يا أيها الفرسان !!!

يا أيها الفرسان !!!

شعر : د. كمال أحمد غنيم

[email protected] 

       إلى فرسان الكتائب: "ياسر الحسنات"، و"محمد قنديل"، و"مروان الزايغ"... لا أشك بعدكم أن هذا الجدار المريع آخذ في الانهيار!

 "هل هكذا يكون موعد الأحبة؟!

يا أيها الفرسان قد آن الرحيل"

 ما زال هاتف الرحيل يطرق القلوب والآذان

قد ظل يملأ المكان:

يا أيها الفرسان.

يا أيها الفرسان.

يا أيها الفرسان.

 قد كان صوته الرخيم زاخراً بفرحة الجنان.

كأنه لم يعرف الأحزان.

قد كان صوت طارق الحبيب.

قد جاء في الظلامِ في الشروقِ،

في الزوالِ، في الأصيلِ، في الغروب.

مع كل زخّات الرصاص كان يأتي لا يغيب.

وفي الفؤاد... ظل يسكن القلوب.

وراح يهتف الرصاص من بنادق الرجال:

"إننا لقادمون"

"يا من صدقت الوعد إنا قادمون"

"لم نعرفِ التبديلَ...

لكنّا سئمنا الانتظار!".

فالليل يمضي مبطئاً والموت يخترق النهار.

تسللت أشواكه تضرب الإسار.

والشمس شاد الأخطبوط حولها الجدار.

*   *   *

يا أيها الأنذال هذا سيفنا يشق نحوكم خطاه.

يطارد الطغاة والبغاة والعصاه.

لا يعرف السكون.

وإننا لقادمون!

وخلفنا الزحوف في جنون.

لنحرق الهالوك والأفيون. 

قد آن يا قابيل موعد الحياه.

فارفع يديك... ارفع يديك!

واسلك طريق التائبين!!

وانفض غبار الخوف عنك!

فالعار أن تبقى هناك.

ما بين سكين اليهود وانتقام الثائرين!

ما كنت تخشى قد أتاك!

ها قد أتتك الزلزلة!

والشيخ عز الدين صوّب الرصاص نحو قلبك الخؤون.

وألف "عزّ" حاصرك.

بين الفراش واللحاف!

بين الخلايا والعروق والدماء!

في غفوة المنام يُشرع السكين فيك كالخراف!

أنّى مضيت قد أتتك الجلجلة! 

مزّق غشاء العار عنك.

فياسر المحموم جاء!

قد جاء ماردا يضجّ بالرصاص والدماء! 

محمد "القنديل" جاء!

قد جاء مسرعا ليغرس الضياء! 

وأنت يا مروان عدت من جديد

تمزِّق الظلام في مضاء!

*   *   *

"يا أيها الفرسان..."

قد أتعبتكم صيحة الأحبة.

وموعد الرحيل يقترب... 

ما هذه الأصوات حول مخبأ الرجال؟!

الوقت كان: "موعد الصلاه".

وفي الدقيقة: "الأذان"!

وفي الدعاء الأول الأخير كان!

والصوت يملأ المكان والزمان:

"يا أيها الفرسان..."

"يا أيها الفرسان..."

والهمس يقترب!

والليل قد تعثّرت خطاه! 

وياسر المحموم راح يلثم الرصاص.

وفي يديه قد تمترست قنابل الحياه.

"محمد القنديل" راح بالرصاص يعلن الصلاه.

وفي الظلام ظلّ مشرعاً خطاه.

"مروان" قبّل المُدى...

وأمسك الرشاش... زغردت يداه!

*   *   *

وبينما الجنود يسبحون في الدماء.

ظلت قنابل الرجال في انفجار!

والليل صار قطعةً من النهار!

وظلّ صوتهم يدور في دياجير الوطن!

"يا أيها الفرسان...

"يا أيها الفرسان...

فليشهدِ الزمان روعة الأذان!

فليشهدِ الزمان..!"