يا نخلة البرحي ...

إلى البصرة الفيحاء ..

عبد الزهرة لازم شباري

[email protected]

ومضيت أستجدي الحروف

لغربتي ،

أمشي على كف السباخ

لعلني أرنو إلى وطن

تشظى فوق سارية

الدروبْ ،

أطوي الخطى متعثراً

في محنتي ،

وأدور مختلجاَ

جثمت على صدري

خرائب في الزحامْ ،

ووجلت من أمسي البعيد

لبصرتي،

وأصابع السياب والماضون

تنقش في الرخامْ ،

 وتجشأت منها فصول الشعر راوية

وتفتقت أطيافها من كل رائعة وصوبْ ،

أشعلت كل دفاتري وقصائدي

وما كتبت يد الأيام

في المنفى ،

لأسرج مهرتي وأذيب

عواصف الأحلام

في عبث المنامْ ،

وأتيه كالأعمى وأحمل

زانتي وشموع قداسي

وأنثرها قلائد للكلامْ ،

عبثاً نغني ..

ونعزف من قيثارة

الآهات ألحاناً

ونطلق طير الشعر يبكينا

ويندب في شحوبْ ،

عبثاً نكور أرتال القصائد

كالمراثي خلف مزمار الجنوبْ ،

شغلوك في ليل الجراد

وأدلجوا ،

في ماء شطك

طاغوت العويلْ ،

شغلوك عن عرس القصيدة

وهي ترفل في زفاف العرس

من زمن الخليلْ ،

أتضام حنجرة الربيع لسحرها

ويطال زهرها للذبولْ ،

هي هالة التأريخ ..

والعود الندي لصفو

الناهدات مع الهديلْ ،

يا نخلة البرحي

كم أذنت بسحر فجرك

للمرافئ واللهبْ ،

وتفتقت في ظل فيئها

كل أنواع الرطبْ ،

قولي..

فللباقين كم دفنت على

أجسادهم عصي

الشغبْ ،

وتباريت فيها ومنها

كل أنواع التعب ْ ،

إنا هبطنا من فوق

سارية الفضاء لعلنا

نحمي بوارق صمتنا

ونقول للباقين ..

كان هنا أدبْ !!

كان هنا أدبْ !!