَهُ ؟؟ دَعنى أَرَى ؟! * * * يـا للمَآلِ ويا حَقارةَ ما انْتَهى !! أين الحُشُودُ بقضِّها وقَضِيضِها ؟؟ أيـنَ الـحُـواةُ وقد تَخلَّوْا سُجَّداً والـسِّـحـرُ واهٍ قد تَلقَّفهُ الهُدى فـإذا الجَحافِلُ خَلفَ مُوسى تَقْتَفي يـا لـلـخِـضَمِّ تَمَزَّقت أودَاجُهُ فـالـيَمَُ يَطردُ ما اسْتَطاعَ يَلوكُهُ والـجِّـسـمُ مُلقَى يا لجُرمٍ تَافِهٍ عِـظَـةٌ تُطِلُّ من الزَّمانِ بنعْشِهِ والـرَمثُ بين المَغربين مُطوِّفٌ قد كان في أقصى البلادِ وشَرقِها والـحِـسُّ قَـبـلُ تَسَلُّطٌ وتَكبُّرٌ فـإذا الـزَّمـان تقلُّبٌ، وإذا المقا والـيَـومَ طَاغيةُ الزَّمانِ مُزَمجرٌ فـي الشَّرقِ في اليابان أهْلَكَ أمَّةً وهـناك في الأفغَان جَيلٌ بالأَسى أمَّـا فِـلسطينُ الجَّريحةُ فالرَّدى كـلُّ الـبَسيطَةِ بالعَويلِ نشيجُها هـي دَورةُ الأيَّـامِ تَـلفظُ خُبثَها فِـرعـونُ قَـبْـلُ تَـجبُّرٌ وتَأَلُّهٌ ذاكَ ارتَـمَى بين العُصورِ لعِبرةٍ والـقُطبُ يَحصُدُ عَلقماً ممَّا جَنى | ذِكـرَى تـهيجُ على البحارِ تَثُورُ لا حَـولَ فـيـهِ ،ولا مَقَامَ أَثيرُ والـحـسُّ أبْكَمُ، والعُيونُ تَغورُ ِقَـتَلَ الذُّكورَ، وما اسْتبيحَ خَطيرُ يـا لـلـتَّـبـجُّحِ والحياةُ عُبور يـا بـئسَ ما تَسْطو الأَنا وتَجُورُ * * * نـعشٌ على جَرفِ السَّعيرِ أَسيرُ أيـنَ الـنَّعيمُ وجنَّةٌ وقُصورُ ؟؟ فِرعونُ أزْبَدَ ،والجُّموعُ تَمورُ !! والـحـقُّ أبـلـجُ ،والإلهُ قَديرُ وإذا الـجُـيوشُ وجَمعها مَقْهورُ غَـضَـباً ودَمْدَمَ والجُموعُ تَخُورُ والأرضُ تَحجُبُ والزَّمانُ حُضُورُ وكَـذَا الـطُّـغَاةُ مَآلهم ومَصيرُ والـجِـسمُ مَسلوبُ الكَيَانِ حسيرُ والـكُـلُّ يَـشْـهَدُ حالَهُ ودُهورُ والـيـومَ يَـرجِعُ والزَّمانُ يَدورُ والـحَـالُ أمْـسُ تَجَبُّرٌ وفُجُورُ مُ تـبدَّلٌ ،والمومياءُ هي التَّعبيرُ قُـطْـبٌ يعيثُ، وتَسْتَطيرُ شُرُورُ ذُبِـحَ الـعِـراق ُوعـمَّهُ التَّدميرُ سَـئِـمَ الحَياةَ وفي الحَياةِ كَسيرُ فـيـهـا يُـخَيِّمُ والظَّلامُ سُفورُ والـعَـدلَ يَجهَش،ُ والدِّماءُ بُحُورُ وتُـقـيـمُ ما يَجلو الرُّؤى وتُنيرُ والـقُـطبُ يَتْبَعُ والشَّبيهُ غَريرُ وغَـداً سَـيـأتـي للجَديدِ نَذيرُ والـحـقُّ يُشرقُ والضَّلالُ يبورُ |
اختلف جمهور المؤرخين حول شخصية فرعون موسى لكن بعض الباحثين الثقات يرون أنَّ فرعون الذي طارد موسى عليه السلام هو مر نبتاح أو (منفتاح) .للمزيد من التفاصيل ،انظر على سبيل المثال لا الحصر: انظر محمد علي البار، المدخل لدراسة التوراة والعهد القديم، الجزء الأول، دار القلم والدار الشامية ،دمشق وبيروت، 1990 م، ص (59-60)ومن الجدير بالملاحظة أنه قد عثر على شواطئ مصر في دير البحري(موقع بالقرب من مدينة الكرنك في مصر على الضفة الشرقية للنيل) عام 1881 م على مومياء رعمسيس الثاني بحالته التي كان عليها عند غرقه كما أشارت الدراسات والتي ترجح أنها جثة فرعون موسى.
*السعودية - الهفوف