لفاطمــــــهْ

لفاطمــــــهْ*

شعر : منير محمد خلف . سورية

[email protected]

لوجهكِ

يأتي الربيع فراغاً

يوقّع بالحزن

أوراق أيامنا القادمهْ

لوجهك

تبحث روحيَ

عن لذة القمح

عن نشوة الاكتمالِ

السنابلُ فارغةٌ تنحني ،

لشوامخ قلبي تهزّ الفضاءَ

( تخربش ) ما يتبقّى

من الجرح

والجمر

والعاصفهْ

وتصرخ : يا الموتُ ..!

تسرق من زهرة الفجر

عطراً من الصبح

كان ليَ النسمة الناعمــهْ .

 يدي في الفراغ

تداعبُ شعر الهواء

تُقبّل جبهة ريح

تعيد المسافة للبدء

تعصر ما يشتهيه النزيف

تُبعثِرُ فيّ المرايا

الغيابَ العميقَ

وتزرع في الأفق

رمل النهاياتِ

تصفعني بالأفول ،

الشرايينُ مازالت الريحُ فيها

وما زالت الكائناتُ

تلوك عظامي

تكنّسُ وجهي

من الدم والماءِ

تغرسه بانكساريَ

تفرشه باليباس ،

تكبّله خطواتُ الوجوه

برحم الخريف

وسرب مساءاته الخائفهْ .

لوجهكِ

أبكــــي

أنا ـ لا أجيد القصيدة ـ صفرٌ

هو الحزن

يأتي نقيّاً كما الأنبياء

وفي الفجر تولد آياته

واصفرار الوجود

الفصولُ تشدّ الفصول

تعضّ البراعمَ

تأتي النهايةُ

تكتمـل الملحمــهْ .

لوجهكِ

يبدأ موتيَ

أشربهُ

وأعانق نعشيَ ،

تكتحل الأذنُ بالصمت

والعينُ باللاحياةِ

الصباح بنهر الخراب

المساءُ بحزن القناديل

يُتّهـم القلبُ بالدمِ

والدمُ بالدم

والخبزُ بالجوع

يا فاطمـــــــــــهْ .

            

*فاطمة : ابنة  شقيق الشاعر، قطفها الموت وهي في ربيعها الرابع عشر